وسط استمرار الحرب.. اليمن يحتفل بعيد الاستقلال

يستمر التحالف السعودي على اليمن في قصفه للمدن والمحافظات اليمنية، مخلفا عددا من الشهداء والجرحى في صفوف المدنيين، ضاربا عرض الحائط بكافة الاتفاقيات الدولية والمبادرات الرامية الى وقف اطلاق النار واحلال السلام. ويأتي ذلك تزامنا مع حلول عيد الاستقلال الـ 52 لليمن الذي يصادف 30 من شهر نوفمبر/ تشرين الثاني.

 

يواصل التحالف السعودي الأمريكي، شن غاراته وقصفه على محافظتي صعدة والحديدة مخلفا شهداء وجرحى ومحدثا دمارا في الممتلكات العامة والخاصة، فيما يواصل الغزاة والمرتزقة في الحديدة خروقهم لاتفاق السويد.

ففي محافظة صعدة استشهد خمسة مواطنين بقصف مدفعي سعودي على منطقة الرقو بمديرية منبه الحدوديه، كما شن طيران العدوان السعودي الأمريكي 5 غارات على مديرية باقم وغارة سادسة على مديرية الظاهر.

وفي محافظة الحديدة استشهدت طفلة وأصيب 4 من إخوتها وأمهم بجروح إثر استهداف مرتزقة التحالف لمنزلهم في منطقة الجاح الأعلى بمديرية بيت الفقيه.

كما أفاد مصدر محلي في مدينة الدريهمي المحاصرة أن الغزاة والمرتزقة قصفوا بأكثر من 20 قذيفة مدفعية منازل وممتلكات المواطنين في المدينة ما أسفر عن تضرر عدد من منازل المواطنين.

وقصف الغزاة والمرتزقة بـ 5 قذائف قرية الشجن بمديرية الدريهمي ومحل الشيخ في منطقة كيلو16.

إلى ذلك شنت دبابة تابعة لقوى التحالف قصفًا على قرية الكوعي في أطراف مدينة الدريهمي المحاصرة.

بدورها، أدانت وزارة حقوق الإنسان استمرار التحالف السعودي الأمريكي في ارتكاب الجرائم بحق المدنيين من الأطفال والنساء والشيوخ في اليمن، داعية إلى تشكيل لجنة دولية مستقلة ومحايدة لتقصي الحقائق والتحقيق في كل المجازر وجرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية التي ارتكبتها دول العدوان.

ووفقا لوكالة “سبأ”، استنكرت الوزارة في بيان العمليات العسكريةَ العشوائية والمباشرة للجيش السعودي ومرتزقته على المنازل والتجمعات السكانية ومخيمات اللاجئين والنازحين والمهاجرين في مختلف المحافظات خاصة محافظتي الحديدة وصعدة.

وأشار البيان إلى الجريمة المروعة التي ارتكبها الجيش السعودي بإطلاق قذائف مدفعية على تجمعات للمهاجرين الأفارقة في منطقة “الرقو” بمديرية منبه في صعدة الأربعاء الماضي، ما أدى إلى سقوط 10 قتلى وإصابة 22 آخرين، بينهم نساء، وذلك بعد أسبوع من ارتكابه مجزرة مماثلة راح ضحيتها 45 مهاجراً.

وحملت الوزارة المجتمع الدولي وفي المقدمة الأمم المتحدة وهيئاتها خاصةً مجلسي الأمن وحقوق الإنسان ومفوضية شئون اللاجئين والمنظمة الدولية للهجرة، المسئوليةَ الكاملة عما ارتكبته وما تزال دول تحالف الحرب من جرائم بحق الموطنين والأعيان المدنية المشمولة بالحماية الدولية.

وجددت دعوتها ومُطالبتها للأمم المتحدة ومجلس الأمن بالحفاظ على السلم والأمن الدوليين من أي تهديدات، والعمل على تفعيلِ الأحكام الخاصة باحترام السيادة الوطنية والعلاقات الدبلوماسية بين الدول ووقف كافة أشكال العدوان والحصار الممنهج.

ودعا البيان مجلس الأمن الدولي إلى تشكيل لجنة دولية مستقلة ومحايدة لتقصي الحقائق والتحقيق في كل المجازر وجرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية التي ارتكبتها دول التحالف وما تزال في اليمن ومنها استهداف المُهاجرين الأفارقة بمديرية منبه الحدودية.

في سياق متصل، شهدت عدد من مديريات محافظة الحديدة، بعد صلاة الجمعة، وقفات احتجاجية حاشده نتيجة استمرار التحالف في قصف عدد من مديريات المحافظة بأكثر من ٢١غارة على مديرية كمران والصليف وراس عيس والجاح بمديرية بيت الفقية.

كما ادان الحاضرون في هذه الوقفات واستنكروا الصمت الاممي الذي يرقى الى درجة التماهي والتواطؤ مع قوى العدوان.

وحمل المحتجون قوى التحالف السعودي والاماراتي كامل المسؤولية عن كل الجرائم الناجمة عن هذا الحصار الغاشم باعتبارهما راس حربه في مشروع استعماري هدفه السيطرة على البلد.

واعتبر الحاضرون ان امريكا هي المسؤول الاول عن كل الجرائم البشعة الناجمة عن حصار الدريهمي وميناء الحديدة لأنها تمثل المظلة السياسية لحماية ودعم قوى العدوان.

وبارك الحاضرون عملية “وان عدتم عدنا” في المخا التي قضت على احلام واوهام العدوان في مهدها مطالبين الجيش واللجان بمزيد من العمليات إذا استمر العدوان في تماديه وغيه.

واعتبر الحاضرون إطلاق الاسرى خطوة ايجابية يبنى عليها.. مؤكدا ان الجانب الانساني ليس للمزايدة او لتسجيل النقاط ويجب الا يستغل سياسيا ويستثمر معاناة الاسرى واسرهم مقابل ابتزاز سياسي رخيص.

ودعوا كافة ابناء الشعب اليمني العظيم الى المزيد من الصمود ورفد الجبهات بالمال والرجال مؤكدين ان الصبر الاستراتيجي سيثمر نصرا استراتيجيا لشعبنا اليمني المظلوم وهذا وعد الله.

الذكرى الـ 52 لاستقلال اليمن

ووسط استمرار العدوان في استمرار جرائمه بحق اليمنيين وخروقاته لوقف اطلاق النار احتفل الشعب اليمني كلمة بالذكرى الـ 52 لاستقلال البلاد.

وبالمناسبة، ألقى رئيس المجلس السياسي الأعلى في اليمن مهدي المشاط، كلمة أكد فيها أن الاستمرار في الحرب والحصار سيفضيان بالمنطقة ككل إلى مخاطر كبيرة من الصعب مستقبلاً مواجهتها أو احتواء تداعياتها.

وهنأ الرئيس المشاط أبناء الشعب اليمني العظيم وأبطال الجيش واللجان والقبائل الأبية بمناسبة حلول ذكرى الـ 30 من نوفمبر، موضحا أن هذا الاحتفال يشكل فرصة لتجديد العزائم في المضي بتحرير القرار، مبينًا أنها مناسبة لاستخلاص الدروس والعبر.

وقال الرئيس المشاط” قدرنا في اليمن والمنطقة أننا أمة واحدة ولا مجال للاستقرار ما لم يحتكم الجميع لشروط وأسس الاستقرار”، مضيفًا أن” المراجعة الشاملة لكل الأخطاء، والالتزام باحترام اليمن هو من أول شروط الاستقرار في المنطقة”.

وأكد الحرص على تحقيق السلام العادل والشامل باعتباره الهدف الذي نقاتل ونناضل من أجله، مشيداً في هذا السياق بما تحقق مؤخراً على طريق التهدئة.

ورحب الرئيس المشاط بالمبادرة التي أعادت عدداً من أسرانا الأبطال عطفاً على ما قدمناه من مبادرات سابقة، داعياً إلى المزيد من هذه المبادرات الإيجابية، ومواصلة العمل على تحقيق التقدم في هذا الملف وغيره من الملفات الإنسانية من خلال التنفيذ الكامل لاتفاق ستوكهولم الخاص بالأسرى وسرعة تنفيذ الجسر الطبي أمام المرضى كخطوة أولية على طريق الفتح الكلي لمطار صنعاء.

كما رحب الرئيس المشاط بأي مفاوضات جادة تفضي إلى إعلان الوقف والحرب والدمار ورفع الحصار وإنهاء التواجد العسكري الأجنبي في المياه والأراضي اليمنية.

وأشار إلى أن من المفارقات الحزينة أن يطل هذا اليوم وعدن ترسف مجدداً في القيود وتعود إلى شباك الاختطاف والاحتلال من جديد، ليصبح احتفالنا بهذا اليوم ذات دلالات مختلفة يضع الجميع أمام مسؤوليات جسام، ويتحول إلى معيار دقيق لا يختلط معه حق بباطل، وتنتصب الفوارق بحجم شمسان وردفان بين أناس صفقوا للمحتل فكان امتداداً لمرتزقة وخونة الأمس.

وأوضح أن يوم الـ 30 من نوفمبر يجب أن يستمد منه المناضلون عزمهم الأكيد ويقينهم بحتمية الانتصار وسيبقى هذا اليوم شاهدًا على مآلات الصراع بين الحق والباطل وبين الظالم والمظلوم.

وحيا الرئيس المشاط نضالات وتضحيات الشعب اليمني، معبرًا عن الاعتزاز بتماسك الجبهة الداخلية والمواقف البطولية الخالدة لأبطال الجيش واللجان الشعبية، كما وجه الجميع بردع كل من تسول لهُ نفسه المساس بالجبهة الداخلية دون أي تردد أو هوادة.

وأشاد الرئيس المشاط بكل المواقف الوطنية المشرفة لكافة القوى والأحزاب السياسية وقبائل اليمن الوفية، مثمناً دور العلماء والمثقفين ورجال الإعلام والتعليم والصحة وجهود كل مؤسسات الدولة في كافة السلطات الثلاث.

كما حيا جهود العيون الساهرة في الجانب الأمني، وتعهد لكل منتسبي المؤسسة العسكرية والأمنية بمواصلة الدعم المستمر، متعهداً للشعب أيضاً بمواصلة الدفاع عن أمنه وسكينته وكرامته وسيادته وتضحياته.

قد يعجبك ايضا