اشتراك المواد الصوتية بدعم الأمم المتحدة: جهود إعلامية ليبية جديدة لمجابهة خطاب الكراهية والتحريض والتضليل
شهدت العاصمة الليبية طرابلس فعاليات ندوة خصصتها بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، “لمواجهة خطاب الكراهية والتحريض والتضليل” في وسائل الإعلام.
ثلاثون من الصحفيين والإعلاميين والناشطين المؤثرين على شبكات التواصل الاجتماعي وفي المجتمع المدني أصدروا 16 توصية لمجابهة تأثيرات التضليل الإعلامي، وترويج الشائعات، للحفاظ على النسيج الاجتماعي.
وقد ناقش المشاركون على مدى يومين (9 و10 أيلول/سبتمبر) السبل الكفيلة للحد من استخدامات وسائل الإعلام، وشبكات التواصل الاجتماعي في الترويج للعنف وخطاب الكراهية.
أخبار الأمم المتحدة تحدثت إلى الأستاذ محمد الأسعدي، مسؤول إعلامي في مكتب الإعلام والتواصل بالبعثة في ليبيا، برفقة الأستاذة إيناس إحميدة، رئيسة تحرير سابقة، وناشطة في الصحافة الحرة على صفحات التواصل الاجتماعي والأستاذ عبد الرازق الداهش رئيس هيئة دعم وتشجيع الصحافة في ليبيا.
ويقول الأسعدي إن المشاركات والمشاركين أظهروا إدراكا بأن “خطاب الكراهية بات في تنامٍ مستمر، وهو قد سبقَ – ويرافق – هذه المواجهات المسلحة التي تشهدها البلاد”. ويرى مسؤول الإعلام والاتصال أن هذا “الإدراك يمثل أول خيوط التوصل إلى حل لهذه المعضلة الكبيرة والمعقدة، وخلق موقف موحد يجمع عليه الإعلاميون من مختلف أرجاء ليبيا لمناهضة ومواجهة خطاب الكراهية”. ويتضمن هذا الخطاب حسب وصف الأستاذ الأسعدي “التحريض والتضليل وترويج الشائعات والتشهير بالأفراد والمكونات الاجتماعية المختلفة”.
“طاولة حوار وإقناع، بديلا للعنف”
ووصفت الأستاذة إيناس إحميدة مبادرة الأمم المتحدة بالممتازة في هذا التوقيت تحديدا، “ونحن نخوض حربا لا نعلم ما هي نهايتها”. وتعتبر إحميدة أن الدور الحقيقي والفاعل للأمم المتحدة وبعثتها للدعم في ليبيا هو “جمع الناس، مختلفي الانتماءات والتوجه وجمعهم على طاولة واحدة وفتح الحوار” بينهم. وتضيف عن النقاش بين المشاركات والمشاركين في الفعالية الإعلامية “ربما لم نتفق في آرائنا وأفكارنا ولكنا اتفقنا على ضرورة أن نجلس ونتحدث ونتبادل الحوار والأفكار ونقنع” بعضنا البعض.
ويقول الأستاذ عبدالرازق الداهش إن موضوع خطاب الكراهية ومناقشته في مثل هذه الفعالية له أهميته، خصوصا “في هذا الظرف الليبي، فنحن ضحايا في ليبيا لمحتوى خطاب كراهية وضغينة وتشفي” حسب تعبيره، كانت محصلته “هذه النتائج الكارثية التي نشهدها” في البلاد.
“التحريض طال المدن والقبائل والأفراد”
وذكرت الأستاذة إيناس إحميدة أنه ومنذ 2011 فإن “المؤسسات الإعلامية بما فيها وسائل التواصل الاجتماعي تقسم الليبيين” ونتيجة ذلك ما تشهده البلاد من حرب حسبما أوضحت. وتضيف إيناس إحميدة “إننا قد تجاوزنا خطاب الكراهية، ووصلنا إلى فعل الكراهية، فصرنا نوجه بشكل مباشر آلة القتل والتدمير لبعضنا” البعض.
وتعتقد إحميدة أن وسائل التواصل الاجتماعي بطبيعتها التي يمكن أن تخفي هوية مستخدميها استطاعت أن “تحرض بشكل كبير على التقاتل وتحرض على مدن وعلى قبائل وعلى أفراد” حسب تعبيرها. وترى أحميدة أن هذه الوسائل كانت” أداة ذات حدين وقد أسيء استخدامها في أغلب الأوقات”.