رئيس المجلس الرئاسي الليبي: أمن ليبيا واستقرارها أمر أساسي لاستقرار المنطقة والعالم

قال السيد فايز السراج، رئيس المجلس الرئاسي الليبي، إن بلاده تمر بظروف استثنائية وأزمة شديدة الخطورة بسبب التدخلات الخارجية السلبية التي أدت إلى انقسام سياسي ومؤسساتي.

السراج الذي كان يلقي كلمته أمام الدورة الرابعة والسبعين للجمعية العامة في المقر الدائم بنيويورك، أضاف أن هذه الظروف فاقمت من الأزمة لتصل إلى اعتداء عسكري على العاصمة طرابلس وضواحيها، وبتمويل ودعم خارجي، ما نعكس سلبا على أمن وسلامة ومعيشة المواطنين.

وقال “لا أبالغ إذا قلت إن أمن ليبيا واستقرارها ومدينتها أمر أساسي، ليس لليبيا وحدها، بل لاستقرار المنطقة والعالم”.

واصفا المشير خليفة ب “المتمرد”، أدان رئيس المجلس الرئاسي الليبي الاعتداء على العاصمة الذي شنته حفتر في 4 نيسان/أبريل والذي تزامن مع زيارة الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى طرابلس.

وقال في الوقت الذي كانت فيه البلاد تستعد بحماس وأمل لعقد المؤتمر الوطني الجامع، “قام (حفتر) بنسف تطلعات الليبيين وجهود المجتمع الدولي، في محاولة جديدة للانقلاب على الشرعية”.

وفي هذا السياق أشار فايز السراج إلى أن الدعم المالي والعسكري الذي يحصل عليه حفتر شجعه على هذا العدوان، مؤكدا استمراره في ردع المعتدي ودحره مهما كان حجم الدعم المقدم له. كما حكل من يسانده “المسؤولية الأخلاقية والقانونية” لما حصل، قائلا “إننا لن نسمح لأحد أي كان الاستهانة بدماء الليبيين”.

نريد العيش بسلام

وأكد رئيس المجلس الرئاسي الليبي أن بلاده تريد العيش بسلام، والارتباط مع دول العالم بعلاقات تعاون واحترام متبادل، دون التدخل في الشؤون الداخلية. وفي هذا الإطار رحب بقرار مجلس الأمن الصادر في 13 أيلول/سبتمبر الجاري والذي مدد ولاية بعثة الأمم المتحدة للدعن في ليبيا أونسميل، والذي أكد استكمال العملية الدستورية وتنظيم الانتخابات.

السراج أشار إلى مبادرة طرحها في تموز/يونيو الماضي لعقد ملتقى وطني، يحضره ممثلون عن جميع مكونات الشعب الليبي، الداعمة للدولة المدنية الديمقراطية، يفضي إلى انتخابات رئاسية وتشريعية، يضع لها الملتقى الأساس القانوني، قائلا “ومن هذا المنطلق فلا مكان في الحوار لمن يسعى إلى عسكرة الدولة والعودة بنا إلى عصور التخلف والإرهاب”.

الهجرة غير الشرعية

وتطرق السراج إلى مسألة الهجرة غير الشرعية التي تعاني منها بلاده، مشيرا إلى أن المهاجرين غير النظاميين يتدفقون على ليبيا بشكل كبير، سعيا إلى عبور البحر الأبيض المتوسط نحو أوروبا، قائلا إن هذا الوضع الخطير أسفر عن تداعيات خطيرة على الأصعدة الاقتصادية والأمنية والاجتماعية.

وفي هذا السياق، قال السراج إن “المليشيات ساهمت في زيادة المأساة بقصفها لمركز إيواء للمهاجرين والذي أدى إلى مقتل وجرح العشرات من بينهم نساء وأطفال، في ظل صمت دولي وتهرب من إدانة مرتكب هذه الجريمة البشعة بشكل مباشر”.

مشيرا إلى أن هذا الأمر يؤرق ليبيا ويشغل أوروبا، أكد السراج أن الليبيين “ضحايا لهذه الهجرة، وليسوا سببا لها”. وقال إن بلاده مستمرة في التعاون مع الدول التي يقصده المهاجرون وترحب بالتعاون مع أي جهود إقليمية ودولية لمعالجة هذه الظاهرة.

وفي هذا الإطار دعا إلى تكثيف الجهود بين الدول كافة سواء دول المصدر أو المعبر أو المقصد، والتركيز على الأبعاد المتعددة للهجرة، بما في ذلك تقديم الدعم والمساندة إلى دول المصدر، بما يسهم في القضاء على الفقر والبطالة.

ليبيا أيضا التي تعتبر معبرا للمهاجرين، في حاجة ماسة إلى تلقي الدعم السياسي والعون بما يتناسب وحجم المشكلة وخطورتها”، قال السراج لبناء المؤسسات القادرة على ضبط الحدود والمنافذ، للحد من هذه الظاهرة.

 

الاستماع إلى التسجيل الكامل لخطاب السيد فايز السراج، رئيس المجلس الرئاسي الليبي أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة

 

قد يعجبك ايضا