رئيسة الجمعية العامة للأمم المتحدة، ماريا فرناندا إسبينوزا تستعد لوضع المطرقة على الطاولة
ماريا فرناندا إسبينوزا، الأكوادورية التي ظلت تحمل مطرقة الجمعية العامة طوال الدورة الـ 73، ستغادر موقعا شغلته منذ أيلول/سبتمبر 2018. أخبار الأمم المتحدة التقت الشاعرة والدبلوماسية، ووزيرة خارجية الإكوادور السابقة التي كانت أول امرأة من أميركا اللاتينية، ورابع امرأة تتولى هذا المنصب على مدى ثلاثة وسبعين عاما.
أخبار الأمم المتحدة: اشرحي لنا كيف تنظرين إلى فترة توليك المنصب الأممي الأرفع، كرئيسة للجمعية العامة للأمم المتحدة.
-
ماريا فرناندا إسبينوسا: “الكثير من العمل الشاق، لكنني أود أن أقول أيضا الكثير من الإنجازات، والكثير من الشعور بالرضا في وظيفة ضخمة للغاية، وحيث كانت هناك تطلعات لا تحصى، فالناس يتوقعون الكثير من الأمم المتحدة. لذلك، أنا راضية للغاية عن دعم وسند الدول الأعضاء، وعن أننا تمكنا من الوفاء بالأولويات السبع التي حددناها منذ البداية.
أخبار الأمم المتحدة: ما هي الأشياء التي تعتبرينها إنجازاتك الرئيسية في هذا الموقع؟
-
ماريا فرناندا إسبينوزا: أعتقد أنني أنجزت على صعيد القضايا السبعة التي قدمتها كأولويات لولايتي، ولكني سأسلط الضوء على ثلاث منها: حملتنا العالمية عن البلاستيك والتي انتهت بالتخلص التدريجي من المواد البلاستيكية ذات الاستخدام الواحد في مقر الأمم المتحدة. لكنني أيضا جمعت أكثر من 400 مليون شخص، لينضموا معنا عبر حملتنا عن عبوات البلاستيك ذات الاستخدام الواحد، ليقتنعوا بأننا في الواقع ندمر محيطاتنا. وقد كان للحملة صدى وتأثيرا على حكومات منطقة البحر الكاريبي التي قررت أن تنضم إلينا وتقوم بالتخلص من المواد البلاستيكية ذات الاستخدام الواحد. المسألة الأخرى التي أسلط عليها الضوء هي هاجسي بالمساواة بين الجنسين، وبتمكين المرأة وحقوق المرأة. كانت قضية تمكين المرأة والمساواة بين الجنسين في صميم كل ما قمت به، كل رحلة، وكل حدث رفيع المستوى وفي كل نقاش وتفاوض. كما تعلمون جميعا، قمت بتأسيس مجموعة من مستشاري النوع الاجتماعي من مختلف المناطق. في الواقع، لقد كانوا يقومون بالإشراف على عملي كرئيسة. لذلك، أدخلنا الكثير من النساء الفاعلات إلى صلب أعمال الجمعية العامة وخارجها.
أخبار الأمم المتحدة: وهل ثمة من شيء كنت تودين لو قمت به بشكل مختلف، لو أتيح لك الرجوع إلى الوراء؟
-
ماريا فرناندا إسبينوسا: بوسعي أن أقول إنني كنت أتمنى أن يتاح لي المزيد من الوقت لبعض القضايا التي أعتقد أنها بحاجة إلى مزيد من التطوير. إحداها على سبيل المثال هي أن نكون أكثر جرأة وطموحا في سبل تحسين أساليب عمل الجمعية العامة، وكيف نعمم من عملنا، وكيف نقوم بتحديثه، وكيف نركز بشكل أكبر على التنفيذ بدلا من التركيز على إصدار القرارات. سنعتمد هذا العام حوالي 340 قرارا بنهاية الدورة، وأظن أن علينا النظر في مسألة التنفيذ. يتطلب التوصل إلى القرارات الكثير من التفاوض، خصوصا وأننا نعتمد القرارات بالتوافق بين 193 دولة من الدول الأعضاء لتتلاقى كلها حول قضية ما. لكننا بحاجة إلى النظر في كيفية وضع قراراتنا موضع التنفيذ، وتحويل قراراتنا، وجهدنا في وضع القواعد، إلى تحسين في حياة الناس على الأرض.
أخبار الأمم المتحدة: كيف تنظرين إلى كونك واحدة فقط من بين حفنة صغيرة جدا من النساء، اللاتي شغلن هذا المنصب، وكونك أول امرأة من أمريكا الجنوبية في هذه الوظيفة؟
-
ماريا فرناندا إسبينوزا: لقد كان ذلك امتيازا، وتحديا أيضا، لأنني كنت أدرك أن عليّ أن أنجح في القيام بالإنجاز، وأنه عليّ أن أثبِتَ أنني انتخبت من قبل الدول الأعضاء لأنني كنت أولا الشخص المناسب لينتخب، وثانيا، لأنني أيضا امرأة. لذلك، أعتقد أن الرسالة الأساسية هي أننا بحاجة إلى المزيد من النساء في مواقع السلطة. لا يمكن للحال أن يستمر بأن يكون 75% من أعضاء البرلمانات رجالا، وأن يكون لدينا 21 فقط من رئيسات الحكومة والدول من بين مجموع 193، وأقل من 5% من النساء في مناصب المدراء التنفيذيين في الشركات الـ 500 الكبرى. لذا فإن هذه الأرقام غير عادلة، مما يعني أن نوعية الحكم ليست عادلة. التكافؤ بين الجنسين وحقوق المرأة ليست مسألة عدالة فقط، بل هي مسألة منطق بديهي أيضا. ينبغي أن تكون المرأة في صميم السياسات العامة والجهود التشريعية والجهود المبذولة في الحكومات المحلية وعلى مستوى الأسرة الصغيرة، وحتى على المستوى الدولي الكبير. ولكن ما زال هناك الكثير مما يجب عمله، فالنساء والفتيات لا يزلن مهمشات. إذا نظرت إلى التقرير الأخير عن أهداف التنمية المستدامة، ترى أن التفاوتات قد تنامت وأنه تحت مظلة عدم المساواة نجد عدم المساواة للنساء والفتيات.
أخبار الأمم المتحدة: حول السلام والأمن … ماذا ستقول لمن يشكُ في دور أو أهمية الأمم المتحدة اليوم، مثلا في مواجهة صراعات مثل سوريا واليمن، ولدينا القضية الإسرائيلية الفلسطينية التي لم تحل بعد؟
-
ماريا فرناندا إسبينوزا: عندما أسافر، أتعامل دائما مع الشباب، مع مجموعات الشباب والجماعات النسائية. إنهم يطلبون من الأمم المتحدة أن تقوم بإنجاز شيء، وهذا مطلب موضوعي لحد ما. لكن الأمم المتحدة هي نحن جميعنا حين نعمل معا. صحيح أن لدينا صراعات تزداد الآن في حجمها، وتزداد شدتها. وعلينا أن نقر على سبيل المثال بأن الصراع الإسرائيلي الفلسطيني هو في حال جمود، وأعتقد أن ما يتعين علينا القيام به هو التغلب على إشكالية التنفيذ والتأخر الذي بيدنا. فلدينا العديد من القرارات في مجلس الأمن، والعديد من قرارات الجمعية العامة. ولقد حان الوقت لنضع هذه في موضع التحريك والعمل. أعتقد أن الأمم المتحدة هي المكان الوحيد الذي يتاح فيه الحوار السياسي، والحلول السلمية للنزاعات، حتى النزاعات التي طال أمدها. فهنا مقر الأمم المتحدة ولكنه أيضا مقر “نحن الشعوب”. دعونا لا ننسى هذه العبارة القوية الأولى من ميثاق الأمم المتحدة.