تفاصيل من قلب الجحيم.. هكذا حول “الإصلاح” مارب إلى معتقل كبير ومرعب

أكثر من ألف و200 مختطف غالبيتهم من المرضى والطلاب والتجار والمسافرين الذين تم اعتقالهم من الطرق يعيشون جحيماً جراء المعاملة اللا إنسانية والخارجة عن القيم والأعراف في سجون قوى العدوان بمدينة مأرب.

حيث أدى التعذيب النفسي والجسدي وفق إحصائيات لمنظمات حقوقية إلى استشهاد أكثر من 30 معتقلاً داخل سجون القهر والتعذيب في مأرب.

مختلف أنواع التعذيب التي يصعب وصفها بل وقد لا يتخيل الإنسان السوي أن تصدر من بشر يمارسها السجانون بحق المعتقلين، فمن حرمانهم من الأكل والشرب إلى التعذيب وتعليق الأيدي والأرجل وبترها أحياناً وصولاً للوفاة كأسلوب تعذيب بحق السجناء الرافضين لامتهان كرامتهم وإنسانيتهم .

 

وبعد أن كان عدد السجون في مدينة مأرب لايتجاوز السجنين قبل التحالف، تشرف قيادات في الجهاز الأمني لحزب الإصلاح، اليوم على أكثر من 14 سجناً داخل المدينة وتديرها بوحشية لا نظير لترهيب السجناء وممارسة أقسى أنواع التعذيب بعد إصدار فتاوى بتكفيرهم واستباحة كراماتهم.

وبالإضافة إلى تعذيب السجناء فإن اختطاف المواطنين من نقاط التفتيش والطرق والأماكن والأسواق في محافظات مأرب والجوف وشبوة مهمة أساسية للجهاز الأمني الإخواني، حيث يتم تجميعهم إلى هذه السجون المخصصة للتعذيب وإجبارهم على الإقرار بتهم ملفقة.

يتم الاعتقال في معظم الحالات بسبب اللقب أو المنطقة وأحياناً أخرى لمجرد الاشتباه حيث يقضي المختطفون سنوات خلف القضبان وتحت التعذيب دون أي محاكمة بل ويتم تغييبهم عن أسرهم .

ولعل اللافت في السجون التي يديرها الجهاز الأمني للإخوان عدم السماح لأهالي المختطفين بزيارة ذويهم أو الاطمئنان عليهم أو حتى التواصل بهم، حيث يتم إخفائهم قسرياً لسنوات ودون إبلاغ ذويهم بأماكن احتجازهم وهو ما يخالف القانون اليمني والذي ينص على إبلاغ ذوي المعتقل خلال 24 ساعة من اعتقاله.

ومثال بارز على اختطاف المليشيات للمواطنين من الطرقات هو إخفاء البروفيسور مصطفى المتوكل منذ أكثر من عامين، بعد أن تم اعتقاله في نقطة الفلج بمدخل مدينة مأرب بعد عودته من المشاركة في مؤتمر علمي بالمغرب عبر مطار سيئون، وكذا اختطاف العلامة يحيى الديلمي ورفيقه بعد عودتهم من أداء مناسك الحج، حيث تم تغييبهم عن ذويهم.

وهاتان الحالتان تكشفان كيف حوّل حزب الإصلاح الطرقات العامة إلى كمائن لاصطياد الأبرياء والزج بهم في غياهب السجون.

وفي أغسطس من العام الحالي ومع تزايد أعداد النساء المختطفات افتتح القيادي الإصلاحي والمعين من قوى العدوان محافظاً لمأرب المدعو سلطان العرادة سجناً خاصاً للنساء.

وقد سجلت العديد من حالات الاختطاف بحق النساء، أبرزهن سميرة مارش التي تم اختطافها في مدينة الحزم بالجوف قبل نحو عام ونصف وتخضع لصنوف التعذيب والحرمان حيث منعت والدتها وأطفالها الثلاثة من زيارتها أو التواصل بذويها في انتهاك صارخ لكل القيم والأعراف والعادات اليمنية الأصيلة التي تعلي من شأن المرأة.

واستنكر محافظ مأرب على محمد طعيمان في تصريح لوكالة الأنباء اليمنية (سبأ) جرائم مرتزقة التحالف السعودي بحق الأسرى والمختطفين والانتهاكات التي تمارس بحقهم في السجون والتي ترقى لجرائم ضد الإنسانية.

وأشار إلى أنه تم تسجيل العديد من حالات الوفاة والإعاقة الدائمة نتيجة التعذيب الوحشي للمختطفين.. داعياً المنظمات الحقوقية للتحرك لزيارة المعتقلين والضغط على قوى العدوان للسماح لأسرهم بزيارتهم والاطمئنان عليهم وتحسين أوضاعهم المعيشية.

وأكد المحافظ طعيمان أن ممارسات مرتزقة العدوان بحق الأسرى والمختطفين لا تشرف قبائل مأرب وأحرارها ومدانة من قبل الجميع.

ولفت إلى أن قيادات حزب الإصلاح تتحمل المسؤولية القانونية والأخلاقية تجاه أي جريمة سابقة أو لاحقة بحق الأسرى والمختطفين.

ودعا طعيمان قبائل مأرب والجوف والقبائل اليمنية الأصيلة للتحرك الفاعل للتخفيف من معاناة المختطفين والضغط على قوى التحالف للإفراج عن المعتقلة سميرة مارش التي يعد اعتقالها وصمة عار وعيب أسود بحق خاطفيها الذين تجردوا من كل القيم والأعراف اليمنية.

الأسير المحرر درعان السقاف روى جوانب فظيعة من معاناة المعتقلين داخل سجون مرتزقة العدوان في مأرب حيث قضى نحو عامين داخل السجن تعرض فيها لصنوف التعذيب.

ويقول درعان ” يحرصون على تعذيبنا ويمنع علينا الهواء في غرفة محكمة شديدة الحرارة منخفض سقفها ينهال العرق من أجسادنا من بعد الظهر حتى بعد منتصف اليل باستمرار ” .

ويضيف ” التغذية التي تصرف لنا كانت تقتصر على أربع كدم في اليوم وفول وماء غير صالح للشرب ونضطر للتيمم للصلاة بسبب انعدام المياه في الكثير من الأحيان” .

ويسرد رحلة السجن قائلا ” انتقلنا من سجن ابن غريب إلى سجن الأمن السياسي، من الغرف الضيقة إلى الغرف الانفرادية وأدخلونا غرفة مترين في مترين، كنا ستة في غرفة لا تتسع إلا لثلاثة أشخاص، الزيارة والاتصال محرم علينا ويأتي مسؤول السجن ليجلدنا بالكابل في نفس الزنزانة، لا يسمح لنا بالدخول إلى دورة المياه إلا مرتين في اليوم لا نتأخر فيها عن دقيقتين” .

وأشار درعان إلى أن العديد من رفاقه الأسرى والمعتقلين توفوا نتيجة التعذيب وبعضهم فقد أطرافه بسبب عدم تلقي الرعاية الصحية اللازمة.

ولفت إلى أن السجون مكتظة بالمعتقلين من مختلف المحافظات وبينهم الكثير من أبناء مأرب الذين تم اختطافهم من الطرق والأسواق ويتم اتهامهم بالانتماء لأنصار الله.

وأوضح أن المعتقل حسن عبدالله زايد الشريف وهو من أبناء مأرب تم اختطافه من منزله وقضى داخل السجن نتيجة التعذيب الوحشي وتم إخفاء خبر وفاته عن أسرته لأشهر قبل أن يجدوا جثته في ثلاجة للموتى بمستشفى مأرب.

وأعرب درعان، عن أمله في أن تسلط وسائل الإعلام والمنظمات الحقوقية والإنسانية، الضوء على معاناة الأسرى داخل سجون مرتزقة العدوان.. داعياً اللجنة الدولية للصليب الأحمر لزيارة تلك السجون لإنقاذ حياة المئات من المعتقلين الذين يتلقون صنوف العذاب بشكل يومي.

ولعل معاناة الأسرى والمختطفين وما يتعرضون له من تعذيب وحشي في سجون قوى العدوان ستظل جرحاً غائراً باستمرار التحالف الذي يدعم الجماعات التكفيرية ويمولها لامتهان كرامة الإنسان اليمني، حيث عمليات التعذيب والإختطاف مستمرة وبإشراف ضباط سعوديين وإماراتيين، لكن القيود حتماً ستكسر وتشرق شمس الحرية لجميع المختطفين حين تعلو صرخات رجال اليمن مؤذنة بالنصر.

قد يعجبك ايضا