للعام الخامس على التوالي تواصل قوى التحالف استهداف أطفال اليمن، وتستمر آلة الحرب في تحويل حياتهم إلى جحيم.
وخلال (1700) حوّلت الحرب حياة الأطفال إلى جحيم، وجعلت الطفولة فريسة لأزمات مركبة، تبدأ من القتل المباشر والمجاعة وتوقف التعليم، ولا تنتهي بعودة أوبئة قديمة رجعت بقوة لتحصد أراوح الآلاف منهم.
وخلافاً لباقي شرائح المجتمع؛ يدفع الأطفال الثمن الباهظ للحرب العدائية، منذ 26 مارس/آذار 2015، إذ تتوسع دائرة الخطر يوما بعد آخر، ومن يتمكن من البقاء منهم، يصبح محروماً من أبسط مقومات الحياة.
وفي هذا السياق أصدرت منظمة “انتصاف لحقوق المرأة والطفل”، اليوم الأحد، تقريرها الأول لانتهاكات التحالف بحق أطفال اليمن طوال 1700 يوم، مؤكدة أن أعداد ضحايا غارات التحالف من الأطفال بلغت خلال 1700 يوم أكثر من 7500 طفل بينهم 3672 شهيد.
من جهته أوضح ناطق وزارة الصحة الدكتور يوسف الحاضري أن أكثر من 800 طفل اصيبوا باعاقات دائمة جراء غارات التحالف على مساكن المواطنين خلال 1700 يوم من القصف الجوي.
وأكد الحاضري أن أكثر من ثمانين ألف طفل مصابون بحالات نفسية وعصبية متعددة الأنواع بسبب تراكمات 5 أعوام من القصف المباشر لمنازل المواطنين.
وأشار إلى أن قرابة 3 مليون طفل دون سن الخامسة مصابون بسوء التغذية منهم 400 ألف طفل مصاب بسوء التغذية الوخيم ومعرضون للوفاة كل عشر دقائق إذا لم يتلقوا العناية الطبية المناسبة، لافتًا إلى أن إغلاق مطار صنعاء حال دون سفر قرابة 320 ألف مواطن للخارج لتلقي العلاج توفي منهم 42 ألف ونسبة 13% منهم أطفال.
وكانت صحيفة “اندبندنت” البريطانية نشرت في عددها الصادر يوم 3 ديسمبر الجاري تقريرا عن وضع الأطفال في اليمن وتأثيرات الحرب عليهم.
وذكرت “اندبندنت” -وفقًا لتقرير خاص بجمعية ومنظمة خيرية – إنه حتى لو انتهت الحرب التي يشنها التحالف على اليمن، فإن معاناة الأطفال ستستمر وسيحتاجون لعقدين من الزمن حتى يصلوا إلى مستوى أقل من سوء التغذية الذي يعانوه حاليا بسبب الحرب.
وقال التقرير المكون من 20 صفحة: ”اليمن الآن موطن لأكبر عدد من السكان الذين يعانون من انعدام الأمن الغذائي في العالم” كون 80% من السكان يواجهون المجاعة والأطفال أكثرهم.
وأشار التقرير إلى تأثير الغارات الجوية المدمرة للتحالف الذي تقوده السعودية على المدنيين وكذلك الحصار على المناطق المأهولة بالسكان، منوها إلى أن المساعدات الإنسانية المقدمة من المنظمات الدولية هي شريان الحياة الوحيد للبلاد التي تعاني من انهيار اقتصادي بسبب الحرب.