ندوة أنقرة: الأزمة الإنسانية للفلسطينيين، وتحديات تواجه إعلام الأزمة
اختتمت اليوم في أنقرة فعالية إعلامية دولية تتناول “قضية السلام في الشرق الأوسط” وتسعى لتسليط الضوء على الدور الحاسم للإعلاميين والناشطين عبر الإنترنت في إعلاء صوت الفلسطينيين العاديين الرازحين تحت احتلال دام لأكثر من 50 عاما.
الندوة التي تنظمها دوريا إدارة التواصل العالمي التابعة للأمم المتحدة، بالتعاون مع وزارة الخارجية التركية، شارك فيها لفيف من الصحفيين والأكاديميين ودبلوماسيين مسؤولين حكوميين من حول العالم، وناقشت، ضمن عدة حلقات نقاش، جوانب من الأزمة الإنسانية للفلسطينيين، والتحديات التي تواجه الإعلام الفلسطيني والعالمي.
لا يمكن التوصل إلى هذا الحل إلا من خلال تحقيق الرؤية المتمثلة في دولتين، إسرائيل وفلسطين، تعيشان جنبا إلى جنب في سلام وأمن– الأمين العام أنطونيو غوتيريش .
وكان الأمين العام أنطونيو غوتيريش قد خاطب الندوة العالمية يوم الأربعاء، في رسالة قرأها سيدا بومبيانسكايا، من إدارة التواصل العالمي بالأمم المتحدة، قال فيها إن هدف تحقيق حل سلمي وعادل للقضية الفلسطينية “لا يزال بعيد المنال”.
وكرَّر غوتيريش رؤية الأمم المتحدة بأنه “لا يمكن التوصل إلى هذا الحل إلا من خلال تحقيق الرؤية المتمثلة في دولتين، إسرائيل وفلسطين، تعيشان جنبا إلى جنب في سلام وأمن”.
وأعرب المسؤول الأممي الأرفع عن أسفه أنه وفي ظل تدهور الأوضاع لم تشهد السنة الماضية “سوى تراجعا جعل ذلك الهدف أبعد منالا”، وأن كلا من الإسرائيليين والفلسطينيين ما زالوا “يعانون من دورات العنف الفتاكة”.
الهجمات على الصحفيين تتصاعد
وقد انتظمت في اليوم الأول من الحلقة الدراسية دورتان من حلقات النقاش ركزت أولاهما على “الأزمة الإنسانية في الأرض الفلسطينية المحتلة” وناقشت الثانية التحديات التي تواجه المراسلين الذين يقومون بتغطيتها للعالم.
وفي هذا الصدد أعرب رئيس اللجنة المعنية بممارسة الشعب الفلسطيني لحقوقه غير القابلة للتصرف، الشيخ نيانغ (السنغال) عن انزعاجه إزاء تصاعد العنف ضد الصحفيين في الأرض الفلسطينية المحتلة.
الآثار النفسية والاجتماعية للاحتلال أدت إلى شعور واسع النطاق بالخوف واليأس والقنوط– مدير مكتب الأونروا في نيويورك، بيتر مولرين .
وأفاد الشيخ نيانغ من إحصاءات للمركز الفلسطيني للتنمية والحريات الإعلامية بأن الهجمات على الإعلاميين قد ارتفعت بنسبة 60% في عام 2018، وهي ظروف صعبة ظل فيها الإعلاميون مستمرين في رسالتهم الإعلامية، حسب قوله.
مدير مكتب الأونروا التمثيلي في نيويورك، بيتر مولرين، قدم ملاحظات عن الآثار النفسية والاجتماعية للاحتلال على المدنيين، مشيرا إلى عمليات الهدم المستمرة للمنازل واستمرار الاعتقالات وانتهاكات حقوق الإنسان.
وقال بيتر مولرين إن هذه الآثار “أدت إلى شعور واسع النطاق بالخوف واليأس والقنوط” بين المدنيين على المستويين الفردي والمجتمعي. ووصف مدير مكتب الأونروا هذه الآثار بأنها “أكبر تحد إنساني على الإطلاق” مؤكدا في الوقت نفسه أنه لا خيار أمام الوكالة الأممية سوى مواصلة عملها.
الأزمة الإنسانية تأخذ “أبعادا مثيرة للجزع”
وتبذل الوكالة الأونروا في غزة وحدها جهدا هائلا، حيث تقدم الخدمات التعليمية لـ 280 ألف طفل في مدارسها، والصحية لما يقرب من 4 ملايين زيارة مرضية إلى عياداتها سنويا. بينما يعتمد مليون شخص على المساعدات الغذائية التي تقدمها الوكالة.
شعبنا يكافح، مثله مثل كل الناس الذين يعيشون تحت الاحتلال، من أجل الحرية والاستقلال والكرامة– السفير الفلسطيني، رياض منصور.
وقد تضمنت رسالة الأمين العام إلى “حلقة الأمم المتحدة الدراسية الإعلامية الدولية بشأن السلام في الشرق الأوسط” توصيفا مماثلا للأزمة السياسية والاقتصادية والإنسانية المستمرة في الأرض الفلسطينية المحتلة التي وصفها بأنها أخذت “أبعادا مثيرة للجزع”.
ووصف غوتيريش القيود الصارمة على ما يقرب من مليوني فلسطيني في غزة التي تحدّ من قدرتهم على التنقل، حسب قوله، “مع التخبّط في براثن الفقر والبطالة، والمعاناة من محدودية الفرص” في الرعاية الصحية والتعليم والمياه والكهرباء.