ارتفاع عدد السكان الأجانب في العراق بما يفوق الثلاثة أضعاف، خلال العقود الثلاثة الأخيرة

نشرت المنظمة الدولیة للھجرة والحكومة العراقیة نتائج أول ملف من نوعه يدرس ظاهرة الھجرة على الصعید الوطني، ورد  فيه أن عدد السكان الأجانب في البلاد قد ارتفع بنسبة 338% في الفترة بين عامي 1990 و2017.

وتقول المنظمة الدولية للهجرة في العراق إن البلد يستضيف أقل عدد من المھاجرین، مقارنة بالدول المجاورة في الشرق الأوسط مثل الأردن ولبنان. ومع ذلك، فقد ارتفعت أعداد السكان الأجانب بما يفوق الثلاثة أضعاف، وهي زيادة “تعزى إلى حد كبير إلى تدفق اللاجئین من سوریا” حسب ما ورد في مؤتمر صحفي يوم الخميس في فندق بابل في بغداد.

وتوضح نتائج الملف أن الهجرة في شمال العراق ترتبط إلى حد كبیر بالصراع، بينما ترتبط الظاهرة في الجنوب بعوامل كسب العیش في الغالب الأعم، مثل فقدان الأراضي الصالحة للزراعة وندرة المیاه.

وقد تم تطویر ملف الھجرة الخاص بالعراق من خلال عملیة بناء القدرات التي تشرف علیھا مجموعة العمل الفني المكونة من وزارة الھجرة والمھجرین ووزارة الداخلیة وعدد من الأجهزة الحكومية ذات الصلة، إلى جانب المنظمة الدولیة للھجرة.

أول نظرة إحصائیة واسعة النطاق لدراسة ظاهرة الهجرة

ویعرض ملف الھجرة حقائق وأرقاما تعتبر أول نظرة إحصائیة واسعة النطاق لدراسة الظاهرة، مما یساعد في إنشاء قاعدة من الأدلة المهمة بالنسبة لسیاسات واستراتیجیات الھجرة الوطنیة.

وكانت المنظمة الدولیة للھجرة قد أكملت في تشرين الأول/أكتوبر 2019 تقییم مؤشر حوكمة الھجرة الذي یقیس القدرات الوطنیة في هذا المجال.

وقد قال رئیس بعثة المنظمة الدولیة للھجرة في العراق، السید جیرارد وایت، إن ملف الهجرة الأول الذي تم إكماله “یوضح التزام الحكومة العراقیة بتسخیر النھج

القائم على الأدلة ” للاستفادة من بیانات الھجرة في السنوات القادمة في السیاسات والاستراتیجیات.

أنماط هجرة العراقيين إلى الخارج

من ناحية أخرى یظھر الملف أنماط ھجرة العراقيين إلى الخارج ويورد أن دولة إیران المجاورة كانت الوجھة الرئیسیة لهؤلاء خلال الفترة ما بین حرب الخلیج حتى 2003.  وتبرز دولتا الأردن وسوریا كوجھات رئیسیة بعد ذلك التاريخ، بينما أصبحت أوروبا مقصداً رئیسیا لھم بعد 2004، حيث كانت  السوید وألمانیا والمملكة المتحدة من أھم بلدان للھجرة.

وحسب نتائج الملف، شكل النزوح الداخلي الناجم عن الحرب ضد داعش خلال السنوات الأخیرة مصدر قلق رئیسی، إذ فاق عدد النازحين داخليا أرقام الھجرة الدولیة إلى البلاد.  ویعزي التقرير ذلك بشكل جزئي إلى أن البلدان التي لجأ إلیھا المھاجرون العراقیون سابقا، كانت نفسھا تعاني من الأزمات.

هذا وقد أجرت المنظمة الدولیة للھجرة دراسات مماثلة في أكثر من 80 دولة حول العالم باعتماد نھج قیاسي للبحث یعتمد على المعلومات والأدبیات المتاحة، والمقابلات مع المسؤولين الحكوميين والمنظمات الدولیة، والبیانات العامة المتاحة، والمعلومات التي توردها السلطات الوطنية والمنظمات الدولیة.

قد يعجبك ايضا