الأمم المتحدة تسلط الضوء على أهمية رقمنة الأرشيف السمعي والبصري للحفاظ على تاريخ البشرية
Share
احتفالا باليوم العالمي للتراث السمعي والبصري، تعرب الأمم المتحدة عن تقديرها للعمل الشاق الذي قام به الآلاف من خبراء حفظ الأرشيف، بمن فيهم أمناء المكتبات والمحفوظات والقائمون على رعايتها، الذين تساعد معرفتهم وتفانيهم في ضمان ألا يفقد العالم تاريخه الثمين حول الأفلام القديمة والإذاعة والتلفزيون.
وتحتوي الوثائق السمعية والبصرية على سجلات تاريخ القرنين العشرين والواحد والعشرين، مما يتيح لنا نقل التراث المشترك عبر الأجيال. ومع ذلك، فإن الصور المتحركة والأصوات الإذاعية التي تلتقط ماضينا الجماعي تتعرض لخطر التلاشي من خلال الاضمحلال أو الضياع لأن التكنولوجيا المستخدمة لحفظها قد عفا عليها الزمن.
وموضوع اليوم العالمي لهذا العام، الذي يركز على إحياء الماضي من خلال الصوت والصور، يشيد بخبرة العاملين في صون إرث الماضي للأجيال القادمة، إذ من دون هذا العمل “تختفي أجزاء كبيرة من تراثنا الثقافي وتضيع إلى الأبد”، ووفقا للأمم المتحدة.
برنامج ذاكرة العالم
في عام 2005، وافقت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) على الاحتفال باليوم كل 27 تشرين الأول/أكتوبر، في اجتماع تعقده دولها الأعضاء كل سنتين، لتسليط الضوء على الحاجة إلى اتخاذ تدابير عاجلة لحفظ الملفات السمعية البصرية المهمة- وهو جهد موازٍ لجهود المنظمة في إنشاء “برنامج ذاكرة العالم”، في عام 1992، والذي أوضح أن مجموعات سمعية بصرية كبيرة في جميع أنحاء العالم عانت من حوادث ضارة عرضتها للتلف.
الحرب والنهب والتشتت والاتجار غير المشروع ونقص في تمويل عمليات حفظ الأرشيف السمعي والبصري هي بعض الأعباء التي هددت مقتنيات المحفوظات الثمينة لعدة قرون.
رقمنة السجلات
بالنسبة للمواد التي لا تزال سليمة، كانت “رقمنة” السجلات المادية طريقة لتفادي التآكل والحتمية الناتجين عن عقود من محاولة تمديد عمر المكتبات السمعية البصرية.
وقد أطلقت اليونسكو في عام 2015 مشروعا لجمع التبرعات لإنشاء بدائل رقمية لأرشيفات المنظمة، بما فيها المعهد الدولي للتعاون الفكري التابع لعصبة الأمم.
تحتوي المحفوظات المؤسسية والمجموعات السمعية البصرية التاريخية على أكثر من 70 عاما من الأفكار والإجراءات من أجل السلام والتفاهم الدولي التي تغطي مجالات اختصاص المنظمة الواسعة.
تبليغ عبر الماضي للأجيال القادمة
بعد مرور ثلاث سنوات، بدأ مقر المنظمة في باريس باستضافة معمل “رقمنة” ليتم فرز ورقمنة المواد ومراجعتها على نحو أكثر كفاءة وإتاحتها على الإنترنت.
هناك ثروة تشمل 5000 صورة فوتوغرافية تاريخية و8000 ساعة من التسجيلات الصوتية و45 ساعة من الأفلام و560.000 صفحة من وثائق الهيئات الحاكمة بما فيها مواد عن علم المحيطات واستكشاف الفضاء ووثائق حقوق الإنسان ومعلومات عن شخصيات ثقافية مثل ماري كوري وألبرت أينشتاين ومازارو أنيساكي وأكثر.
وتقول السيد أودري أزولاي، المديرة العام لليونسكو، في رسالتها بمناسبة هذا اليوم، إن الاحتفال باليوم العالمي للتراث السمعي والبصري لهذا العام يرمي إلى “استحضار الماضي بالصوت والصورة”. ويعد فرصة لتذكر وإدراك أهمية المواد السمعية البصرية للتمكن من قراءة تاريخنا قراءة تتيح لنا الوقوف على ماضينا وفهم حاضرنا. وأشارت إلى أن العالم شهد خلال القرن الماضي تطورات بشرية لا نظير لها فيما مضى من تاريخنا، فضلا عن أحداث غيرت ملامح العالم، “يجب علينا أن نضمن تبليغ العِبر المستخلصة من ذلك إلى الأجيال القادمة”.