بغداد: ممثلة الأمين العام الخاصة في العراق تجتمع بمتظاهرين وتدعو إلى الوقوف صفا واحدا في وجه مخاطر الانقسام

أجرت الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة في العراق، جينين هينيس-بلاسخارت، زيارة إلى ساحة التحرير وسط العاصمة العراقية بغداد، وتحدثت مع المتظاهرين واستمتعت إلى مطالبهم ودعت إلى إجراء حوار وطني لإنهاء الأزمة.

جاء ذلك عقب تجدد المظاهرات المناوئة لحكومة عادل عبد المهدي تعبيرا عن الاستياء العام من الوضع الاقتصادي المتردي والفساد.

ووفق بيان صدر عن بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق (يونامي) فإن زيارة السيّدة هينيس-بلاسخارت تدور في فلك الجهود المستمرة لتعزيز الحوار بين المحتجّين والحكومة.

ودعت السيّدة هينيس-بلاسخارت إلى إجراء حوار وطني لتحديد استجابات فورية وفعالة للخروج من حلقة العنف المفرغة بحسب البيان. وحثّت على تحقيق الوحدة في وجه مخاطر الانقسام والتقاعس، وأبلغت المحتجّين أنه يمكن للعراقيين، عبر الوقوف في صفّ واحد، التوصل إلى أرضية مشتركة لتشكيل مستقبل أفضل للجميع.

 

 

وأضاف البيان أن الممثلة الخاصّة للأمين العام التقت مع بعض المحتجّين وتبادلت الآراء وناقشت معهم السبل الممكنة لمعالجة المطالب المشروعة للمتظاهرين السلميّين. وأكدت الممثلة الخاصة، مجددا، “أن الحكومة ليس بوسعها أن تعالج بشكل كلي تركة الماضي والتحديات الراهنة خلال عامٍ واحد من عمرها.” وكان عبد المهدي قد ترأس الحكومة قبل عام، وجاء اختياره كحلّ وسط لإنهاء أزمة سياسية عصفت في البلاد لأسابيع في ذلك الوقت.

 

UNAMI

@UNIraq

الممثلة الخاصة للأمم المتحدة في تزور ساحة التحرير وتلتقي بالمتظاهرين

عرض الصورة على تويترعرض الصورة على تويترعرض الصورة على تويتر
٣٧٥ من الأشخاص يتحدثون عن ذلك

اجتماعات مع المسؤولين في السلطة

ويشهد العراق موجة جديدة من الاحتجاجات اندلعت مساء الخميس وشملت كافة أطياف المجتمع العراقي على رأسهم الشباب.

وفي حين اقتصرت المظاهرات السابقة على المطالبة بإصلاحات اقتصادية وخدماتية، ارتفع سقف المطالب هذه المرة ليشمل حلّ الحكومة وتغيير الدستور، وتنحي الطبقة السياسية “الفاسدة” عن السلطة.

وفشلت الحكومة في إرضاء المحتجين، بعد أن قدمت اقتراحات للإصلاح، من بينها حملات للتوظيف، ومكافحة الفساد، وتوفير المزيد من شبكات الأمان الاجتماعي.

وقد اجتمعت هينيس-بلاسخارت مع رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي في 28 تشرين أول/أكتوبر، وبحثت معه الاحتجاجات الجارية، وأكدت على ضرورة الحفاظ على الطابع السلمي للمظاهرات. كما بحثت معه جهود تنفيذ حزمة الإصلاح الحكومية والدور الذي يمكن للأمم المتحدة أن تضطلع به لتقديم الدعم في هذا الصدد.

وفي وقت سابق أيضا من هذا الأسبوع، اجتمعت المسؤولة الأممية مع الرئيس العراقي برهم صالح وتركزت المباحثات على التظاهرات المستمرة، والعملية الانتخابية والحوار الوطني والإصلاحات السياسية.

ويواصل المتظاهرون احتجاجاتهم بانتظار ما سيسفر عنه استدعاء البرلمان العراقي لرئيس الوزراء واستجوابه وسط تكهنات بمواجهته تصويتا بحجب الثقة عنه.

دعوة لحماية المتظاهرين

وقد سقط العشرات من القتلى والجرحى في المظاهرات التي اجتاحت أنحاء كثيرة من العراق، وأدانت هينيس-بلاسخارت أمس الثلاثاء بأشد العبارات ارتفاع عدد القتلى والجرحى، خاصّة الأحداث التي شهدتها مدينة كربلاء بعد أن أفادت مصادر طبية وأمنية بمقتل 14 شخصا على الأقل وإصابة المئات بجراح.

وأعربت الممثلة الخاصة للأمين العام عن قلقها الكبير من استخدام الرصاص الحيّ ضد المتظاهرين ودعت إلى حماية الأرواح والحفاظ على سلمية الاحتجاجات.

وانطلقت الموجة الأولى من المظاهرات في الأول من تشرين أول/أكتوبر، حيث أفادت التقارير بمقتل نحو 157 شخصا خلالها، معظمهم من المحتجين في بغداد. وبدأت الموجة الثانية يوم الخميس وقُتل منذ ذلك الوقت ما لا يقلّ عن 74 محتجّا.

قد يعجبك ايضا