“وفاة امرأة حامل أو وليدها – كل 11 ثانية” رغم التقدم المحرز حول العالم
“نجاحات ضخمة” في معدلات بقاء الأمهات ومواليدهن على قيد الحياة أثناء الولادة، مقارنة بأرقام الأمم المتحدة لعام 2000. لكن خبراءَ الصحة الأمميين حذروا، يوم الخميس من جنيف، من أن العالم ما زال يشهد “وفاة امرأة حامل أو وليدها مع مرور كل 11 ثانية”. أسباب الوفاة أثناء الولادة، حسب قولهم، “يمكن الوقاية منها، إلى حد كبير”.
في نداء مشترك يحث كل الدول على بذل المزيد من الجهد لتوفير رعاية طبية أفضل للجميع، قدمت منظمة الصحة العالمية ومنظمة اليونيسف عدة طرق كفيلة بالمساعدة في حماية 2.8 مليون امرأة حامل وأطفالهن حديثي الولادة ممن يواجهون خطر الموت كل عام.
وتتصدى توصيات المنظمتين للمشاكل العاجلة والعامة، مثل ضمان حصول القابلات على المياه لغسل أيديهن، أو مساعدة الفتيات اليافعات على البقاء في المدرسة لفترة أطول، حيث تقل فرصهن في الحمل.
بالإضافة إلى ذلك، تقول وكالتا الأمم المتحدة أنه ينبغي العمل على أن تحصل المجتمعات على الأدوية زهيدة التكلفة، مثل أملاح الإماهة الفموية المستخدمة لعلاج الإسهال، و”اللقاحات الرخيصة” لوقف مرض السل على سبيل المثال.
مواليد الشهر الأول هم الأكثر عرضة للخطر
ونقلا عن بيانات عام 2018 توضح الأرقام أن الأطفال حديثي الولادة – في شهرهم الأول – يمثلون حوالي نصف حالات الوفاة البالغة 5.3 ملايين بين الأطفال دون الخامسة. وقد شددت المنظمتان على الحاجة إلى تغييرات هيكلية أخرى، تشمل التأكد من أن الأمهات الحوامل يتبعن نظاما غذائيا “مغذيا بما يكفي لدرء الأمراض المرتبطة بسوء التغذية”.
وتُظهر البيانات الجديدة أن النساء في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى أكثر عرضة للوفاة أثناء الولادة بحوالي 50 مرة عن رصيفاتهن في المناطق الأكثر ثراء. ويكون أطفالهن عرضة لخطر الموت 10 مرات خلال شهرهم الأول من الحياة مقارنة بغيرهم خارج الإقليم.
وفي عام 2018،” مات طفل واحد في أفريقيا جنوب الصحراء من بين كل 13 وليد” قبل أن يبلغوا سن الخامسة، وهو ما يزيد 15 مرة عن المعدل المسجل في أوروبا، حيث يموت واحد فقط من بين كل 196 طفلا.
كما أعرب هذا التقرير المشترك أيضا عن قلقه إزاء ارتفاع معدلات وفيات الأمهات والأطفال بسبب الفقر في جنوب آسيا. وتمثل المنطقتان حوالي ثمانية من كل عشرة من جميع وفيات الأمهات والأطفال في العالم، مما يبرز التفاوتات الهائلة في الرعاية الصحية بين مناطقه المختلفة.
أهداف العالم لوقف موت الأمهات والمواليد
من بين أهداف الرعاية الصحية العالمية التي توافق عليها المجتمع الدولي في عام 2015 كجزء من أهـداف التنمية المستدامة لعام 2030، يدعو الهدف 3.2 إلى الوصول إلى أقل من 70 حالة وفاة لكل 100 ألف حالة ولادة بحلول عام 2030.
وقد حذرت الوكالات من أن “العالم يكون بعيدا من تحقيق هذا الهدف” بأكثر من مليون شخص، إذا استمر التقدم” على وتيرته الحالية.
ويحث هدف آخر من أهداف التنمية المستدامة الدول على تقليل وفيات الأطفال في شهرهم الأول إلى 12 على الأقل لكل 1000 ولادة، وخفض معدل الوفيات بين الأطفال دون الخامسة إلى 25 على الأقل، لكل 1000 طفل.
وتقول منظمة الصحة العالمية إن 121 دولة قد حققت خلال عام 2018 المعدلات المطلوبة لوفيات الأطفال دون سن الخامسة. من بين الـ 74 دولة المتبقية ستحتاج 53 دولة أخرى إلى تسريع التقدم للوصول إلى هذا الهدف الخاص بوقف موت الأطفال بحلول عام 2030.
200 مليار دولار سنويا هي تكلفة تحقيق أهداف الرعاية الصحية الأولية
” هناك حاجة إلى حوالي 200 مليار دولار سنويا لتحقيق جميع أهداف الصحة الأولية اللازمة حتى تتوفر التغطية الصحية الشاملة الجيدة للجميع”، وفقا للدكتور بيتر سلامة، المدير التنفيذي بإحدى إدارات منظمة الصحة المختصة بالتغطية الشاملة>
وقد رحب الدكتور سلامة بالعديد من التغييرات الإيجابية في معالجة وفيات الأطفال والأمهات على مستوى العالم منذ عام 2000، مؤكدا أن العديد من البلدان يمكنها تحقيق المزيد من النجاح، “دون الحاجة إلى إيجاد تمويل جديد”. وأضاف بالقول إن ” علينا الاعتراف بأن المال متوفر بالنسبة لكثير من البلدان، وعليها فقط إنفاقه على الأمور الصحيحة”.
وأكد الدكتور سلامة أن الصورة العامة لأرقام وفيات الأمهات والأطفال هذه، مقارنة بعام 2000، تمثل “نجاحا مذهلا لا نراه كثيرا في التنمية العالمية والصحية”.