الأمم المتحدة: المحادثات المباشرة بين الحكومة الأفغانية وطالبان يجب أن تبدأ في أقرب وقت ممكن
قال تاداميتشي ياماموتو، الممثل الخاص للأمين العام في أفغانستان إن أحداث الأيام والأسابيع الأخيرة في أفغانستان، أظهرت أكثر من أي وقت مضى، “الحاجة الملحة لإيجاد تسوية سياسية للصراع في البلاد”، مشيرا إلى أن الجهود التي بذلت خلال العام الماضي أسفرت عن فرص للسلام، كما خلقت إحساسا بالأمل لدى كثيرين ولكن أشعرت آخرين أيضا بالخوف.
وفي أحاطته أمام مجلس الأمن الدولي اليوم الثلاثاء، أكد الممثل الخاص على وضوح نقطة هامة وهي أن حل النزاع لا يمكن “إلا عن طريق المحادثات المباشرة بين الشعب الأفغاني”، داعيا إلى أن تكون “المحادثات شاملة، تمثل المجتمع الأفغاني بكل أطيافه”.
يجب أن تتضمن أي تسوية سياسية وعدا بمواصلة حماية حقوق الإنسان والنهوض بها لجميع من يعيشون في أفغانستان، بما في ذلك حقوق النساء والشباب والأقليات وكذلك حرية التعبير والإعلام– السيد تاداميتشي ياماموتو.
وفي هذا السياق حث الممثل الخاص على بدء محادثات مباشرة بين جمهورية أفغانستان الإسلامية وحركة طالبان في أقرب وقت ممكن، مشيرا إلى بذل جهود كثيرة لهذا الغرض من خلال العمل مع الأطراف الأفغانية. غير أنه أوضح أن “الفترة ما قبل التوصل إلى اتفاق تعتبر أصعب مرحلة”. وقال “أدعو الطرفين إلى مواصلة اغتنام فرصة إجراء محادثات مباشرة حتى يكون هناك مستقبل سلمي”.
وكان السيد ياماموتو قد استمع إلى العديد من الناس من جميع أنحاء البلاد الذين أعربوا له عن آمالهم ومخاوفهم بشأن المستقبل، قائلين إنهم “يأملون في وضع حد للنزاع، لكنهم يخشون أيضًا أن يحل السلام على حساب الحرية والحقوق التي حاولت البلاد حمايتها والنهوض بها على مدى السنوات الـ 18 الماضية”. وقال الممثل الخاص إن الكثير من الشباب، وخاصة الشابات، يشعرون بالقلق من القيود المستقبلية على مشاركتهم في الحياة الاجتماعية .
والاقتصادية والسياسية لبلدهم. ودعا إلى أن “تتضمن أي تسوية سياسية وعدا بمواصلة حماية حقوق الإنسان والنهوض بها لجميع من يعيشون في أفغانستان، بما في ذلك حقوق النساء والشباب والأقليات وكذلك حرية التعبير والإعلام”.
من الإنجازات المهمة الأخرى على مدى السنوات الـ 18 الماضية، والتي تحتاج إلى الحفاظ عليها وتعزيزها، أضاف ياماموتو، “القدرات المؤسسية للدولة بما في ذلك في مجالات الأمن وتقديم الخدمات”.
مخاوف من تهديد طالبان بعرقلة الانتخابات القادمة
في 28 أيلول/سبتمبر، من المقرر أن يتوجه شعب أفغانستان إلى صناديق الاقتراع للمشاركة في الانتخابات الرئاسية الرابعة منذ عام 2001. وهي خطوة أخرى لتعزيز أساس نظام سياسي ديمقراطي تمثيلي.
وفي هذا الصدد أكد الممثل الخاص دعم الأمم المتحدة الكامل لجهود اللجنة المستقلة للانتخابات، والشكاوى الانتخابية، والمؤسسات الأمنية، والمجتمع المدني، وفوق كل شيء، للمرشحين ومؤيديهم والناخبين، لإجراء انتخابات موثوقة وشاملة في الموعد المحدد. وقال “من شأن الانتخابات الموثوقة أن توفر أساسًا سياسيًا مهمًا لمستقبل البلد، وكذلك شرعية وسلطة للرئيس المنتخب، والتي ستكون ذات أهمية خاصة في ضوء عملية السلام المتوقعة”.
الهجمات الموجهة ضد مراكز الاقتراع والمدنيين المشاركين في العملية الانتخابية غير مقبولة.
إنها انتهاكات واضحة للقانون الدولي — السيد تاداميتشي ياماموتو
ومع ذلك، قال ياماموتو، لا تزال المخاوف قائمة قبل الانتخابات، بما فيها بشأن الأمن؛ وإقبال الناخبين؛ والاحتيال والمخالفات المحتملة. وأوضح أن هناك جهودا جادة تبذل من قبل المؤسسات الأمنية الأفغانية بالتعاون مع الشركاء الدوليين لضمان الترتيبات الأمنية المناسبة أثناء الاستعدادات ويوم الاقتراع.
ومع ذلك، هناك مواطنون كثيرون يعربون عن القلق، “لا سيما بالنظر إلى تهديد طالبان المعلن بعرقلة العملية الانتخابية، وخاصة باستهداف المدنيين المشاركين في الانتخابات” بحسب الممثل الخاص الذي قال إن “الهجمات الموجهة ضد مراكز الاقتراع والمدنيين المشاركين في العملية الانتخابية غير مقبولة. إنها انتهاكات واضحة للقانون الدولي”.