جنوب السودان: فيضانات غير مسبوقة تؤثر على آلاف السكان المحليين واللاجئين في جنوب السودان

أفادت مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة بأن “الفيضانات الغزيرة غير المسبوقة في محافظة مابان بجنوب السودان أثرت على ما يقرب من 200،000 شخص، بمن فيهم اللاجئون والسكان المضيفون”.

وبحسب المتحدث باسم المفوضية في جنيف، أندريه ماهيسيتش، “تقع المنطقة المتضررة في أعالي النيل، وتضم أكثر من 150،000 لاجئ من السودان”.

وفيما يسير جنوب السودان بخطى تدريجية نحو التعافي بعد ست سنوات من الحرب الأهلية، يواجه الآن فيضانات لم تشهدها المنطقة منذ أربعة عقود تقريبا.

الناس يبحثون عن الأمان في الأراضي الجافة بالجزر الصغيرة

وأشار ماهيسيتش إلى أن مفوضية اللاجئين تعمل مع شركائها والسلطات المحلية، على الإسراع بدعم الطوارئ، قائلا إن “الناس يبحثون عن الأمان بعيدا عن مياه الفيضانات أينما وجدوا أرضا جافة، معظمها في جزر صغيرة إذ إن مستويات المياه غير المسبوقة غمرت مناطق شاسعة”.

وتعد المنطقة الواقعة بالقرب من مدينة بونج عاصمة مابان، عرضة للفيضانات في هذا الوقت من العام بسبب الأمطار الموسمية الغزيرة. ومع ذلك، فإن الأنهار التي غمرتها المياه في جنوب السودان تأتي من المرتفعات في إثيوبيا المجاورة، حيث أصبح هطول الأمطار أكثر كثافة وغير منتظم، كما شق طريقه عبر الأحياء من خلال أنهار واسعة وسريعة.

معدل هطول الأمطار يفوق المتوسط

 

أمطار غزيرة في إثيوبيا تغمر مخيمات اللاجئين في مقاطعة مابان الكبرى في جنوب السودان.

مياه الفيضانات غمرت الطرق الرئيسية، مما جعل الوصول إلى مخيمات اللاجئين صعبا على العاملين في المجال الإنساني–أندريه ماهيسيتش

وتظهر أحدث بيانات لهطول الأمطار في غرب إثيوبيا معدلا يفوق المتوسط على مدار التسعين يوما الماضية، وقد زاد بشكل ملحوظ منذ أواخر أيلول/سبتمبر. وتشير البيانات إلى أنه خلال الثلاثين يوما الماضية، سقط أكثر من 230 في المائة من الكمية الطبيعية للأمطار هناك، حيث هطل 425 ملم مقارنة بمتوسط أقل بقليل من 200 ملم. هذا الرقم أكثر من ضعف متوسط هطول الأمطار.

وقال المتحدث باسم المفوضية إن السكان المتضررين في حاجة ماسة إلى المساعدة الإنسانية. وأوضح أن الناس فروا من منازلهم، وهم يحملون أمتعتهم وشوهدوا وهم يتجمعون في الأرضي الجافة على الجزر الصغيرة، مشيرا إلى أن “مياه الفيضانات غمرت الطرق الرئيسية، مما جعل الوصول إلى مخيمات اللاجئين صعبا على العاملين في المجال الإنساني. المدارس في المنطقة لا تزال مغلقة”.

خوف من عودة الكوليرا

أثرت الفيضانات أيضا على الوصول إلى الخدمات العامة، بما في ذلك المستشفيات ومرافق الصرف الصحي التالفة – مما زاد من المخاطر الصحية.

وما زالت المفوضية تشعر بالقلق من أن الفيضانات قد تزيد من مخاطر الأمراض وانتشارها.

وقد تم الإعلان عن خلو جنوب السودان من الكوليرا في العام الماضي، ولكن هناك مخاوف من عودة هذا المرض المميت.

قد يعجبك ايضا