ارتكاب الجرائم في وضح النهار.. هل أصبح القتل وسيلة للتسلية عند الجنود الإسرائيليين؟ + فيديو
إن الإرهاب اليومي الذي تقوم به قوات الاحتلال الصهيوني الذي يطول أبناء الشعب الفلسطيني الأعزل هو ترجمة حقيقية لسياسة دولة الاحتلال ونهجها الهادف إلى تنفيذ مخططات التطهير العرقي والتهجير القسري للشعب الفلسطيني وحرمانه من حقه في البقاء على أرضه، وفي ظل ذلك أقدمت قوات الاحتلال الاسرائيلي خلال السنوات الماضية على تنفيذ الكثير من الجرائم البشعة والاستفزازية بحق أبناء الشعب الفلسطيني وهنا تجدر الإشارة إلى أن الممارسات الإسرائيلية الإجرامية التي تتصاعد يوماً بعد يوم طالت أيضاً مدينة القدس الشريف وارتكزت في مجملها على مواصلة سياسة الإعدامات الميدانية وعمليات هدم المنازل والمنشآت، والاعتقالات المتكررة لأبناء المدينة والقيادات الفلسطينية والتوسع الاستيطاني .
وحول هذا السياق، كشف مقطع مصوّر إطلاق أحد الجنود الإسرائيليين النار نحو شاب فلسطيني أعزل بغرض التسلية، وهذا الأمر أثار سخطاً واسعاً على مواقع التواصل الاجتماعي ولقد أظهر المقطع المصور، الذي تم تداوله، إطلاق جنود للاحتلال النار على فلسطيني دون أن يشكّل أي خطر عليهم، حيث كان الشاب يرفع يديه للأعلى وبعد رفض قوات الاحتلال عبوره الحاجز عاد أدراجه، وعندما أدار ظهره أطلق الجنود عليه النار، وهذه الحادثة التي وقعت قبل عام ونصف للشاب الفلسطيني أثناء ذهابه باحثاً عن العمل في الداخل المحتل، بثّها صحفي إسرائيلي خلال برنامج وثائقي، ما سلّط الضوء مجدداً على عنصرية جنود الاحتلال وقابليتهم لارتكاب جرائم من دون أدنى مبرر.
ووفقاً لهذا المقطع المصور، فإن الشاب الفلسطيني كان يحاول العبور من الضفة الغربية إلى القدس من خلال إحدى نقاط التفتيش الإسرائيلية، فقامت عناصر الشرطة بطرده، وبعد أن أدار ظهره وهو يرفع يديه إلى أعلى سُمع في الفيديو صوت أحد عناصر الشرطة يقول له بالعبرية: “أنزل يديك وامشي بشكل طبيعي”، ثم سمع صوت إطلاق رصاص قبل أن يسقط الشاب أرضاً وهو يصرخ من شدة الألم، وهنا تجدر الإشارة إلى أن بعض وسائل الإعلام الإسرائيلية، زعمت بأن قسم التحقيق في جهاز الشرطة الإسرائيلية يجري تحقيقاً في القضية منذ عام ونصف العام، مع ستة من قوات حرس الحدود، حيث تتمحور الشبهات حول أن شرطية هي من أطلقت النار تجاه الشاب الفلسطيني.
وعقب انتشار هذا المقطع المصوّر على شبكات التواصل الاجتماعية، أعرب الدكتور “صائب عريقات” أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية قائلاً: “أطالب الأمم المتحدة بتأمين الحماية الدولية العاجلة، والمدعية العامة للجنائية الدولية بمشاهدة جريمة الإعدام الميداني البشعة والمتعمدة للشهيد الأعزل عمر البدوي، والتحرك فوراً نحو فتح تحقيق جنائي في جرائم الحرب الممنهجة والمتواصلة التي ترتكبها سلطة الاحتلال بحق المدنيين العزّل“.
ومن جهته، كتب مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة لمنطقة الشرق الأوسط “نيكولاي ملادينوف” في تغريدة على حسابه في موقع التواصل الاجتماعي تويتر: “أشعر بالصدمة لمشاهدة شريط الفيديو لمقتل عمر البدوي اليوم من قبل القوات الإسرائيلية في الخليل في ظروف يبدو أنها تشير إلى أنه لا يشكّل تهديداً لأحد“.
وفي السياق نفسه، طالبت دائرة حقوق الإنسان والمجتمع المدني في منظمة التحرير الفلسطينية، الأمين العام للأمم المتحدة، بموقف ينسجم مع القرارات والاتفاقيات الدولية حول شريط الفيديو الذي يظهر فيه جنود الاحتلال، على حاجز الزعيم قرب القدس المحتلة، يطلقون النار على شاب فلسطيني ويصيبونه بالظهر بعد أن أخلوا سبيله وطلبوا منه الابتعاد عنهم.
وقالت هذه الدائرة الفلسطينية في بيان لها: “إن الأمين العام للأمم المتحدة مطالب بالتحرك لتطبيق القرارات والقوانين والاتفاقيات الدولية، وخاصة المتعلقة بحقوق الإنسان وحماية المدنيين تحت الاحتلال، على الأراضي الفلسطينية المحتلة التي يعاني الفلسطينيون فيها من جرائم وانتهاكات بحق القانون الدولي والإنساني على يد حكومة الاحتلال وقواتها ومستوطنيها“، وأضافت: “إن شريط الفيديو يظهر حجم الكراهية العمياء والعنصرية الصهيونية، المستنسخة عن العهد النازي، في تعامل الاحتلال وجنوده ومستوطنيه مع الفلسطينيين الذين باتت أرواحهم ودماؤهم محطّ تسلية لقتلة على هيئة بشر“.
ومن جانبه اعتبر الدكتور “عبد الستار قاسم” الكاتب والأكاديمي المعروف، أن ما جاء في الشريط ليس بالجديد على الشعب الفلسطيني، فالاحتلال قتل الكثير من الشبان والفتيات بدم بارد وبلا سبب سابقاً وسيواصل إجرامه لاحقاً للتسلية أو لغيرها، ما دام لا يوجد حسيب أو رقيب.
وأضاف “قاسم” قائلاً: “هذا أثر التعبئة الدينية الفاسدة لهم، فكتاب “عقيدة الملك” من تأليف الحاخامان يتسحاق شابيرا و يوسيف اليتسور، يحدد موقف العقيدة والشريعة اليهودية من غير اليهود”.
وفي سياق متصل، كتب الناشط “محمود المصري” بعد مشاهدته هذا الفيديو: “من نشر الشريط هو الاحتلال كي يراه كل فلسطيني، لبث روح الهزيمة والانكسار، وليصبح أمراً مألوفاً وعادياً، والشريط جرعة بين الحين والآخر لتبقى بارد القلب خائر العزيمة منهزماً لا تفكر بمقاومة الاحتلال“، فيما عقّب الطالب الجامعي “عز الدين ناصر”، “بأن الفيديو يشير إلى أن الاحتلال مستهتر بدمنا، والدور على كل واحد جاي، والسلطة فقط تفرد عضلاتها على الشعب”.
الجدير بالذكر هنا أن لجان حقوق الإنسان وثّقت خلال السنوات الماضية الكثير من عمليات قتل وجرح واعتقال عشرات الشبان الفلسطينيين، على حاجز “حزما” الواصل لمدينة القدس المحتلة، حيث تعتبر الحواجز أماكن مفضلة لجنود الاحتلال لإطلاق الرصاص بهدف التسلية نحو الشبان الفلسطينيين بسبب ومن دون سبب بعيداً عن وسائل الإعلام، ولكن للأسف الشديد هناك تقاعس كبير من قبل المجتمع الدولي تجاه هذا الكم الهائل من الجرائم التي ترتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلي بحق أبناء الشعب الفلسطيني الأعزل، وفي ظل تواصل هذه السياسات والممارسات المنافية لكل القيم والأعراف الدولية يتوجّب علينا استنهاض كل المؤسسات الإسلامية والعربية لنصره القدس، وبات من المهم أن تتحمّل أيضاً الأسرة الدولية المسؤولية تجاه القرارات التي تتخذها وتطبيقها على أرض الواقع وأن يتخذ المجتمع الدولي موقفاً حاسماً للنهوض بمسؤولياته القانونية والسياسية والأخلاقية من أجل الحفاظ على هيبته وقراراته حفاظاً على وضع القدس التاريخي، والتأكيد على أن حلّ الصراع العربي الإسرائيلي يجب أن يتم على أساس حل الدولتين والذي يضمن قيام الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس وفقاً لقرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية.