في قمة المناخ الأولى للشباب، نشطاء يطالبون بعمل جريء بشأن المناخ ويتعهدون بمحاسبة القادة في صناديق الاقتراع

تحدى الطلاب والناشطون الشباب يوم السبت قادة العالم الذين سيتوجهون إلى مقر الأمم المتحدة الأسبوع المقبل للمشاركة في قمة المناخ رفيعة المستوى، مطالبين بأن “يتوقفوا عن إضاعة الوقت” وأن يبذلوا جهودًا أكبر للحد من انبعاثات الكربون، “وإلا فستخسرون مناصبكم من خلال صناديق الاقتراع”.

 

“لقد كنا في انتظاركم!” قالت جاياثما ويكراماناياكي، مبعوثة الأمم المتحدة للشباب، مرحبة بالحشد الصاخب للقادة الشباب، الذين أوضحوا منذ بداية الحدث الذي استمر لمدة يوم كامل أن الزعماء السياسيين العالميين أصبحوا الآن على دراية بأنه يجب عليهم إجراء تغييرات جذرية لتحييد العالم عن الوقود الأحفوري وتوجيهه نحو الطاقة النظيفة وحماية محيطاتنا وتعزيز الاستهلاك المستدام.

 

وتأتي قمة المناخ للشباب -التي تعد الأولى من نوعها- في أعقاب “إضراب المناخ” العالمي الذي جرى يوم الجمعة والذي شهد خروج ملايين الشباب من المدارس في كافة أنحاء العالم، مما تسبب في إقفال الشوارع والمدن الكبرى، من نيويورك إلى نيودلهي، ومن سانتياغو إلى سان فرانسيسكو. الشباب كانوا يلوحون بلافتات حملت شعارات احتجاج مثل: “يبدأ كل فيلم كارثي بتجاهل أفكار عالِم”؛ و “أنا أتخلى عن المدرسة لأنك تتخلى عن الكوكب”.

واليوم، أثنت جاياثما على هذه الحركة، قائلة: “لقد رأينا كيف تنظمون مجتمعاتكم … وزملاءكم وحتى آباءكم وأمهاتكم. وبعد أن طالبتم لسنوات بأن تُسمع أصواتكم فيما يتعلق بالمناخ، تخيلوا الآن قوة الحركة التي خلقتموها! فالقادة يطلبون الآن الانضمام إلى طاولتكم! “

والقمة التي كانت مختلفة عن اجتماعات الأمم المتحدة المعتادة، تضمنت سلسلة مناقشات حيوية وجلسات أسئلة وأجوبة، بقيادة مشرفين وشباب يرتدون أحذية رياضية بدلا من ممثلي الأمم المتحدة في بزات رسمية.

 

حتى الأمين العام أنطونيو غوتيريش كان “مستمعا” رئيسيا للجنة من الشباب الذين لم يكونوا في الخطوط الأمامية لحالة الطوارئ المناخية فحسب، ولكن أيضًا في ابتكار طرق جديدة لمكافحة الأزمة.

 

ومن بين أكثر من 600 مشارك، كان هناك 100 فائز ب “تذكرة خضراء”، وهم أبطال شباب بارزون في العمل المناخي تم اختيارهم من جميع أنحاء العالم.

 

وقالت غريتا ثونبرغ، الناشطة المناخية السويدية البالغة من العمر 16 عامًا، والتي ساعدت في إشعال حركة عالمية: “بالأمس، شارك ملايين الأشخاص في جميع أنحاء العالم بالمسيرة وطالبوا بتحركات مناخية حقيقية، وخاصة الشباب. لقد أظهرنا أننا متحدون. وأننا -نحن الشباب- لا يمكن ردعنا”. وستلقي غريتا خطابا أمام زعماء العالم يوم الاثنين في قمة العمل المناخي التي يعقدها الأمين العام.

 

الأمين العام: يتحمل جيلي مسؤولية كبيرة

 
الأمين العام أنطونيو غوتيريش (في الوسط) وغريتا ثونبرغ (الثانية من اليمين)، الناشطة الشابة السويدية في مجال المناخ، خلال افتتاح قمة المناخ للشباب في الأمم المتحدة.

من جانبه، قال الأمين العام أنطونيو غوتيريش، الذي تخلى عن ربطة عنقه الرسمية، إن “إحدى مشكلات قادة العالم [هي] أنهم يتحدثون أكثر من اللازم، وأنهم يستمعون أقل من اللازم. وفي الاستماع نتعلم. ومن خلال إتاحة الفرصة لجميع الذين يمثلون عالم اليوم للتحدث ولتكون أصواتهم جزءًا من عمليات صنع القرار، يمكننا المضي قدمًا.”

 

وبينما رسم صورة قاتمة لآثار الطوارئ المناخية – من الجفاف في أفريقيا إلى ابيضاض الشعاب المرجانية وموجات الحرّ في أماكن أخرى – قال الأمين العام إنه رأى “تغييراً في الزخم” قبل قمة العمل المناخي التي ستعقد يوم الاثنين، بسبب حركات مثل تلك التي قادتها غريتا ثونبرغ، وغيرها من الناشطين على مستوى القاعدة والمبادرات التي يتم تنفيذها “على مستوى القرية”.

 

وقال الأمين العام للأمم المتحدة: “أنا أشجعكم على المضي قدما … للحفاظ على زخمكم، وأكثر: لمحاسبة جيلي”، مضيفا “لقد فشل جيلي إلى حد كبير حتى الآن في الحفاظ على العدالة في العالم والحفاظ على كوكب. يتحمل جيلي مسؤولية كبيرة. وجيلكم هو الذي يجب أن يجعلنا عرضة للمحاسبة للتأكد من أننا لا نخون مستقبل البشرية

قد يعجبك ايضا