تعسّف العدوان يطول خبراء الأمم المتحدة.. لماذا تمّ منع وفد أممي من الوصول إلى صنعاء ؟
خلال الأعوام الماضية قام تحالف العدوان السعودي الإماراتي بشنّ الكثير من الهجمات الوحشية على أبناء الشعب اليمني الأعزل وتسبّب بمقتل وجرح الآلاف من الأبرياء، ووفقاً للعديد من التقارير الإخبارية فإن الشعب اليمني يعاني في وقتنا الحالي من أكبر مجاعة يشهدها العالم، والغريب في الأمر أن الدول الغربية التي تدعو إلى الحرية والعدالة والمساواة ظلّت صامتة أمام كل تلك الجرائم التي نفذتها وتنفذها مقاتلات الجو التابعة لتحالف العدوان السعودي الإماراتي على الكثير من الأحياء السكنية والمناطق والقرى اليمنية، وهنا تجدر الإشارة إلى أن الأمم المتحدة بذلت الكثير من الجهود خلال السنوات الماضية لنقل صورة صحيحة حول المجازر التي يرتكبها تحالف العدوان في اليمن، إلا أن بعض الأطراف المشاركة في هذا العدوان البربري وبعض الجهات الغربية مارست الكثير من الضغوط وقدّمت الكثير من الأموال للعديد من المنظمات المحلية والدولية التابعة للأمم المتحدة لكتابة تقارير تتماشى مع أهداف ومصالح تحالف العدوان.
وفي هذا الصدد، كشفت العديد من المصادر الإخبارية بأن بعض المنظمات المحلية والدولية لم تخضع لابتزازات تحالف العدوان والجهات الغربية الداعمة لها، وحاولت خلال الفترة الماضية نقل صورة صحيحة للمجتمع الدول حول الانتهاكات والمجازر التي ارتكبها تحالف العدوان في العديد من المناطق اليمنية.
ولفتت تلك المصادر إلى أن السعودية والإمارات ومصر قامت خلال الفترة الماضية بمنع وصول مثل تلك المنظمات الإنسانية، بل إنها قامت بخلق العديد من العراقيل أمامها للحيلولة دون وصولها إلى بعض المدن اليمنية التي تعاني من ويلات الهجمات البربرية والوحشية التي تشنّها مقاتلات الجو السعودية والإماراتية، وأضافت تلك المصادر الإخبارية بأن تحالف العدوان لم يكتفِ بذلك الأمر بل إنه قام بتلفيق الكثير من التهم الباطلة لتلك المنظمات الإنسانية ووصفها بأنها منحازة لجهات معينة داخل اليمن.
وحول هذا السياق، كشف رئيس لجنة الخبراء الأممية بشأن اليمن، “كمال الجندوبي” خلال استعراضه يوم الثلاثاء الماضي التقرير الثاني للجنة بشأن وضع حقوق الإنسان والانتهاكات في اليمن، أمام الدورة الثانية والأربعين لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في جنيف السويسرية، أن السعودية والإمارات ومصر منعت وصول وفدهم الأممي إلى اليمن، بعد نشره أول تقرير حول هذا البلد في أغسطس 2018.
ولفت “الجندوبي” إلى أن الجهة الوحيدة التي سمحت للخبراء الأمميين بممارسة عملها وتحقيقاتها بشأن الانتهاكات الإنسانية في اليمن هي سلطة المجلس السياسي الأعلى في العاصمة صنعاء والمحافظات التي تديرها، في حين امتنعت كل من حكومة الرئيس المستقيل “عبد ربه منصور هادي” القابعة في فنادق الرياض والسعودية والإمارات ومصر عن السماح للجنة الخبراء بالوصول إلى اليمن واللقاء ببعض اليمنيين في مصر، ورفضت تقديم المعلومات أو الرد على أسئلة الخبراء لمعرفة وجهات نظر هذه الأطراف.
وأشار “الجندوبي” إلى أن دول تحالف العدوان بذلت الكثير من الجهود وقدّمت الكثير من الأموال لزرع بيئة الخوف في نفوس الضحايا والشهود الذين فكروا في التعاون مع تحقيقاتنا.
وأكد بالقول: “أن عدم ردّ السعودية وحكومة الرئيس اليمني المستقيل على أسئلتنا التفصيلية لم يعوق عملنا فحسب بل منعنا من النظر في وجهات نظرهما بشأن الأحداث وبخصوص الإجراءات التي اتخذاها على الأرجح في سبيل تطبيق المساءلة”.
وتابع “الجندوبي” بالقول: “رغم كل العقبات، تمكّن الخبراء ومسؤولو حقوق الإنسان من إجراء لقاءات مع 600 من شهود العيان والنازحين والضحايا وأسر الضحايا من اليمنيين المقيمين في دول أخرى ومصادر أخرى.
ولفت إلى أن التحقيقات التي أجرتها اللجنة، أكدت مرة أخرى، استمرار تعرض اليمنيين للكثير من الغارات الوحشية وعمليات العنف والتعذيب، وكذلك الاعتقالات والاختطاف التعسفي، في بعض المناطق التي تسيطر عليها قوات تحالف العدوان السعودي الإماراتي، مضيفاً إن هذه الانتهاكات تثير المخاوف بشأن احترام مبدأ التمييز بين الأهداف المدنية والعسكرية.
وفي سياق متصل، كشف رئيس لجنة الخبراء الأممية بشأن اليمن، أن التحقيقات التي أجرتها لجنة تقييم الحوادث التابعة للتحالف السعودي الإماراتي، تفتقر للجدية لأنها خلصت لتبرئة تحالف العدوان من كل الجرائم التي قام بها في العديد من المناطق السكنية والمدنية في عدد من المحافظات اليمنية، ودعا “الجندوبي” إلى ضرورة إجراء تحقيقات إضافية بشأن انتهاكات حقوق الإنسان في اليمن في ظل إعاقة عدة أطراف لعمل اللجنة الأممية الحالية المكلفة بالتحقيقات.
وذكر “الجندوبي” أن أعضاء اللجنة الأممية المكلّفة بالتحقيقات، أكدوا بأن الأعمال العدائية التي يرتكبها تحالف العدوان السعودي الإماراتي في اليمن ترقى إلى انتهاكات جسيمة للقانون الإنساني الدولي، وذلك لأنها تؤثر بشكل خطير على حياة الملايين من المدنيين في عدد من المحافظات اليمنية.
كما حدّد فريق الخبراء مجموعة من الأفراد المسؤولين عن هذه الجرائم، وأعلنوا تقديم قائمة سرية محدّثة بأسمائهم إلى مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان.
وفي النهاية أكد “الجندوبي” بأن كل هذه الفضائح التي قام بها ولا يزال يقوم بها تحالف العدوان السعودي الإماراتي والتي فضحها فريق الخبراء الأمميين، هي السبب وراء عدم السماح لفريقهم الأممي من الوصول مرة أخرى إلى العاصمة اليمنية صنعاء وإلى بعض المحافظات التي عانت خلال الفترة الماضية من ويلات الضربات الصاروخية والجوية لتحالف العدوان السعودي الإماراتي.