مفوضية شؤون اللاجئين تطلق مناشدة لدعم 4.6 مليون لاجئ أفغاني مشردين في جميع أنحاء العالم
ناشدت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين العالم تقديم دعم مكثف للنازحين الأفغان والمجتمعات المضيفة لهم قبيل انعقاد المنتدى العالمي للاجئين، وهو الأول من نوعه، في جنيف الأسبوع المقبل.
وفي مؤتمر صحفي من جنيف، قال المتحدث باسم المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، بابار بالوش، إنه مع دخول النزوح الأفغاني عقده الخامس، لا يزال نحو 4.6 مليون أفغاني مشردين في جميع أنحاء العالم – من بينهم 2.7 مليون مسجلين كلاجئين، ومليونان من النازحين داخل أفغانستان. وقال بالوش إن النزوح الأفغاني هو الأطول فالشعب الأفغاني يعاني من أطول حرمان في جميع أنحاء العالم، بحسب المفوضية.
معظم اللاجئين في باكستان وإيران
وتتوزع الغالبية العظمى من اللاجئين الأفغان (ونسبتهم 90%) في الجمهوريتين الإسلاميتين الباكستانية والإيرانية. كما أن الأفغان هم المجموعة الوحيدة الأكبر من بين طالبي اللجوء السياسي الذين يفرون إلى أوروبا هربا من التدهور الأمين الحاد ولكنه يزيد الضغط المالي على الدول المضيفة.
90% من اللاجئين الأفغان موزعون في باكستان وإيران — مفوضية اللاجئين
وقال بالوش “في كل من إيران وباكستان، يمكن للاجئين الأفغان الحصول على التعليم وأنظمة الرعاية الصحية الوطنية. ونتائج هذا النهج الشامل كانت رائعة ورائدة في العالم. ففي إيران، ارتفع معدل الأطفال الأفغان الذين يجيدون القراءة والكتابة بأكثر من عشرة أضعاف ما كان عليه عام 1979.” هذا وتشير المعطيات الرسمية إلى أن نحو 480،000 لاجئ وطفل أفغاني غير مسجّلين يحصلون حاليا على التعليم في المدرسة للعام الدراسي 2019-2020، وهو ما يشير إلى ارتفاع متواصل مقارنة بالأعوام السابقة.
وأضاف بالوش أنه في باكستان تعمل الحكومة مع مفوضية الأمم المتحدة العليا للاجئين في إطار مبادرة “المناطق المتضررة والمضيفة للاجئين” على زيادة الدعم المقدم للمجتمعات وتخفيف العبء الواقع على البنية التحتية والموارد. “منذ عام 2009، استفاد من هذه البرامج أكثر من 12.4 مليون من الباكستانيين واللاجئين الأفغان.”
وداخل أفغانستان، تتعاون الحكومة مع المفوضية وغيرها لدعم العائدين والمجتمعات المضيفة عبر مشاريع العودة وإعادة الإدماج مع التركيز على سبل العيش والتعليم والرعاية الصحية والطاقة. وأشار المتحدث باسم المفوضية السامية لشؤون اللاجئين إلى أنه هذا العام وحده، تلقى نحو 350،000 أفغاني المساعدة عبر مبادرات التنمية المستدامة التي تعزز الوصول إلى البنية التحتية الرئيسية من بينها الطاقة والتعليم والإسكان ميسور التكاليف.
تحديات جمّة
الصعوبات الاجتماعية والاقتصادية عقبة خطيرة أمام الجهود الإنسانية في أفغانستان وإيران وباكستان — مفوضية اللاجئين
وبحسب وكالة اللاجئين، تظل الصعوبات الاجتماعية والاقتصادية “عقبة خطيرة” أمام الجهود الإنسانية في الدول الثلاث. يقول بالوش “في إيران، أدى التراجع الاقتصادي إلى ارتفاع تكاليف الرعاية الصحية، وهو ما أثر على الإيرانيين والأفغان على حد سواء. وقد واجه اللاجئون زيادة بنسبة 65% في أقساط التأمين الصحي العامّ في الأشهر الأخيرة.” إلا أنه على الرغم من التحديات الاقتصادية الجسيمة، لا تزال الحكومة ملتزمة بمواصلة تقديم المساعدة والحماية للاجئين الأفغان، لكن لا يمكن لها إدارة هذا الأمر بمفردها، وسوف يتطلب ذلك بذل جهود أكبر من جانب المجتمع الدولي في المنتدى العالمي للاجئين وما بعده.
الشباب هم المستقبل
وقال المتحدث باسم مفوضية اللاجئين إن الغالبية العظمى من الأفغان داخل بلدهم وفي المنفى هم من فئة الشباب. وأضاف “في باكستان وإيران، نحو ثلاثة أرباعهم تقل أعمارهم عن 25 عاما. هؤلاء اللاجئون الصغار هم مستقبل أفغانستان ولهم دور أساسي في تشكيل مجتمعاتهم، ولكن سيحتاجون إلى المزيد من الدعم للاضطلاع بهذا الدور.”
مساعدات دون المستوى المطلوب
وفي إجابة على أسئلة أحد الصحفيين بشأن التمويل المتوفر لمساعدة النازحين الأفغان والمجتمعات المضيفة، قال السيد بالوش إن الفوضية طلبت لعام 2019 نحو 310 مليون دولار ولكنها لم تحصل سوى على 41% من هذا المبلغ. وتلقت 49% من الـ 100 مليون دولار المطلوبة لإيران، و40% من الـ 100 مليون دولار المطلوبة لباكستان و32% من الـ 121 مليون دولار المطلوبة لأفغانستان. وشدد بالوش على أن الوضع الأمني في أفغانستان ازداد تدهورا خلال الأشهر والأعوام القليلة الماضية ولا تزال ثمة حاجة ماسة إلى الكثير من الدعم.
منذ سقوط نظام طالبان في 2002 عاد أكثر من 5 مليون أفغاني إلى بلدهم — مفوضية اللاجئين