في يوم التضامن الدولي مع الشعب الفلسطيني: 43% من الشعب الفلسطيني لاجئ — وقرارات دولية بانتظار التنفيذ
أحيت الأمم المتحدة اليوم الأربعاء “اليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني” هذا العام في قاعة مجلس الوصاية بالمقر الدائم بنيويورك، بحضور رئيس الجمعية العامة تيجاني محمد باندي، ورئيسة مجلس الأمن لهذا الشهر كارين بيرس، ورئيسة ديوان الأمين العام للأمم المتحدة ماريا لويزا ريبيرو، وغيرهم من القائمين على لجان تتعلق بالقضية الفلسطينية، إضافة إلى ممثلين عن منظمات حكومية وخاصة.
وفي كلمته بهذه المناسبة، ذكّر رئيس الجمعية العامة، تيجاني محمد باندي، العالم بالمسؤولية الجماعية التي تقع على عاتق الجميع لحل المسألة الفلسطينية “التي طالت” وأضاف قائلا “خلال عقود سبعة مضت، ظلت المسألة الفلسطينية بلا حل، والمدنيّون هم من يعانون أكثر من غيرهم بسبب العنف والقتل والتحريض والهدم والاستيطان غير الشرعي، وغيرها.”
من أجل التضامن الحقيقي مع الفلسطينيين، يجب أن نقف معا لتنفيذ القرارات المتعددة الخاصة بالقضية الفلسطينية–رئيس الجمعية العامة
وقال رئيس الجمعية العامة إن إحياء اليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني يتزامن مع تدهور الوضع الأمني وغياب الحلول السياسية ما يساهم في انعدام الاستقرار في الشرق الأوسط، وأضاف قائلا “من أجل التضامن الحقيقي مع الفلسطينيين، يجب أن نقف معا لتنفيذ القرارات المتعددة الخاصة بالقضية الفلسطينية، ومهما اختلفت ميول الوفود، يجب أن نعمل معا من منطلق العدالة والإيمان بهذا الأمر.”
وشدد باندي على أن الدول الأعضاء، وإسرائيل عضو مهم من ضمنهم، يجب أن تظهر حسن النوايا عند التوسط حول اتفاق مشترك يقبل به جميع الأطراف، داعيا إلى وقف العنف مهما كان مصدره.
43% من الشعب الفلسطيني لاجئون
ورحب تيجاني محمد باندي بتجديد ولاية وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) لثلاثة أعوام أخرى، قائلا إن ظروف الفلسطينيين الإنسانية معقدة لأن 43% من أبناء الشعب الفلسطيني لاجئون. وقال “معظم مواطني فلسطين كبروا في هذا الوضع، ولا يزال مواطنو غزة يعانون من الظروف الصعبة للغاية وحقوق الإنسان المنتهكة. يجب وقف ذلك لأن النساء والأطفال هم أكثر المتضررين منه.”
وأشار رئيس الجمعية العامة إلى ضرورة تضافر الجهود من أجل إنهاء الأوضاع الإنسانية والاقتصادية والاجتماعية الصعبة التي تزيد من الغضب واليأس في صفوف الشعب وتحرّض على المزيد من العنف والتصعيد.
حل الدولتين: بعيد المنال؟
بدورها، قالت السيّدة ماريا لويزا ريبيرو، رئيسة ديوان الأمين العام للأمم المتحدة، في كلمتها، “في شهر أيلول/سبتمبر الماضي يكون قد مرّ 26 عاما على توقيع اتفاقية أوسلو، وكان الهدف منها الوصول إلى إقامة دولة فلسطينية مستقلة وذات سيادة وفقا لحدود 1967.”
وأضافت أنه وللأسف أمر لم يتحقق، مشيرة إلى أن حل الدولتين هو الحل الحيوي الوحيد ولكنّه يبدو بعيدا أكثر من أي وقت سابق.
حل الدولتين هو الحل الحيوي الوحيد ولكنّه يبدو بعيد المنال–رئيسة ديوان الأمين العام
وأشارت ماريا لويزا ريبيرو إلى أن المجتمع الدولي يسعى لاستئناف المفاوضات، ولكن ينبغي التطرق إلى معاناة المدنيين الكبيرة في غزة حيث يعيش مليونا فلسطيني في فقر وبطالة وقيود على الرعاية الصحية والتعليم والخدمات الأساسية “فحياتهم اليومية متأثرة بالإغلاقات التي تفرضها إسرائيل.”
وأعربت رئيسة ديوان الأمين العام للأمم المتحدة عن دعم جهود مصر في المصالحة الفلسطينية كما دعت الدول الأعضاء إلى تقديم الدعم المادي لوكالة الأونروا.
وإلى جانب كلمتها، تلت ماريا لويزا ريبيرو رسالة السيّد أنطونيو غوتيرش في اليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني والتي شدد فيها على أهمية الابتعاد عن كل ما يقوّض حل الدولتين، قائلا “إن تكثيف الاستيطان غير الشرعي وهدم المنازل الفلسطينية ومعاناة غزة المتغلغلة، كل ذلك يجب أن ينتهي.”
قرارات الأمم المتحدة بشأن فلسطين
وقد صدرت عدّة قرارات دولية فيما يخص القضية الفلسطينية، على رأسها قرار 181 الذي أصدر بتاريخ 29 تشرين ثاني/نوفمبر 1947 وهو قرار التقسيم وينص على إنهاء الانتداب البريطاني وتقسيم فلسطين إلى دولة عربية ودولة يهودية وإبقاء القدس وبيت لحم تحت الوصاية الدولية.
والقرار 242 الذي صدر في 22 تشرين ثاني/نوفمبر 1967 بعد حرب 1967، وينص على انسحاب إسرائيل من “أراض احتلتها” خلال النزاع الأخير.
أما القرار 2334 الصادر عام 2016 فيتعلق بالاستيطان ويدعو إسرائيل إلى وقف أنشطتها الاستيطانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة بما فيها القدس الشرقية.
القرار 194 بشأن اللاجئين
وقال رئيس اللجنة المعنية بممارسة الشعب الفلسطيني لحقوقه غير القابلة للتصرف، سفير السنغال، شيخ نيانغ إنه من المهم التفكير بشأن القرار 194 الذي ينص على السماح بعودة اللاجئين الراغبين في العودة إلى ديارهم والعيش بسلام مع جيرانهم، “إنه في هذا اليوم نفكر في اللاجئين الراغبين بالعودة إلى وطنهم، وهو حقهم المنصوص عليه في إعلان حقوق الإنسان العالمي، وشدد عليه قرار الجمعية العامة 194 وغيره من القرارات الكثيرة.”
في هذا اليوم نفكر في اللاجئين الراغبين بالعودة إلى وطنهم، وهو حقهم المنصوص عليه في المواثيق الدولية–رئيس لجنة فلسطين
وأضاف أن على المجتمع الدولي تقديم الدعم الواضح للأونروا كرمز للتضامن مع اللاجئين. وأشار إلى أن الوكالة تقدم الخدمات لـ 5.3 مليون في الأردن ولبنان وسوريا والأراضي الفلسطينية المحتلة.
وشدد رئيس اللجنة على رفض الخطوات الأحادية وعلى أن الحل الدائم والشامل هو حل الدولتين وفقا لحدود 1967 والقدس الشرقية عاصمة دولة فلسطين واحترام حقوق وكرامة الإنسان.
كلمة رئيسة مجلس الأمن
وبصفتها رئيسة مجلس الأمن لهذا الشهر، قالت المندوبة البريطانية لدى الأمم المتحدة، كارين بيرس في كلمتها: “يبعث الوضع في الشرق الأوسط على القلق بسبب عدم إحراز تقدم لإيجاد حل دائم للنزاع الإسرائيلي-الفلسطيني.”
وأضافت أن مجلس الأمن ملتزم بشكل كامل في الوصول إلى سلام دائم وشامل وعادل في الشرق الأوسط بما يتماشى مع القانون الدولي والقرارات الدولية ذات الصلة، “ويجب تحقيق ذلك عبر مفاوضات مباشرة بين الأطراف.”
الرئيس الفلسطيني: حان الوقت لإنهاء الاحتلال
وألقى مراقب فلسطين الدائم لدى الأمم المتحدة، رياض منصور، كلمة نيابة عن الرئيس الفلسطيني محمود عباس، انتقد خلالها ممارسات الإدارة الأميركية التي وصفها بأنها خرق للقانون الدولي وأنها أثبتت أنها “غير مؤهلة لتكون وسيطا نزيها.”
ألم يحن الوقت لإنهاء أطول احتلال عسكري في عصرنا الحاضر؟–الرئيس الفلسطيني
وأعرب الرئيس الفلسطيني عن شكره لجميع من يتضامن مع الشعب الفلسطيني ومن يرفض الاستيطان غير الشرعي، وقال في الكلمة التي تلاها منصور “إن القانون الدولي هو حجر الأساس للمنظومة الدولية ولا يحتمل الازدواجية والتحريف.”
وأكد على أن الأوان قد آن ليتحمل المجتمع الدولي مسؤولياته لوضع حدّ “لهذا العدوان الإسرائيلي على أرضنا ووجودنا ومستقبلنا.” وتساءل عباس “ألم يحن الوقت لإنهاء أطول احتلال عسكري في عصرنا الحاضر؟”
وجدد في ختام كلمته التذكير بالتزامه بسلام مبني على قرارات الشرعية الدولية وحل الدولتين وفقا لحدود 1967.
معرض لتكريم الشخصيات العالمية
وقد افتتح مراقب فلسطين الدائم لدى الأمم المتحدة، رياض منصور، معرض صور في قاعة الزوار في الأمم المتحدة، إلى جانب وكيلة الأمين العام للشؤون السياسية، روزميري دي كارلو، بعنوان “فلسطين-أكثر قضية وطنية ذات بعد عالمي”، الذي تضمن صورا واقتباسات من شخصيات عامة وشهيرة ناصرت القضية الفلسطينية.
وتشمل تلك الشخصيات مفكرين وعلماء وفنانين وممثلين وشخصيات دينية وسياسية بارزة، ومن بينهم الممثل ريتشارد غير، والبابا فرنسيس، والأمين العام الراحل كوفي عنان، ونيلسون مانديلا وغيرهم من الشخصيات التي أثرت في التاريخ.