الممثلة الأممية في العراق: المطالب المشروعة الحقيقية تستحق استجابات جادة وتواصلا فعالا – داخل هذا البرلمان وفي الشارع

قالت الممثلة الخاصة للأمين العام في العراق، جينين هينيس-بلاسخارت، إن العديد من العراقيين يطلبون مستقبلا أكثر إشراقا للعراق حتى يتمكن بلدهم من بلوغ إمكاناته الكاملة لصالح جميع المواطنين.

جاء ذلك في كلمتها اليوم الأربعاء أمام مجلس النواب العراقي، حيث شددت على أن الشعب العراقي دفع ثمنا لا يمكن تصوره لإسماع صوته.

ومنذ بدء الاحتجاجات في الأول من تشرين الأول/أكتوبر، قتل ما لا يقل عن 319 شخصا وجرح حوالي 15000 شخص من بين المتظاهرين السلميين وأفراد قوات الأمن، بحسب ما أفادت الممثلة الخاصة.

قلت عدة مرات – وسأقولها مرة أخرى: العنف لا يولّد إلا العنف. ينبغي أن ينتهي، وأن ينتهي الآن– جينين هينيس-بلاسخارت

وفي كلمتها أمام البرلمانيين، أكدت جينين هينيس-بلاسخارت من جديد أهمية ضمان الحقوق الأساسية – وقبل كل شيء الحق في الحياة، ولكن أيضا الحق في التجمع السلمي وحرية التعبير، مشيرة إلى أن احترام هذه الحقوق والمبادئ الأساسية والجوهرية يعتبر، نوعا ما، شرطا أساسيا لأي شكل مجدٍ من أشكال الحوار أو الوساطة.

وأضافت: “قلت عدة مرات – وسأقولها مرة أخرى: العنف لا يولّد إلا العنف. ينبغي أن ينتهي، وأن ينتهي الآن”.

هذا وشددت الممثلة الخاصة على إن “المطالب المشروعة الحقيقية تستحق استجابات جادة وتواصلا فعالا – داخل هذا البرلمان وفي الشارع”.

ومشيرة إلى قطع شبكات الإنترنت، أكدت الممثلة الخاصة إن “الوصول غير المقيد إلى الإنترنت هو حق أساسي في العالم الإلكتروني الذي نعيشه اليوم” مضيفة أنها تمكنت من استخدام الانترنت يوم أمس وأعربت عن أملها في أن تظل الخدمة مستمرة وأن يلي ذلك قريباً “حرية الوصول إلى وسائل التواصل الاجتماعي”.

اقتراحات يونامي

وذكّرت السيدة جينين هينيس-بلاسخارت البرلمانيين بأنه، مع الاحترام الكامل لسيادة العراق، اقترحت بعثة الأمم المتحدة لتقديم المساعدة في العراق (يونامي) عددا من الخطوات الملموسة كوسيلة للمضي قدما في بناء الثقة والإصلاح.

وأكدت أن الوقت قد حان للعمل؛ “وإلا فإن أي زخم سيضيع – في وقت يطالب فيه الكثير من العراقيين بنتائج ملموسة”.

UNAMI

@UNIraq

كلمة الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة في العراق السيدة جينين هينيس-بلاسخارت في مجلس النواب بحضور رئاسة المجلس ورؤساء الكتل النيابية
بغداد، 13 تشرين الثاني/نوفمبر 2019

عرض الصورة على تويترعرض الصورة على تويترعرض الصورة على تويترعرض الصورة على تويتر

العملية الانتخابية

وقالت الممثلة الخاصة إن الدعوة إلى التغيير الكامل للعمليات الانتخابية العراقية هي مطلب أساسي للكثيرين. إنها “دعوة لإدارة انتخابية مستقلة ومحايدة”.

وفي هذا السياق أشارت إلى إنجاز الكثير في إطار قانوني انتخابي موحد عبر مساعدة فنية من الأمم المتحدة، مؤكدة الحاجة العاجلة إلى ذلك الإطار القانوني الموحد، الذي يجمع كل القوانين ذات الصلة ويقرّب الناخبين من المرشحين.

تعديل الدستور

وذكرت هينيس-بلاسخارت أنها قد طلبت من البعثة الأممية يونامي أن تقدم الدعم الفني في العمليات المستمرة لمراجعة الدستور وتعديله، وهي مراجعة يجب – في نهاية الأمر – أن يقبلها كافة العراقيين، بحسب المسؤولة الأممية، التي أشارت إلى أن ما شهدته شوارع العراق في الأيام القليلة الماضية هو تراكم الإحباطات حول عدم تحقيق التقدم في الستة عشر عاما الماضية.

وقالت “إن الرغبة في هوية عراقية أمر واضح. إذ يعبر الشباب في الشوارع عن أملهم في مستقبل أفضل من منطلق حبهم لوطنهم”.

المحاصصة الحزبية ليست استراتيجية سليمة

ودعت الممثلة الخاصة إلى أيام أفضل لكل العراقيين، بعيدا عن الفساد والمحاصصة وبعيدا عن البطالة والنقص في الخدمات الأساسية، مشيرة إلى أن السعي إلى تحقيق مصالح خاصة أو حزبية قد يكون استراتيجية، ولكنه ليس بالاستراتيجية السليمة على الإطلاق.

الوقت قد حان للاستفادة من آمال اليوم “ولإعطاء الأولوية لمصلحة البلاد فوق كل شيء–جينين هينيس-بلاسخارت

وقالت هينيس-بلاسخارت إن “الوقت قد حان للاستفادة من آمال اليوم ولإعطاء الأولوية لمصلحة البلاد فوق كل شيء”.

فيما أكدت إدراكها بأن تحديات العراق الهائلة لم تظهر بين ليلة وضحاها وليست نتاجا للأفعال العراقية فحسب، وأن حلها لا يتم “بهذه البساطة”، شددت كذلك على أن هذا الأمر ممكن “من خلال الإصرار والعمل الحثيث الحاسم”، ومن خلال الارتقاء إلى مستوى التحديات وتلبية تطلعات الشباب.

هذا وأكدت مرة أخرى، أن الأمم المتحدة ستستمر في التواصل مع كافة الأطراف لتيسير حوار بناء، وستستمر في الشراكة مع كافة العراقيين، مع الاحترام الكامل لسيادة العراق.

قد يعجبك ايضا