اليونيسف تطلق المرحلة الثالثة للحملة القومية لحماية الأطفال من العنف “أولادنا” في مصر
Share
تحت رعاية المجلس القومي للطفولة والأمومة بالشراكة مع وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني وبالتعاون مع اليونيسف، وبتمويل من الاتحاد الأوروبي، تم إطلاق المرحلة الثالثة من الحملة القومية لحماية الأطفال من العنف “أولادنا”.
تهدف الحملة متعددة الوسائط، إلى زيادة وعي الوالدين ومقدمي الرعاية بالتربية الإيجابية، وتتصدى للاستخدام الشائع للعنف والعقاب البدني واللفظي كأداة تأديبية للأطفال مع التركيز على مرحلة المراهقة.
الدراسة التي أجراها المجلس القومي للطفولة والأمومة في عام 2015، أظهرت أن الأهل هم الأكثر لجوءا إلى العنف، يليهم الأقران ثم المعلمون. والواقع أن نصف الأطفال الذين شملهم المسح (الذين تتراوح أعمارهم بين 13 و17 سنة) تعرضوا للضرب في السنة السابقة للبحث، في حين عانى نحو 70 في المائة منهم من أحد أشكال الإساءة العاطفية. وبالمثل، أظهر المسح السكاني والصحي في مصر لعام 2014 أن 93 في المائة من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 1 و14 سنة تعرضوا لممارسات تأديبية عنيفة.
وحول الحملة القومية لحماية الأطفال من العنف “أولادنا”. إليكم تقرير مراسل أخبار الأمم المتحدة بمصر خالد عبد الوهاب:
بالتعاون بين منظمة اليونيسف والمجلس القومي للطفولة والأمومة ووزارة التربية والتعليم تم تدشين المرحلة الثالثة من الحملة القومية لحماية الاطفال من العنف (أولادنا).
أعلى درجات العنف نشهدها داخل المنزل
الدكتورة عزة العشماوي، الأمينة العامة للمجلس القومي للطفولة والأمومة قالت إن الحملة تهدف إلى تعزيز التربية الإيجابية وإنهاء العنف والممارسات الضارة ضد الأطفال، وأضافت:
“اليوم أطلقنا الجزء الثالث من حملة “أولادنا” التي يرعاها المجلس القومي للطفولة والأمومة بالتعاون من اليونيسف بدعم من الاتحاد الأوروبي وبالشراكة مع وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني. وهذا الجزء من الحملة مبني على دراسة أجراها المجلس مع اليونيسف عام 2015 خاصة بالعنف ضد الأطفال. وفي الأعوام الثلاثة الماضية ركزت الحملة على أهمية إنهاء العنف ضد الأطفال. وما وجدناه من محددات في هذه الدراسة منها مثلا أن أعلى درجات العنف هو العنف داخل المنزل وأن 93 بالمائة من الأطفال يتعرضون للعنف”.
وجوب التصدي لاستخدام العنف في التربية
وقال السيد برونو مايس، ممثل يونيسف في مصر: “تركز حملة (أولادنا) على أشكال العنف ضد الأطفال التي لها وجه مألوف، والتي قد تحدث في المنزل والمدرسة، وقد تمرّّ دون أن يلاحظها أحد، ولكنها تؤثر على أجيال من الأطفال”. ومضى قائلا :
“إنه لمن دواعي سروري أن أتحدث إليكم في هذه المناسبة بالغة الأهمية. فاليوم، نطلق المرحلة الثالثة من “حملة أولادنا” التي ستتصدى لاستخدام العنف في التربية، وكافة أشكال العقاب البدني الواقع على الأطفال، خاصة على المراهقين. وهذا أمر يهمنا بوجه خاص في اليونيسف، كما يهم شركاءنا، لأن العنف يؤثر سلباً على نمو الأطفال. وستستمر الحملة حتى منتصف تشرين الثاني/نوفمبر، وهي تضم عدة تنويهات للتوعية، ومقاطع فيديو بصوت الفنانة منى زكي، سفيرة النوايا الحسنة لليونيسف في مصر، بالإضافة إلى حملة رقمية على وسائل التواصل الاجتماعي، إلى جانب فعاليات ميدانية في المدارس ومراكز الشباب ومحلات السوبر ماركت”.
دعم آليات إنهاء العنف ضد الأطفال
السفير إيفان سوركوش، ممثل الاتحاد الأوروبي في مصر قال إن الاتحاد يحرص على دعم الجهود الوطنية البناءة لإنهاء العنف ضد الأطفال في جميع أنحاء العالم. وفي مصر، نحن فخورون بدعمنا لتعزيز الآليات والجهود المبذولة لإنهاء العنف ضد الأطفال:
“أود بالنيابة عن الاتحاد الأوروبي أن أهنئ كافة الشركاء على إطلاق المرحلة الجديدة من حملة أولادنا لإنهاء العنف ضد الأطفال ويعمل الاتحاد الأوروبي مع المجلس القومي للطفولة والأمومة ووزارة التربية والتعليم ومنظمة اليونيسف كجزء من التزامنا بحماية حقوق الطفل. وقد قمنا بالعديد من حملات التوعية الناجحة تحت شعار “أولادنا” والتي تدعو إلى التربية الإيجابية ومناهضة التنمر. ونؤكد عزمنا المشترك على تعزيز وحماية حقوق الطفل في مصر”.
آراء الشباب بحملة “أولادنا”
وقد استطلعنا أراء بعض الشباب والفتيات حول الحملة القومية لحماية الأطفال من العنف “أولادنا” وكيف لها أن تحد من العنف وتشجع على الحوار:
“الحملة توعي الأهل حول كيفية التعامل مع أولادهم وكيفية الاعتراض على تصرفاتهم بطريقة إيجابية مقنعة. ونحن كبنات نعاني قيودا كثيرة من الأهل بسبب خوفهم علينا، ولكن في أحيان كثيرة لا يستطيع الأهل توضيح ذلك لنا”.
“أنا ديفيد مدحت عضو فريق الدعوة من محافظة أسيوط وأبلغ من العمر أربعة عشر عاما وتعجبني الحملة لأنها ترشد الأهل على الطريقة السليمة لتربية الأولاد بعيدا عن العنف. ومن خلال تجربتي كنت أعاني العنف النفسي كوني قصيرا فكانت أمي تقول لي لماذا لست طويلا ممشوقا مثل أقرانك وهذا ما كان يجعلني أعاني كثيرا”.
“أنا شهد هشام، عضوة بفريق حماية الأطفال من العنف، وأرى أن الحملة مفيدة للأهالي وهي تساعدهم على التربية السليمة لأولادهم. وأحكي موقفا شخصيا حيث كان والدي يعتزم شراء سرير للبيت فجمعني وأخوتي وأخذ رأينا في النوع الذي يرغب بشرائه، وأين وكيف يضعه في المنزل. هذا الموقف جعلني وأخوتي أكثر سرورا وسعادة وأتمنى من كل الأهالي أن يفعلوا ذات الشيء من خلال التشاور والحوار مع الأبناء”.
تتزامن الحملة القومية لحماية الأطفال من العنف “أولادنا” مع احتفال العالم بالذكرى الثلاثين لاتفاقية حقوق الطفل التي تتعهد بحماية حقوق جميع الأطفال، في كل مكان، دون تمييز وتدعو إلى مناهضة العنف والإهمال وتشجع على معاملة الأطفال بكرامة واحترام.