مجلس الأمن: المندوب الفلسطيني يحذر من دولة فصل عنصري، والمندوب الإسرائيلي يستنكر التركيز الدولي على إسرائيل وترك القضايا المهمّة
عقد مجلس الأمن جلسة عادية لبحث الأوضاع في الشرق الأوسط بما فيها قضية فلسطين، واستمع أعضاء المجلس الذي ترأسه دولة جنوب أفريقيا لهذا الشهر إلى كلمات الأعضاء بالإضافة إلى مراقب فلسطين الدائم رياض منصور والمندوب الإسرائيلي داني دانون.
وقال السفير الفلسطيني منصور إن إسرائيل تكثف من احتلالها غير القانوني للأرض الفلسطينية وهو ما يعيق التوصل إلى حل سياسي وسلمي في المنطقة. “سمعنا كثيرا أنه حين يتعلق الأمر بالصراع الفلسطيني الإسرائيلي، فلا حاجة لإعادة اختراع العجلة من جديد. فالقانون الدولي واضح والثوابت للتوصل لحل عادل أيضا واضحة، ولا بديل عن إقامة دولتين على حدود 1967 بما يتماشى والقانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة والأرض مقابل السلام وفق مبادئ مدريد ومبادرة السلام العربية وخارطة الطريق التي وضعتها الرباعية الدولية.”
لا حاجة لإعادة اختراع العجلة من جديد. فالقانون الدولي واضح والثوابت للتوصل لحل عادل أيضا واضحة–رياض منصور
وحذر منصور من بقاء المجتمع الدولي مكتوف اليدين لأن النتيجة ستكون “وجود دولة فصل عنصري (أبرتهايد) تتحكم بمصير الملايين الذين سيُحرمون، بالظلم والقمع، من حقوقهم الأساسية وحقهم في العيش بحرية ومساواة.”
دانون: يتم تدوير النقاش حول إسرائيل بدلا من الدمار الذي أحدثه أردوغان
واستنكر السفير الإسرائيلي، داني دانون، تركيز مجلس الأمن على إسرائيل بدلا من التركيز على قضايا مهمّة في الشرق الأوسط، والانتهاكات التي يقترفها الرئيس التركي رجب طيّب أردوغان على حد تعبيره. “إعادة تدوير النقاش حول إسرائيل بدلا من التركيز على الدمار الذي أحدثه أردوغان، ونحن نجلس اليوم هنا، لن ينقذ أرواح الأكراد.” وأضاف أنه لسنوات شهد الشرق الأوسط رياح تغيير متأثرة “بالتنظيمات الإرهابية” والتي تقوم بدور مهم في رسم الحقائق في المنطقة. “لقد انتشروا كفيروس خطير وهم الآن في سوريا والعراق ولبنان واليمن وغزة وشبه جزيرة سيناء وليبيا وغيرها من المواقع.”
وأكد دانون أن إسرائيل “ستفعل كل ما بوسعها لدحر تلك التنظيمات والحفاظ على سلامة المدنيين”، مشيرا إلى أن الخطر لا يحدق بإسرائيل وحدها، بل بالمجتمع الدولي بأسره.
إعادة تدوير النقاش حول إسرائيل بدلا من التركيز على الدمار الذي أحدثه أردوغان لن ينقذ أرواح الأكراد–داني دانون
من جانبه، قال السفير الفلسطيني رياض منصور، إنه رغم تركيز المجتمع الدولي الكبير على إسرائيل، إلا أن انتهاكاتها في فلسطين المحتلة لم تتوقف. “سواء كان الاستعمار أو ضمّ الأرض أو الاستيطان والجدار أو الحصار المفروض على غزة منذ 12 عاما والعقاب الجماعي لمليوني فلسطيني وهو ما تسبب بتفاقم الفقر واليأس، أو قتل وإصابة المدنيين العزل على يد قوات الاحتلال والمستوطنين وهدم 140 منزلا في القدس الشرقية هذا العام وتشريد 238 فلسطينيا، أو اعتقال الآلاف أو سرقة الموارد المالية والطبيعية، كل ذلك لا يزال مستمرا.”
وأشار منصور إلى آخر تقرير قدّمه المقرر الخاص المعني بحالة حقوق الإنسان في الأرض الفلسطينية المحتلة عام 1967، مايكل لينك، والذي دعا فيه المجتمع الدولي إلى اتخاذ خطوات حاسمة لإنهاء الاحتلال. وقال منصور إنه “دون محاسبة، سيزداد الوضع السيء سوءا وهو ما سيمهد الطريق للمزيد من المعاناة خاصّة المدنيين الأبرياء والأطفال والنساء.”
دانون يتهم أردوغان بمنح حماس دعما ماليا
من جهة أخرى، حمّل السفير الإسرائيلي داني دانون حركة حماس مسؤولية العنف، وقال إن أردوغان منح حماس، وهي منظمة إرهابية، الدعم المالي. وسمح لحماس بتأسيس قيادتها وبنيتها التحتية على أرض تركية وهو ما منحها ملاذا آمنا لجمع الأموال وتنفيذ اعتداءات. “لقد حوّل أردوغان تركيا إلى مرتع للإرهاب.”
وأضاف دانون أن النظام الإيراني يشكل أكبر تهديد للسلام والاستقرار في المنطقة عبر الحرب بالوكالة في الكثير من المناطق في الشرق الأوسط. “في غزة، حماس والجهاد الإسلامي يواصلان استهداف المدنيين الأبرياء على جانبي الحدود، وتعطيل الجهود التي تبذلها أطراف في المنطقة لتخفيف العنف.”
تباين ردود الفعل الدولية
وتحدث عدّة مندوبين عن الدول الدائمة وغير الدائمة في المجلس. ونددت مندوبة الولايات المتحدة بتصرفات حماس، وانتقدت التركيز غير المتكافئ على إسرائيل والكم الهائل من القرارات التي صدرت عن الأمم المتحدة التي تدين إسرائيل. وأضافت أن على مجلس الأمن التركيز على حماس والتي تواصل، بحسب وصفها، التحريض ضد إسرائيل وتقوم بإلقاء الصواريخ العشوائية على المناطق الإسرائيلية دون أن تفرّق بين مدرسة وقاعدة عسكرية.
من جهة أخرى حثّت ألمانيا إسرائيل على وقف الأنشطة الاستيطانية ودعت حماس إلى وقف إطلاق الصواريخ باتجاه إسرائيل ورحبت بإعلان السلطة الفلسطينية إجراء انتخابات ديمقراطية تشمل جميع الفلسطينيين.
وتساءل مندوب إندونيسيا عن عدد القرارات الإضافية التي ستُطرح في مجلس الأمن لحل القضية الفلسطينية، مشيرا إلى أنها من أطول النقاشات التي يشهدها المجلس. وأضاف أن أفعال إسرائيل تشكل تهديدا كبيرا لحل الدولتين مع مواصلة ضم القدس الشرقية واستمرار الاستيطان وحصار غزة.
من جانبه أعرب المندوب البريطاني عن قلق بلاده بسبب استمرار هدم المنازل في القدس الشرعية والتي ازدادت هذه السنة بنسبة 40% عن العام الماضي، ودعا إلى الحفاظ على الوضع الراهن في القدس دون أي تغيير.