“مرارة العيش في ظل التعليم تصبح لذة” قصة كفاح أم لتعليم طفلتيها
من وسط بيت متهالك تتحدث إلينا ووجهها تملؤه ابتسامة نصر لتحقيق ما أرادت الوصول إليه.
“بلقيس”الأم العشرينية التي وُصفت بالخارقة لعادات وتقاليد قريتها “الشقر” تلك العزلة التي لم يجد التعليم طريقاً اليها…
تروي بلقيس لموقع الحديدة نيوز قصتها منذ قرابة عام ونصف حين حاولت وبإصرار أن تقنع زوجها “محمد مفتاح” لترك القرية والتوجه إلى المدينة لتسقي ابنتيها ( ريم_ روان) من نهر العلم لكي لا يذوقوا عذاب العطش الذي ذاقته
تقول، ” كان زوجي في البداية معارضاً لما في ذلك من صعب المعيشة وتخبط لطلب الرزق ، لكنني ظللت متشبثة بقشة الأمل خوفاً على بناتي من الغرق في الجهل ،فما كان أمامه إلا الموافقة أمام إصراري..
وتضيف بلقيس “ظللنا نتخبط كثيراً في الحديدة بحثاً على مكان يأوينا إلى أن وجدنا مكاناً يقال أنه بيت في منطقة (الحي التجاري) لكن لم نلبث فيه إلا بضعة أسابيع حتى اندلعت نيران الحرب في الحديدة وأخرجونا منه وعدنا إلى قريتنا نجر أذيال الخيبة “
واجهت بلقيس الكثير من السخرية من ابناء قريتها بعد عودتها لكنها لم تستسلم وظلت متمسكه بحلمها في تعليم اطفالها وعادت مجدداً الى الحديدة
تقول “هذه المرة كان البحث عن بيت كالبحث عن إبرة في كومة قش لكنني أحرقت القش بأكمله وحصلنا على بيت في منطقة (أربعة وعشرين ) كل ما نملك فيه غرفة لا يوجد بها حتى فراش لم أكن مهتمة بذلك ابداً فأول ما قمت به هو الذهاب إلى المدرسة الأقرب (مصعب بن عمير) تم تسجيل بناتي كطالبات وهنا ذهب كل ألم وهم وعسر ”
الطفلة ريم 9 اعوام تقول” اذهب يومياً انا واختي للمدرسه لنتعلم ولدينا صديقات بالمدرسة واتمنى ان اصبح طبيبة..
الفخر والاعتزاز بدا على الأم بلقيس حينما سألناها هل تحقق ما كانت تتمناه فأجابت نعم ان ما حلمت به تحقق وهو تعليم طفلتيها وانقاذهن من الجهل الذي يعيشه اطفال قريتها
ودعت بلقيس كل الأمهات الى تعليم بناتهن وعدم حرمانهن منه وعدم الاستسلام للظروف حيث وان التعليم حق من حقوق الأطفال ويضمن لهم مستقبل زاهر…