النزوح ….القرار الصعب الذي يتخذه أبناء الحديدة هربا من الموت
/ هلال صالح الشميري /
يجلس حسن (اسم مستعار) (12سنوات ) على مقعد الباص ناظرًا من النافذة إلى الطريق الذي يخرجه من محافظة الحديدة ( غرب اليمن ) التي ولد ونشأ فيها للنزوح بعد أن أشتدت وطأة الحرب وتساقط القذائف عشوائيا على رؤوس المدنيين العزل وتحول حياتهم إلى جحيم وأصوات الإشتباكات التي لا تهدأ في النهار والمساء
وتعتبر أسرة حسن واحدة من عشرات الآلاف من الأسر التي أضطرت لمغادرة مدينة الحديدة نتيجة للحرب منذ يونيو 2018 وتعيش أغلب تلك الأسر وضعًا مأساويًا حسب تقارير منظمات الأمم المتحدة العاملة في اليمن
وقبل نزوحه من مدينتة كان طريق السفر من الحديدة إلى مسقط رأسه لايستغرق ثمان ساعات واليوم 25 ساعة وهو ينام ويصحى داخل الباص يمر بمحافظة ريمة وإب وتعز الى أن يصل اليوم الثاني الساعة الخامسة والنصف عصرًا إلى قريته بمقبنة بريف محافظة تعز
وبعد أن غادر محافظة الحديدة وصل قريته ومنزلهم القديم مهدم نتيجة للأمطار ولا يصلح للعيش فيه ولكن رغم ذلك لم يكن هناك خيار أمام عائلاته المكونة من خمسة افراد إلا السكن فيه لأنه لايوجد منزل آخر يسكنون فيه
اضطر للنزوح مع اسرته بعد ان تساقطت شظايا قذائق ورصاص على منزلهم الشعبي
وبصوت يختصر معاناة النزوح يقول حسن” مايضاعف من معاناة نزوحنا ان المنظمات لم تسلم لنا مساعدات “، في حين ان تلك المنظمات تقول أن معظم أنشطتها وإهتماماتها للنازحين
ويعد دخول قليلًا من السمك أو دجاجة صغيرة الى المنزل لتناوله مع وجبة الغداء يوما سعيدًا بالنسبة لحسن وإخوانه الخمسة الذي هو أصغرهم ، في حين أنهم ينتهون من تناول وجبات الطعام ولم تمتلئ بطونهم.
فوالدهم لا زال يعمل في مدينة الحديدة تحت وطأة الحرب براتب لايتعدى حدود 70 ألف ريال
يحلم حسن بإصلاح منزله المهدم من المطر رغم ان منزله في الحديدة خاليا حسب حديثه
وقصة أسرة حسن ولا تختلف عن بقية قصص عشرات الآلاف من الأسر التي نزحت من الحديدة إلى عدة محافظات أخرى، فمتى تتوقف الحرب ليعود هؤلاء إلى منازلهم ويعودون لحياتهم الطبيعية ؟