اليوم الدولي للطفلة: الفتيات ينتقلن من مرحلة الحلم إلى مرحلة الإنجاز
تحيي منظمة الأمم المتحدة للطفولة، يونيسف، اليوم الدولي للطفلة هذا العام تحت شعار “قوة الفتاة-قوة عفوية وكاسحة” لتسليط الضوء على الإنجازات التي تحققت منذ اعتماد إعلان ومنهاج عمل بيجين قبل 25 عاما.
قبل 25 عاما، زحفت أكثر من 30 ألف امرأة من 200 دولة إلى بيجين للمشاركة في المؤتمر الدولي حول المرأة، ومنذ ذلك الحين أقرّت حقوق المرأة والطفلة كجزء من حقوق الإنسان. ورغم أن الحركة النسوية انطلقت في بداياتها للمطالبة بالحق في الإنجاب والمساواة في الأجر وفي المشاركة السياسية، لكنّها اتسعت فيما بعد لتصبح تنظيما تقوده الفتيات الناشئات.
واليوم، تنادي الفتاة بحقوقها لإنهاء ظاهرة الزواج المبكر، والترويج لتعليم الفتيات، والقضاء على كافة أشكال العنف على أساس النوع. وإلى جانب ذلك فالحقوق المطلوبة تتراوح أيضا بين انخراط الفتاة في العمل للتصدي لتغيّر المناخ وتشجيع الفتيات على تقدير الذات رغم الحواجز الاجتماعية، وفي بعض البلدان، تنادي الفتاة في حقها في دخول المعابد والأماكن العامة أثناء الدورة الشهرية.
كما تنخرط الفتيات اليوم في العمل مع البلديات لتشجيع الاستثمار في مجتمعاتهن وتطويرها. وبذا، تثبت الفتيات أنهنّ قوى عفوية وكاسحة.
من الحلم إلى الإنجاز
وبمناسبة اليوم الدولي للطفلة، وكجزء من حملة لمدة عام مع ومن أجل الفتيات، تضطلع منظمة يونيسف وشركاؤها في وضع برامج وخطط إعلامية وتوعوية لإبراز التقدم الذي أحرز في مجال حقوق البنات.
فاليوم، تنتقل الفتيات من الحلم إلى الإنجاز. كثير منهنّ يرتدن المدرسة أو ينهين تعليمهن، عدد أقلّ يصبحن زوجات أو أمهات في سنّ مبكرة، عدد أكبر يكتسبن المهارات التي يحتجنها في المستقبل عند الالتحاق بسوق العمل.
إن الفتيات يخترقن الحدود والحواجز التي تفرضها الصور النمطية والإقصاء، خاصّة تلك التي تستهدف الأطفال المعاقين والقاطنين في المجتمعات المهمّشة.
كما إنهنّ قياديات ومبتكرات ورائدات في الحركات العالمية.
ومما يشير إليه إعلان ومنهاج عمل بيجين بالنسبة للفتيات:
- القضاء على جميع أشكال التمييز ضد الفتيات.
- القضاء على الأنماط والممارسات الثقافية السلبية ضد الفتيات.
- الترويج لحقوق الفتيات وصونها ورفع الوعي إزاء احتياجاتهنّ وإمكانياتهنّ.
- القضاء على التمييز ضد الفتيات في التعليم وتطوير المهارات والتدريب.
- القضاء على التمييز ضد المرأة في الصحة والتغذية.
- القضاء على الاستغلال الاقتصادي لعمالة الأطفال وحماية الفتيات الصغيرات العاملات.
- القضاء على العنف ضد الفتيات.
- الترويج لحق الفتاة في المعرفة ومشاركتها في الحياة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية.
- التشديد على دور الأسرة في تحسين وضع الفتيات.
الأمين العام: الفتيات لا يتلزمن بمكتوب ولا شيء يوقفهن
وفي رسالة وجهها بمناسبة هذا اليوم، قال الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، يوجد حاليا أكثر من بليون فتاة دون سن الثامنة عشرة “مهيّآت لمواجهة المستقبل.” وأثنى غوتيريش على قدرة الفتيات على تحدّي القوالب النمطية وكسر الحواجز، والتصدي لمسائل من قبيل الزواج المبكر وعدم المساواة في التعليم والعنف وأزمة المناخ، فهنّ فعلا برهن أنهن لا يلتزمن بمكتوب ولا شيء يوقفهن.
وأضاف الأمين العام “نحتفل بالإنجازات التي حققتها الفتيات والإنجازات التي تحققت معهن ولصالحهن منذ اعتماد إعلان ومنهاج عمل بيجين التاريخي الذي هو خطة سياسات شاملة لتمكين النساء والفتيات.”
وتخضع 200 مليون فتاة وامرأة لتشويه أعضائهنّ التناسلية وتُعدّ ثلاثة من كل أربعة من ضحايا الاتجار بالبشر من النساء والفتيات. وأقرّ غوتيريش أن الكثير من النساء “تؤخرهن الأعراف الجنسانية الضارّة التي تؤثر في كل ما يفعلنه: أي فيما إذا كنّ سيتزوجن ومتى سيتزوجن ومن سيتزوجن، وما إذا كنّ سيلتحقن بالدراسة ويكملنها، وفيما إذا كنّ سيحصلن على الخدمات الصحية أو سيكسبن عيشهن، وما إلى ذلك.”
ودعا الأمين العام إلى تضافر الجهود لكفالة تحقيق جميع الفتيات لإمكاناتهنّ، وإلى الاستثمار في صحتهنّ وسلامتهنّ ومدهنّ بمهارات القرن الحادي والعشرين.
وأضاف الأمين العام عن أهمية التعليم للفتاة أنّ “كل عام من التعليم الثانوي تحصل عليه الفتاة، يعزز قدرتها على الكسب بنسبة تصل إلى 25 في المائة. وإذا أتمّ جميع الفتيات والفتيان مرحلة التعليم الثانوي، فبالإمكان تخليص 420 مليون شخص من براثن الفقر.”