منسق الإغاثة في حالات الطوارئ: “على الجميع بذل المزيد” للمساعدة في تخفيف معاناة الفنزويليين
قال وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ، مارك لوكوك، يوم الأربعاء في العاصمة الفينزويلية كاراكاس، إن “النساء والرجال والأطفال العاديون يواجهون تحديات هائلة” لمجرد بقائهم في فنزويلا اليوم.
وأضاف “لا يمكن للملايين تحمل تكاليف الحد الأدنى من الغذاء والماء والرعاية الصحية” مشيرا إلى أن “الوضع مستمر في التدهور”.
وتأثر معظم الفنزويليين بأزمة سياسية واقتصادية استمرت لسنوات فيما كانت في السابق أغنى بلدان أمريكا اللاتينية، مما أدى إلى انكماش اقتصادي كبير، بسبب التضخم الشديد.
الفنزويليون يواجهون الاستغلال الجنسي والاتجار
غادر حوالي 4.5 مليون شخص البلاد، غالبيتهم العظمى إلى دول أخرى في المنطقة، في أكبر هجرة في تاريخ أمريكا الجنوبية، وفقا لأرقام الأمم المتحدة: “الكثير من الناس يخاطرون برحلات محفوفة بالمخاطر كل يوم، ويواجهون الاستغلال الجنسي والاتجار والإيذاء”، بحسب لوكوك.
“لقد رأيت بنفسي كيف أن النظام الصحي على وشك الانهيار حيث تفتقر العديد من المستشفيات إلى البنية التحتية الأساسية بما فيها المياه والكهرباء … والمرضى بالمستشفيات- وكثير منهم مصابون بالفعل بأمراض خطيرة- معرضون لخطر خسارة أرواحهم بسبب أمراض جديدة، قد يصابون بها أثناء وجودهم في المستشفى، لأن عمليتي التنظيف والتطهير الأساسيتين لا يمكن إنجازهما”.
الأمراض التي يمكن الوقاية منها عادت بقوة
وأضاف وكيل الأمين العام أن نقص الأدوية والعاملين في مجال الرعاية الطبية يزيد من تفاقم الوضع.
وقال إن “الأمراض التي يمكن الوقاية منها، بما في ذلك الملاريا والدفتريا عادت لتظهر بقوة”، مستشهدا بالأشخاص الذين يعانون من حالات صحية مزمنة، والنساء الحوامل والمرضعات والرضع والأشخاص الذين يعانون من إعاقات باعتبارهم “من بين أكثر الفئات ضعفا”.
بعد زيارة مستشفى خوسيه غريغوريو هيرنانديز، أدرك المسؤول الأممي بأن الأدوية قليلة؛ وانقطاع التيار الكهربائي يعني أن خُمس المستشفى فقط لديه الكهرباء؛ وتتوفر المياه ليومين فقط في الأسبوع، غالبا عبر أنابيب صدئة ومكسورة تنتشر منها “رائحة كريهة طوال الوقت”.
إرادة مشتركة لمعالجة الوضع الإنساني
خلال اجتماعات مع كبار المسؤولين الحكوميين وأعضاء البرلمان، لاحظ لوكوك أنه على الرغم من الانقسامات السياسية، هناك “إرادة مشتركة لمعالجة الوضع الإنساني”، مع تأييد خطة الاستجابة الإنسانية التي طورتها هذا العام الأمم المتحدة وشركاؤها تلبية الاحتياجات الأكثر إلحاحا من الفنزويليين.
وشدد على أن “الحل السياسي هو وحده الذي يمكن أن ينهي المعاناة”. وفي غضون ذلك، تابع لوكوك “ستواصل الأمم المتحدة تقديم المساعدات الإنسانية لأكثر الفئات ضعفا وفقا لمبادئ الموضوعية والاستقلال والحياد”.
نقص التمويل
وشكر السيد لوكوك أولئك الذين ساهموا بموارد مالية للأنشطة الإنسانية التي تدعمها الأمم المتحدة، وأشار إلى استلام أكثر من 155 مليون دولار هذا العام. لكنه قال إن خطة الاستجابة الإنسانية البالغة قيمتها 223 مليون دولار “لا تزال تعاني من نقص في الموارد، وأن التمويل لا يزال أكبر عائق أمام توفير المساعدات الإنسانية”.
وأكد على أن “الجميع بحاجة إلى بذل المزيد من الجهد”، مشيرا إلى أنه من المقرر إصدار خطط مؤقتة الشهر المقبل للاستجابة الإنسانية المدعومة من الأمم المتحدة في فنزويلا في العام المقبل. “ستكون هناك حاجة إلى مزيد من الموارد المالية، وسنسعى إلى الحصول على تمويل إضافي من المانحين”.