عاود وباء الدفتيريا الفتك بأطفال اليمن من جديد، في ظل التحالف والحصار، الذي تسبب في نقص وانعدام الكثير من الأدوية، حيث يستقبل مستشفى السبعين في العاصمة صنعاء من 6 – 7 حالات أسبوعياً، من مختلف المحافظات.
وصرّحت الدكتورة فايزة الجعدي نائب مدير قسم وباء الدفتيريا في مستشفى السبعين لـ”وكالة الصحافة اليمنية” أن خمسة أطفال مصابين بالدفتريا توفوا، بالمشفى خلال الأسابيع الماضية ويحاول الطاقم الطبي إنقاذ عشرات المصابين في ظل شحة الإمكانيات الناتجة عن نقص العلاجات اللازمة.
وأضافت الجعدي أن “الأدوية واللقاحات الطبية المتعلقة بالوباء غير كافية لتلبية الاحتياج المطلوب، وأن بعض الأدوية متوفرة بنسبة قليلة، وهو ما يفاقم من انتشار جرثومة الوباء”.
وأوضحت فايزة أن “المشكلة لا تتعلق بالوباء نفسه، بل بمضاعفاته التي تؤدي غالبا إلى الوفاة بعد أيام قليلة من الإصابة به، نظرا لقلة الأدوية واللقاحات”.
وكشفت الجعدي بأن الوباء عاود الانتشار بقوة خلال سبتمبر وأكتوبر ونوفمبر كون هذه الأشهر حاضنة للوباء نتيجة تغير المناخ من الحار والدافئ إلى البرودة.
وأكدت الجعدي بأن قسم الدفتريا في مستشفى السبعين استقبل خلال الأيام الماضية 6 حالات من بينها خمس حالات من محافظة صعدة التي يفتك الوباء بالأطفال فيها منذ أكثر من عامين فيما استقبل القسم يوم أمس السبت ثلاث أصابات بالوباء.
وقال المواطن زكريا طه والد لطفلين يرقدان في المستشفى نتيجة الاصابة بالدفتريا أن طفليه دخلا في مضاعفات الوباء حيث ظل أحد الطفلين في غيبوبة لمدة 50 يوم بفعل عدم توفر الأدوية والتشخيص المناسب للوباء لعدم توفر الصبغات المخبرية التي يمكنها تشخيص الوباء.
وأوضح زكريا بأن تكاليف علاج ولده بلغت أكثر من 400 ألف ريال ، قبل أن تساهم منظمة الصحة العالمية في التكفل بتوفير الأودية التي كان يعاني كثيرا في البحث عنها والحصول عليها بفعل الحصار ومنع دخول الكثير من تلك الأدوية.
وينتقل مرض الدفتيريا عبر جرثومة، تدعى “الوتدية الخناقية”، ويصيب بشكل أساسي الفم والعينين والأنف، وأحيانا الجلد، وتمتد فترة حضانة المرض من يومين إلى ستة أيام.
ويعاني القطاع الصحي في اليمن من حالة تدهور خطيرة للغاية؛ جراء العدوان والحصار المستمر منذ نحو خمسة أعوام.
ويتزامن انتشار الدفتريا في اليمن مع تفشي وباء الكوليرا، منذ أواخر نيسان/ أبريل في العام 2017.
كما الاستعدادات لمواجهة وباء الدفتريا ضعيفة للغاية بسبب الحرب، التي أدت إلى تفشي أوبئة وإغلاق مرافق صحية كثيرة، في اليمن التي تعتبر واحدة من أفقر دول العالم.
وكانت منظمة الصحة العالمية التابعة للأمم المتحدة أعلنت في 28 أكتوبر الماضي أنها سجلت 257 حالة وفاة و541 حالة يشتبه إصابتها بالدفتيريا خلال 26 شهرا في اليمن.
كما حمل الدكتور طه المتوكل وزير الصحة اليمني التحالف مسؤولية تفشي الأمراض والأوبئة؛ بسبب إغلاق مطار صنعاء الدولي أمام نقل المرضى لتلقي العلاج في الخارج وعدم السماح بدخول الأدوية.