باكستان تحذر من صراع شامل حول كشمير؛ والهند تدعو إلى اتحاد العالم ضد الإرهاب

حذر رئيس الوزراء الباكستاني، عمران خان في خطابه خلال مداولات الجمعية العامة يوم الجمعة من احتمال نشوب صراع شامل مع الهند المجاورة، ومن حدوث “حمام دم” بمجرد رفع الهند لحظر التجول في كشمير المتنازع عليها. من ناحيته، ركز رئيس وزراء الهند ناريندرا مودي على استعراض نجاحات حكومته في التنمية، وذكَّر بأن بلاده أعطت العالم “بوذا، وليس الحرب،” حسب تعبيره.

 

رئيس وزراء باكستان قال في كلمته أمام الجمعية العامة “عندما تحارب دولة مسلحة نووياً حتى النهاية” ستكون لهذه الحرب “عواقب تتجاوز حدودها” الدولية، “وستكون لهذا عواقب على العالم.”

 

لكن السيد عمران أضاف  أن “هذا ليس تهديدًا، وإنما هو مصدر قلق كبير.” وقال رئيس الوزراء الباكستاني إن هذه القضية تمثل اختبارا للأمم المتحدة، التي “ضمنت حق تقرير المصير لشعب كشمير” وأن لديها مسؤولية ينبغي أن تتحملها.

 

قد غطت كلمة الزعيم الباكستاني عددا واسعا من القضايا، مثل تغير المناخ والتنمية وعدم المساواة ومخاطر تصاعد الإسلاموفوبيا، كما قال إنه عندما وصل إلى السلطة لأول مرة، تعهد بأن بلاده ستعمل من أجل السلام، في جميع أنحاء العالم وفي المنطقة، بما في ذلك مع الهند.

 
رئيس وزراء باكستان، عمران خان، يخاطب مداولات الجمعية العامة، الدورة 74 الجمعة 27 سبتمبر/أيلول 2019.

باكستان سعت لبناء “علاقة قائمة على الثقة”

وقال عمران إنه تحدث مع رئيس وزراء الهند ناريندرا مودي وعرض “العمل معا” لمعالجة التحديات الجوهرية، بما في ذلك الفقر وتغير المناخ كوسيلة “لبناء علاقة قائمة على الثقة”. لكن هذه الجهود لم تشهد تقدما على أي من الأصعدة.

 

وتستمر العلاقات بين الدولتين الجارتين في التراجع مع تصاعد التوتر في كشمير، بما في ذلك في شباط/فبراير الماضي عندما تعرضت قافلة هندية في المنطقة المتنازع عليها لهجوم انتحاري.

 

رئيس الوزراء الباكستاني قال في كلمته “لقد أصبح من الواضح في الآونة الأخيرة أن الهند كانت تنفذ “أجندة” ضد بلاده، خاصة عندما تحدت الهند قرارات مجلس الأمن الدولي في 5 آب/أغسطس الماضي بإلغائها “الوضع الخاص” لكشمير، ورفع عدد قواتها هناك بمقدار 180 ألف جندي، حسب عمران خان، “ليصل العدد الإجمالي إلى 900 ألفا.

 

وحذر الزعيم الباكستاني بشدة من مغبة “وضع ثمانية ملايين شخص في كشمير تحت حظر التجول”، وتابع “الغطرسة تجعل الناس يقومون بأشياء قاسية وغبية”. وأضاف خان “إذن ما الذي سيفعله [رئيس الوزراء مودي] عندما يرفع حظر التجول؟ هل يعتقد أن شعب كشمير سيقبل الوضع الراهن بهدوء؟ “

 

وحذر خان من أن رفع حظر التجول سيتبعه “حمام دم” حسب كلماته، وقال رئيس الوزراء خان إن “الناس ستخرج للتظاهر في الشوارع، وماذا سيفعل الجنود؟ سوف يطلقون النار عليهم “.

 

وحذر الزعيم الباكستاني من أن النتيجة ستكون “المزيد من التطرف في كشمير” واتهامات “الإرهاب الإسلامي”. وقال رئيس الوزراء خان إنه إذا استمرت الأمور على هذا الطريق، فإن المواجهة بين دولتين مسلحتين بالأسلحة النووية ستصبح أمرا لا مفر منه، داعيا الأمم المتحدة إلى “تحمل مسؤوليتها”. وقال الزعيم الباكستاني إن “السبب في ظهور الأمم المتحدة إلى الوجود في عام 1945، هو منع مثل هذه الأشياء من الحدوث” وإنه “يتعين على الهند رفع حظر التجول اللاإنساني”.

 

نجاحات التنمية في الهند التي أعطت العالم “بوذا، وليس الحرب”

في خطابه أمام المناقشة العامة للجمعية العامة للأمم المتحدة في نفس اليوم، الجمعة، سلط رئيس وزراء الهند الضوء على بلاده الي قال إنها “أكبر ديمقراطية في العالم”، وقد جسدت أهداف التنمية المستدامة في عملها نحو “السلام والتنمية والتقدم في العالم”.

 

ورسم السيد ناريندرا مودي صورة للهند كبلد يمضي بسرعة في طريق التغير، حيث ذكر أنها بنت في خمس سنوات أكثر من 110 مليون مرحاض وفتحت أكثر من 370 مليون حساب مصرفي للفقراء. كما قال إن بلاده منحت “العالم أملاً جديداً” من خلال إطلاق أكبر برنامج رقمي لتعريف الهوية لمواطنيها – مما يوفر أكثر من 20 مليار دولار من خلال مكافحة الفساد.

 

وأضاف الزعيم الهندي “عندما تقوم دولة نامية بإدارة أكبر خطة للتأمين الصحي في العالم بنجاح، مما يمنح 500 مليون شخص غطاءً صحيا سنويا لتلقي العلاج المجاني” فإن هذا يؤكد أن بلاده تفتح للعالم طريقا جديدا”.

 
رئيس وزراء الهند، ناريندرا مودي، يخاطب مداولات الجمعية العامة، الدورة 74 الجمعة 27 سبتمبر/أيلول 2019.

كما استعرض السيد مودي المساعي الصديقة للبيئة في بلاده، منوها بحملة وطنية بدأت مؤخرا لجعل الهند خالية من البلاستيك المستخدم لمرة واحدة. كما أشار إلى تزويد 150 مليون منزل بخدمات المياه وأكثر من 125 ألف كيلومتر من الطرق الجديدة.

 

وأشار الزعيم الهندي إلى خطط لبناء 20 مليون منزل للفقراء، وإلى خطة بلاده للقضاء على مرض السل بحلول عام 2025.

 

ورغم أن مساهمة الهند في ظاهرة الاحتباس الحراري منخفضة للغاية، حسب تعبير الزعيم الهندي، إلا أنها “واحدة من الدول الرائدة عندما يتعلق الأمر باتخاذ خطوات لمعالجة هذه القضية”. وقال السيد مودي إنه يعمل على تحقيق أهداف استخدام الطاقة المتجددة وإلى إنشاء تحالف دولي للطاقة الشمسية.

 

في إشارة إلى أن الاحتباس الحراري يزيد من عدد وشدة الكوارث الطبيعية، أخبر رئيس الوزراء الجمعية العامة أن الهند بدأت “التحالف من أجل البنية التحتية المرنة للكوارث”، للمساعدة في بناء البنية التحتية التي يمكن أن تصمد أمام الكوارث الطبيعية.

 

الزعيم الهندي خصص جانبا من كلمته لإدانة الإرهاب الذي وصفه بأنه “أحد أكبر التهديدات للعالم وللبشرية جمعاء” وأضاف بالقول “لقد أعطت الهند رسالة بوذا العالمية للسلام، وليس الحرب. وصوتها ضد الإرهاب يتسم بالجدية وبالغضب، وهو ينبه العالم إلى هذا الشر”. وقال الزعيم الهندي “من الضروري للغاية أن يتحد العالم ضد الإرهاب” منهيا خطابه بالتشديد على أهمية التعددية في العمل بين دول العالم.

قد يعجبك ايضا