الحاج عبدالله يروي مرارة النزوح ومعاناة البحث عن لقمة عيش
تقرير/ أمةالرزاق القزحي
لم تعد ظروف الحياة سهلة كما كانت قبل اندلاع الحرب في اليمن، بل أصبح الحصول على لقمة العيش أشد صعوبة على المواطن اليمني، في ظل الوضع الإنساني المتدني الحاصل في البلاد.
معاناة يعيشها المواطن ويفاقمها النزوح والتشرد ليوقض في النفس ألم الابتعاد عن البيئة المعيشية التي اعتادها، ويصبح ضحية ما بين مطرقة النزوح وسندان الفقر وانعدام لقمة العيش.
الحاج عبدالله أحمد 70 عاما واحدٌ ممن فتكت بهم مخالب الحرب، نزح عبدالله من محافظة الحديدة – نتيجة الصراع المسلح – إلى صنعاء.
يروي عبدالله قصته المؤلمة التي عاشها بعد النزوح “لدي أربعة أولاد وثلاث بنات من زوجتي السابقة، وأصبح كل واحد من أولادي لديه أسرة ومسؤول عن أسرته، ولكن قبل فترة تزوجت امرأة أخرى وأنجبت منها طفلة وكنت أسكن وحدي، ولكن بسبب ظروف النزوح إلى صنعاء، قررت أن أسكن مع أي واحد من أولادي لسكن معهم، ولكني وجدت أن كل واحد منهم لا يريد استقبالي للعيش معه أنا وزوجتي الجديدة وطفلتنا الصغيرة ذات الثلاث سنوات، وكل واحد من أولادي يقول لي نحن لا نستطيع ان نغطي مصروفنا اليومي ولا نملك أي أعمال لكي نكسب منها لقمة العيش ونستطيع العيش معا”.
هكذا دفعت الظروف المعيشية الصعبة أبناء الحاج عبدالله إلى التخلي عن أبيهم، ليتركوه يصارع صعوبات الحياة بيدين مرتجفتين ورأس يكسوه الشيب.
أردف الحاج عبدالله أحمد حديثه بنبرة حزينة ” حاولت أن أستأجر بيت صغير في صنعاء لأعيش أنا وزوجتي وطفلتي الصغيرة، ولكن ظروفي المادية أعاقتني كون تكاليف الإيجار تصل إلى 40 أو 50 ألفا، وأنا لا أستطيع تحملها”.
وأضاف الحاج عبدالله وهو يصف صراعه مع صعوبات الحياة ويحاول توفير لقمة العيش “بحثت عن فرصة عمل ولكني لم أجد لكبر سني، ولكن استأجرت باص من أحد الأشخاص مقابل ايجار يومي، وبدأت أشتغل بهذا الباص من أجل توفير لقمة العيش لزوجتي وطفلتي الصغيرة”.
لم تنتهِ معاناة الحاج عبدالله بل بدأ مشوار العمل على الباص الذي استأجره، يقول الحاج عبدالله وهو يصف المعاناة التي واجهته وهو يعمل بالباص” بدأت العمل بالباص ولكن معظم ما كنت أحصل عليه، يذهب إلى جيوب مندوبي الفرزات المتواجدين في معظم الشوارع، فكل واحد منهم كان يأخذ 100 ريال، وحينما أعود إلى البيت منهكا أجد أن ما بقي لي لا يغطي تكاليف البترول أو احتياجات أسرتي من مأكل ومشرب”.
“الحياة صعبة جدا ولم أعد أتحمل أي عمل، فقد أصابني الشيب ولم أعد أقوى على حمل هذه الأعباء التي فرضتها علينا الحياة، وأفكر في طفلتي الصغيرة التي لم يتقبلها اخوانها من زوجتي السابقة”. ويختم الحاج عبدالله حديثه بكلمات يملأها الحزن والوجع “أنا لا أفكر في نفسي بل أفكر في مصير طفلتي هذي التي خلقت في زمن الحرب التي جعلت حياتنا مليئة بالمعاناة الكبيرة، وما ذنب طفلتي التي لا تعرف أن الحرب هي من أخرجتنا من ديارنا وجعلتنا مشردين دون مأوى”.