انا أتألم …
كتب / محمد عمر
أخاف أن نموت حزنا” يا سلمان قبل أن نعانق أحلامنا..!
انا محمد يا ياسلمان.
أجزم بأنك تعرفني نعيش هنا في هذا الوطن الممزق بالجراح وأرواحنا تصارع الموت على أرصفت الشوارع وقلوبنا تصد القدر في دور العبادة، يتغلغل الوجع إلى أعماقنا ليلًا يخدش في جدار الأفئدة ويفقش أنسجة الدماغ، يفتك الجوع بأطفالنا ونسائنا نهارا” ويلاحق الصغار في الأزقة من الصباح الباكر..
نبحث عن المستقبل، الحلم، الهدف، الأمنيات، الأمن، الأمان، الحياة، المحبة، التسامح، الحب بين حين وحين. ننام بجوار مرمى النفايات نراقب مروركم بصمت ونختنق بتلك النظرات المقيته، نشاهد عبور الأغنياء الخالية قلوبهم من الرحمة ونسكب الدمع دما في الليل المظلم..
نحن الضعفاء والمساكين والفقراء والحالمون الذين سقطت أحلامنا سهوا ثم لحقت بها دموع الحزن والحسرة بثوان قليلة، نعم نبكي بصمت ونتناول قساوة الحياة ونشرب الوجع ونرتدي الآهات والأنين ونحن على ذلك صابرين، نستغيث سراً وفي دواخلنا يعتصر الألم..
يا حسرتاه على هذا الوطن الذي يحتضر من سموم الأبناء وضربات الأعداء وغدر الخونه..
أنت يا سلمان..
ألم تسمعوا صوته ينادي حرروني من الوجع، الألم، الأعداء، الخونه، الفاسدين، المتربصين، الطغاة حرروني انا أتالم..! انا احتضر..! انا اموت..! انا احترق..! انا اتلاشى..! انا اذبل..! دعوني اضمد الجراح أكفكف الدمع أرمم ما تبقى من أجزاء جسمي وأنتم تضعون أصابعكم في أذانكم معرضين عن النداى.
أعلم التجاعيد مرسومه على الوجوه والأبتسامة مخنوقة على الشفاه والموت يراقص الأطفال في البيوت والهلاك يهفوا إلى القرى والمدن بعد ان أصبحت الأبواب موصودة لا مفر من العذاب حتى بدأ الملل يهبط على روؤسكم بكرة واصيلا..
كل شيء هنا مشوه يا سلمان مصاب بالثقوب، الوحشة تحاصر المكان الوهم يقتحم النفوس الملائكة تغادر المحيط والشياطين تسيطر على الممرات تلعب بعقول الناس يمنة ويسرة تزرع الحقد والحسد في قيعان قلوبهم وتنتزع الإيمان من خلجات أرواحهم..
حاولت أن أبتسم كي اجد صدى ابتسامتي المخنوقه ولو في الخيال أو في عالم الوهم، تعبت يا صديقي وتقطعت حروفي وماتت الرغبة في الحياة ورحلت الرغبة من الأرواح.