الرياح الموسمية تدمر ملاجئ الروهينجا، مما استدعى استجابة قياسية من برنامج الأغذية العالمي في بنغلاديش

قال برنامج الأغذية العالمي، يوم الجمعة فيما أطلق أكبر استجابة طارئة لهذا العام لعائلات الروهينجا النازحة، إن الأمطار الموسمية الغزيرة على غير المعتاد قد أغرقت خيَم اللاجئين في المخيمات الواقعة بجنوب بنجلاديش، مما أدى إلى “الخراب”.

 

في مؤتمر صحفي في جنيف، قال المتحدث باسم البرنامج، هيرفيه فيروسيل، إن 16،000 شخص تلقوا مساعدات غذائية في غضون 24 ساعة فقط – أي أكثر من كل الذين وصل إليهم البرنامج منذ بدء موسم الرياح الموسمية في حزيران/يونيو.

 

وشدد السيد فيروسيل على أن الفيضان كان “أكبر بكثير” من المعتاد، مضيفا أن منطقة تكناف كانت الأكثر تضررا، وذلك بسبب هطول نسبة أمطار قياسية هذا الأسبوع.

 

وأوضح فيروسيل، نقلا عن الزملاء في كوكس بزار، أنه في عدد من المخيمات التي كانت تؤوي مئات آلاف اللاجئين الروهينجا منذ فرارهم من عملية عسكرية قادها جيش ميانمار في صيف عام 2017، فقدت بعض العائلات كل شيء.

 

كما تأثرت المجتمعات المضيفة بشدة، حيث نزح أكثر من 800 شخص مؤقتا بسبب الفيضانات، وقد وزع عليهم البرنامج مساعدات غذائية.

 

“كل ما كان في المنزل جرفته مياه الأمطار، بما في ذلك ما كان يُستخدم كسرير أو أدوات للطهي، فقدوا كل شيء”، قال المتحدث مضيفا أنه “ليس لديهم ما يطبخون به، أو ينامون عليه، كما فقدوا معظم ملابسهم. والأشياء الصغيرة التي أعادوا بناءها منذ وصولهم إلى المخيم، ضاعت في ليلة ماطرة واحدة”.

 

الوضع قد يتدهور دون توفير التمويل

في نداء للحصول على تمويل، أوضح فيروسيل أن البرنامج يتكلف 16 مليون دولار شهريا لإطعام ما يقرب من 900،000 لاجئ في كوكس بازار.

 

في الوقت الحالي، لدى البرنامج موارد في مواقع استراتيجية حول المخيمات يمكن توزيعها بسرعة. ولكن بدون دعم مستمر من المجتمع الدولي، يمكن أن يتدهور وضعهم بسرعة، كما أكد فيروسيل.

 

إحدى المشكلات التي تواجهها بنغلادش هي أنها بلد منخفض يتعرض للفيضانات خلال موسم الرياح الموسمية، والذي يستمر عادة حتى شهر تشرين الأول/أكتوبر.

 

وقد شهدت البلاد أيضا مزيدا من الأمطار الموسمية غير المنتظمة والأمطار الغزيرة في السنوات الأخيرة نتيجة لتغير المناخ الذي سعى البرنامج إلى مواجهته، من خلال زراعة 100،000 شجرة في المخيمات والمجتمعات المضيفة للتخفيف من الانهيارات الأرضية والفيضانات.

 

بالإضافة إلى ذلك، استمرت أعمال الهندسة والحد من مخاطر الكوارث لأكثر من عام، وأصبحت المخيمات “أكثر أمانا مما كانت عليه سابقا”، أشار فيروسيل مستشهدا بأعمال تثبيت المنحدرات وإنشاء أنظمة أفضل للطرق والصرف الصحي.

 

القيود الأمنية يجب ألا تؤثر على اللاجئين

وفي قضية متصلة، وردا على أسئلة الصحفيين حول قيود الاتصالات المبلغ عنها في بازار كوكس عقب الاحتجاجات هناك، أكدت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين أهمية  عدم منع طالبي اللجوء من الاتصال بأقاربهم أو أصدقائهم الذين يعيشون في مكان آخر.

 

وقال أندريه ماهسيتش، المتحدث باسم المفوضية: “تقع على عاتق حكومة بنغلاديش مسؤولية شاملة عن ضمان أمن وسلامة الروهينجا الذين يتم إيوائهم في كوكس بازار. بالنظر إلى الطبيعة الإنسانية لمستوطنات اللاجئين الروهينجا، فإننا نوصي باعتماد تدابير أمنية لا تؤثر على قدرة اللاجئين على الوصول إلى الخدمات والحقوق الأساسية والعيش بأمان”.

 

ومسلطا الضوء على مدى فائدة التكنولوجيا بالنسبة للاجئين الذين يرغبون في التواصل مع “العائلة والأصدقاء والوكالات الإنسانية”، أكد ماهسيتش على أن هذا الأمر مهمم بشكل خاص في حالات الطوارئ، مثل الحالة التي تحدث الآن.

قد يعجبك ايضا