في الحديدة .. نازحون عادوا لمدينتهم لكن حياتهم لم تعد معهم!!
عادت أحلام عُمر (31 عاماً) ووالدها إلى منزلهم في شارع الميناء بالحديدة بعد نزوحهم منه أثر وصول الاشتباكات إليه في منتصف العام الماضي..
تعيش أحلام مع والدها الستيني المتقاعد بعد فقدانهم والدتها بمرض السرطان منذ سنوات، بينما يعمل شقيقها في مدينة تعز..
يتجرع أبناء الحديدة الأمرين فالحرب التي طال أمدها وما خلفته من تشويه للمدينة حرمتهم من التنزه الذي كان متاح من قبل، وفقدان العديد من الناس مصادر رزقهم كالصيد والمشاريع الناشئه..
تقول أحلام في حديثها : كنت اعمل كسكرتيرة في مؤسسة براتب شهري اليوم اعمل سكرتيرة في معهد بسيط، “ارتفعت الأسعار وقلت الرواتب..”
اغلقت المؤسسات مقارها في المدينة واتجهت لفتح مقار أخرى في مدينة باجل التي اصبحت تبعد عن الحديدة بأكثر من 100 كيلو -قرابة ساعتين بالسيارة- بعد أن كانت تفصلها ب 50 كيلو أي قرابة النصف ساعة بالسيارة، نتيجة إغلاق طريق كيلو16، وفقاً لأحلام..
تغيرت حياة أحلام عن ذي قبل فالحرب طبعت ملامحها على المدينة وجثت على حياة الناس هناك ضاقت بهم سبل الرزق والتنزه والتنقل..
تضيف أحلام : في السابق كنا نزور الأهل وكانوا يزورونا باستمرار، اليوم مع صعوبة التنقل لا أحد يزور أحد وكل التنقلات اقتصرت على زيارات الحي فقط..
تسترسل أحلام: لازال الناس نازحون خارج الحديدة منهم أصدقاء والدي الذي كان يقضى فترة العصر معهم، الأمر الذي اضطر أحلام إلى تقليص دوامها من فترتين إلى فترة واحده، لتظل برفقة أبيها المسن..
عاد النازحون إلى منازلهم لكن حياتهم السابقة لم تعد، تتحدث أحلام بمرارة: رجعنا للبيت وكأننا في مكان أخر، كانت عمتي التي تسكن في المراوعة تزورنا كل جمعة أما الآن الطريق مغلق ولا تأتي إلا في الشهر مرة واحدة، أيضا الصيدلية التي كانت توفر أدوية والدي فتحت في مكان بعيد يتوجب عليّ احضارهم بنفسي بعد أن كان والدي يذهب بنفسه لقرب الصيدلية من البيت..
يتوق الناس إلى إنتهاء الحرب وإزالة مخلفاتها عن المدينة لتبدأ إعادة الإعمار وتعود للناس حياتهم..