على “القارة الأكثر شبابا” أن تقدر دور الشباب الأفارقة في السعي نحو السلام الدائم

قالت ممثلة الإتحاد الأفريقي للشباب، التونسية آية شابي لأعضاء مجلس الأمن الدولي يوم الأربعاء إن “الاعتراف بإمكانات الشباب الأفارقة، المحاصرين بالنزاعات، في إحلال السلام هو أمر بالغ الأهمية لرعاية هوياتهم النامية، وقد يساعدهم على الابتعاد عن العنف”.

 

وأوضحت الشابة التونسية التي تمثل شباب القارة الأفريقية خلال اجتماع المجلس حول السلام والأمن بالقول “يجب علينا أن نقدر الشباب ومساهمتهم في المجتمع؛ إن لم نفعل سيبحثون عن هذا التقدير في مكان آخر”. جاءت كلماتها خلال جلسة ناقش فيها المجلس مشروع الاتحاد الأفريقي الرائد “إسكات أصوات الأسلحة بحلول عام 2020”.

 

وأوضحت آية شابي قائلة إنه لكي يتخلى الشباب عن أسلحتهم “علينا أن نوفر لهم التوجيه” وأن نقدم لهم “البيئة التمكينية” التي تتيح لهم الازدهار.

 

ويأتي الاجتماع الذي يعقد تحت رئاسة دولة جنوب أفريقيا لهذا الشهر في أعقاب رؤية وضعها القادة الأفارقة لإنهاء جميع الحروب في أفريقيا بحلول عام 2063، والتي تتضمن هدف القضاء على العنف المسلح بحلول عام 2020.

 

وقد أيد مجلس الأمن هذا الالتزام بإصداره القرار 2457 في شباط / فبراير الذي حدد الخطوات اللازمة لتحقيق السلام على مستوى القارة، من خلال الدعم الدولي. وفي كانون الأول/ديسمبر 2015، تبنى المجلس المؤلف من 15 عضوا القرار رقم 2250 القاضي بإجراء دراسة حول تسخير طاقات الشباب وإبداعاتهم لحل النزاعات.

 

ويشكل الشباب – أي من تتراوح أعمارهم بين سن 15 و24 سنة – 1.2 مليار من إجمالي سكان أفريقيا، أو ما يقرب من 20 في المئة، وفقا لآخر إحصاءات الأمم المتحدة. من بين هذه النسبة الكبيرة، هناك 600 مليون شاب يعيشون في مناطق تشهد صراعات عنيفة.

 

وبالنظر إلى هذه الأرقام، فإن المشاركة النشطة للشباب هي أمر حيوي في تشكيل السلام والمساهمة في المصالحة، كما يرى مجلس الأمن الدولي.

آية شابى، ممثلة الإتحاد الأفريقي للشباب في اجتماع مجلس الأمن – السلام والأمن في أفريقيا

وقد حثت آية شابي على ضرورة تغيير التصورات المفترضة حول الشباب الأفريقي، مضيفة أن الموجات الأخيرة من حركات السلام التي يقودها الشباب تدل على ما يرغب في تحقيقه هذا الجيل.

 

وأشارت ممثلة الشباب الأفريقي إلى تجربة الشباب في جنوب السودان الذين يستبدلون الرصاص بالكتب، بينما تحرز كينيا تقدما في تمكين النساء من استخدام الفن كدرع ثقافي ضد العنف، واستعرضت زخم العمل الشبابي الذي يحدث “بموارد قليلة” دون انتظار لقرارات تحثهم على ذلك، حسب تعبيرها.

 

الموعد النهائي 2020

وفي تأكيد على الجانب الأساسي لموضوع الجلسة، قالت المستشارة الخاصة للأمين العام المعنية بأفريقيا، بينس فيلومينا غواناس “إن حشد الشباب لإسكات أصوات الأسلحة بحلول عام 2020، ليس خيارا، بل ضرورة مطلقة”.

 

وأضافت أن عدد النزاعات في القارة الأفريقية قد عرقل من حال السلم والأمن عبر الحدود، وفي كثير من الأحيان شكل النزاعات وجهات نظر الشباب المرتبطة بالعنف والصراع.

 

وقالت المستشارة الخاصة، في تصحيح للصورة النمطية الشائعة “علينا أن ندرك دائما أن الغالبية العظمى من الشباب في أفريقيا سلميون في الواقع، فهم وسائط وشركاء للسلام – وهم النسيج الرابط- ولهم مساهمة حاسمة ليقدمونها”.

 

وحسب جدول الأعمال، ستظل أفريقيا في صميم عمل المجلس كل أسبوع من هذا الشهر، ويتضمن ذلك مناقشة مواضيعية ثانية بشأن السلام والأمن حدد لها تاريخ 7 تشرين الأول / أكتوبر.

 

ومن المتوقع، بحلول أيار / مايو 2020، أن يقدم الأمين العام أنطونيو غوتيريش تقريرا عن تنفيذ القرار 2250، والقرار 2419 من قرارات مجلس الأمن الهادفين للاعتراف بدور الشباب في مساهمات السلام.

 

وقد قالت التونسية آية شابي لأعضاء مجلس الأمن إن “الأفارقة الشباب يستحقون مقعدا على الطاولة، وفي مواقع صنع القرار لجعل السلام ممكنا”.

 

وأضافت “لا يمكن أن يتواصل تجاهل أفريقيا الشابة وهي القارة الأكثر شباباً في العالم” وقالت إن “جيلي مستعد لإحداث تأثير لن يكون من الممكن إنكاره”.

قد يعجبك ايضا