«أشواق محرم» ..الطبيبة والناشطة اليمنية المتصدرة قائمة أكثر 100 امرأة إلهاماً وتأثيراً في العالم.
تُعد النساء من أكثر الفئات معاناة جراء تداعيات الحرب التي تدخل عامها الخامس في اليمن،إضافة إلى تعرض البعض منهن للعنف القائم على النوع الاجتماعي، ووسط ركام هذه الحرب برزت ناشطات وقيادات نسوية كان لهن دوراً مبهراً في تقديم يد العون والمساعدة لمجتمهن وتغيير حياة أناس كُثر من البؤس إلى العيش الكريم خاصة في المناطق النائية والأشد فقراً،من بين تلك القيادات الناشطة والطبيبة اليمنية “أشواق أحمد محرم“،التي تعمل في المجال الإنساني منذ عشرين عاماً،وما تزال بصماتها في مختلف مناطق الساحل الغربي وتهامة، ماثلة للعيان حتى يومنا هذا،وقد عُرف عنها أنها جعلت من سيارتها عيادة متنقلة.
“الحديدة نيوز” إلتقى بها في حوار خاص للحديث عن أنشطتها ودورها في العمل الخيري والإنساني،والصعوبات التي تواجهها،وعن أمور أخرى متصلة بحياتها المهنية والشخصية.
من هي أشواق محرم ؟
ضيفتنا من مواليد مديرية “الجعاشن” محافطة “إب” عام 1975. ﺣﺼﻠت ﻋﻠﻰ ﺩﺭﺟﺔ ﺍﻟﺒﻜﺎﻟوﺭﻳوﺱ ﻓﻲ ﺍﻟطب ﻭﺍﻟﺠرﺍحة ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ من جامعة صنعاء عام 1998، وتخصصت ﻓﻲ مجال أﻣرﺍﺽ ﻭﺟرﺍﺣﻪ ﺍﻟنساء ﻭﺍﻟﺘوليد منذ 2001. ﺣﺼﻠت ﻋﻠﻰ ﺩﺑﻠوﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﺤﺔ ﺍﻹﻧﺠﺎﺑﻴﺔ ﻣن ﺟﺎﻣﻌﺔ “ﻟﻴﻔرﺑوﻝ ﺍﻟﺒرﻳطﺎﻧﻴﺔ” ﻋﺎﻡ 2004،، كما حصلت على ﺩﺭﺟﺔ ﺍﻟﻤﺎﺟﺴﺘﻴر ﻣن جامعة UKM في ﻣﺎﻟﻴزﻳﺎ عام 2013. عملت في المجلس الأعلى للقضية التهامية كرئيس دائرة الأمومة والطفولة في المجلس، وشغلت منصب نائب مدير عام مكتب الصحة والسكان في محافظة الحديدة، حتى مطلع العام 2015. و عملت في عدد من المنظمات الإنسانية، واكتسبت مهارات كبيرة في مجال العمل الإنساني. اختارتها شبكة “بي بي سي” البريطانية مؤخراً من بين أفضل 100 امرأة في العالم، كن مصدر إلهام وتأثير خلال عام 2016. ومنذ بدء الحرب حتى يومنا هذا ما تزال الطبيبة أشواق تعمل على تقديم الخدمات الطبية لكل الحالات في محافظة “الحديدة”،مع التركيز على حالات سوء التغذية، كما تبنت العديد من المشاريع الخيرية ،كتوزيع الحليب على الاطفال والنساء،وإنشاء مخبز خيري،وتقديم مشاريع تمكين المرأة العاملة والفقيرة ،ودعم النازحين.
*إلى أي مدى كان لنشأة الدكتورة أشواق محرم تأثيرعلى خوضها غمار العمل الخيري الإنساني ؟
والدي رحمه الله ووالدتي حفظها الله هم من ترعرعت وتعلمت منهما معنى العطاء ومعنى أن تمد يد العون للغير وتفريج كربة المحتاج.
*في العام 98 حصلتي على البكالوريوس في الطب ومن ثم تخصصتي في أمراض النساء والتوليد من بريطانيا،هل تخصصك في الصحة الإنجابية أكسبك مهارة في مجال العمل الإنساني في الفترة القبلية للحرب الجارية في اليمن؟
تخصص النساء والولادة كان منحه لليمن من دولة هولندا بالتنسيق مع منظمة الصحة العالمية، أما تخصص الصحة الانجابية كان من جامعة ليفربول ألبريطانيه. الصحة الانجابية هي جزء كبير منها أن تكون قريب من المجتمع تلامس احتياجاته وحاجاته الطبية والمعيشية، فكان عملي الإنساني قبل الحرب بصفتي أشواق الانسانه أنزل إلى القري بسيارتي واحمل فيها الدواء والغذاء للأسر المحتاجة واعمل فيها كعيادة متنقلة، أتنقل بين القرى لمداواة الحالات المرضية والحالات الفقيرة أقدم لهم الغذاء وتنقل الحالات التي تحتاج مستشفى للمرفق الصحي لتحصل على الخدمة الطبية المتكاملة.
*كنت نائبة مدير مكتب الصحة في محافظة الحديدة،لكنك لم تتمسكي بالمناصب الإدارية في القطاع الحكومي،برأيك هل القطاع الحكومي يُقيد عمل المرأة في اليمن؟
عملت كنائب لمدير عام الصحة محافظة الحديدة كان العمل الإداري الروتيني وكنت معروفه كإنسانه أمد يد العون للمحتاجين وليس كصاحبة منصب إداري، لم أتقيد يوما ما في عملي الإنساني بعملي الإداري، لان أنا إنسانه قبل أن أكون طبيبه وصاحبت منصب قد يكون العمل الإداري فيه ارتباط أكثر ولكن العمل الإنساني إلا توقفه الرغبة والإرادة بالعمل الخيري.
* كان،و ما يزال لك ارتباط وثيق بالطفل والمرأة في مختلف مناطق تهامة، منذ ولوجك العمل التطوعي في المراكز الصحية هناك العام 98،وعملك في المجلس الأعلى للقضية التهامية،لماذا انصب جُل اهتمامك بنساء وأطفال الحديدة ؟
لأنني اعشق تهامة وأعيش فيها وأولادي تهاميين ،وهبتها إنتمائي وحبي وولائي كجزء كبير من وطني الجمهورية اليمنية.
*حققتي،وما تزالين تحققين العديد من الانجازات في المشاريع الاغاثية بأرياف ومدن الساحل الغربي،برأيك هل قصص الجائعين في تلك المناطق مبالغ فيها،كما يقول البعض؟
لا أنا عشت بينهم وعشت تفاصيل معاناتهم الفقر يحاصرهم والجوع أصبح الرفيق لهم الجهل وتدني مستوى التعليم تدني فرص العمل المناطق صحراوية يعتمدون على صيد الأسماك ومنعوا بسبب الحرب من الصيد فكان الجوع هو المحصلة المؤلمة لشعب عزيز عظيم كتبت عليه المعاناة لكل تفاصيلها.
*تم اختيارك ضمن 100إمرأة في العالم حققن إنجازات في حياتها وفي مجتمعها ،لكن من المؤكد أن هناك صعوبات تعترض مسيرتك،حدثينا عن أبرزها؟
الحصار والحرب وعدم القدرة على الوصول للمناطق التي هي في أمس الحاجة للدعم.أيضاً ازدياد أعداد المحتاجين. وانعدام الرواتب والفقر. وشحه الدعم الإنساني بسبب طول فترة الحرب،إضافة إلى زيادة عدد المحتاجين والمعوزين.
*ما مدى تفاعل المنظمات المعنية بتقديم الخدمات الاغاثية للمتضررين من الحرب في الحديدة مع الجهود التي تبذلينها في مضمار العمل الخيري ؟
عملي ودعمي مجهودي هو فردي وأسري ،ومن فاعلين الخير، ومن بعض الجمعيات الدولية والمحلية ،وليس من المنظمات،فالمنظمات دورها في هذه المرحلة بالذات أصبح ضئيل، ولا يلبي الاحتياج ولا يعتمد على جودة العطاء بسبب طول الحرب ،وازدياد العدد والحصار ،وشحة مواردها ،وهناك منظمات انسحبت من اليمن وتوقفت عن الدعم في فترة الحرب.
*ما الذي تخشاه الدكتورة أشواق محرم في الوقت الحاضر؟
أن تتزايد حالات المجاعة، وحالات انتشار الأوبئة، وزيادة عدد المرضى والوفيات خلال فترة الحرب، بشكل عام أخشى استمرار الحرب والحصار والدمار.
*على الصعيد الشخصي والمحيط العائلي ،هل أنتي سعيدة؟
كإمرأة،وأم،وزوجه ،وأخت ،وابنه أحاول أن أكون سعيدة، رغم أن أسرتي غادرت اليمن بسبب المرض والحرب واحتياجات الدواء لحالات السرطان والقلب، لقد أصبحت وحيده بالحديدة، زوجي وأولادي يعيشون لتوفير الدواء لوالدهم، لأنه يعاني من اعتلال في القلب ،وبسبب خروج الأطباء اخصائين القلب اضطروا لمغادرة الحديدة .
أما كإنسانه سعادتي تأتي بابتسامة طفل ،وسعادة أم توفر الدواء والغذاء لأسرتها وفرحة أب بتوفير المأوى والماء الصالح للشرب ،سعادتي عندما استطيع أن التمس سعادة من أتيت إليهم أمد لهم يد العون .كلمة سعادة واسعة المعنى ولمن استطيع القول أنني قد أشعر بالرضى لما أقوم به من عملي الإنساني و الاغاثي .
* ماهو السؤال الذي حضرتك أردتي أن أسألك إياه ولم أفعل؟
هل تستطيعي في السنة الخامسة للحرب تلبية حاجات الأغلبية من الفقراء؟
* كلمة أخيرة ؟
أقول أوقفوا الحرب وأفتحوا للسلام بوابات ونوافذ وأصنعوا للسلام في وطني منفذ ومرسى ومحطات للتوقف وليس للعبور.