المفوضة السامية لحقوق الإنسان: “العالم يحرق مستقبله” في غابات الأمازون
في إشارة إلى التداعيات الرهيبة المتوقعة بسبب تغير المناخ، قالت المفوضة السامية للأمم المتحدة ميشيل باشيليت إن العالم لم يشهد أبدا “تهديدا بهذا الاتساع لحقوق الإنسان”. الكلمات المحذرة جاءت في افتتاح الدورة الـ42 لمجلس حقوق الإنسان، إذ قالت باشيليت إن الحرائق التي تشهدها غابات الأمازون تعني أن العالم يحرق مستقبله، حرفيا، حسب تعبيرها.
وفي نداء مباشر وجهته إلى الدول الـ47 الأعضاء في المجلس، من أجل الاتحاد في معالجة تغير المناخ، قالت المفوضة السامية إن أسوأ آثار الحرائق و “التسارع الشديد في إزالة الغابات”، في بلدان مثل بوليفيا وباراغواي والبرازيل، وقعت تحديدا على الأسر التي تعيش في هذه المناطق.
لكن السيدة باشيليت أكدت أيضا أن “تغير المناخ هو حقيقة تؤثر الآن على كل منطقة من مناطق العالم” وأن الآثار البشرية لمستويات الحرارة العالمية المتوقعة حاليا ستكون “كارثية”. وحسبما نقلت عن تقارير الأمم المتحدة، فإن وتيرة العواصف آخذة في الارتفاع “ويمكن أن تغمر الأمواج العالية مدنا ساحلية بأكملها وبعضا من دول الجزر تماما”.
الجوع والأمراض وسوء التغذية والإجهاد الحراري
وحسب تقارير الأمم المتحدة فإن حالة الطوارئ المناخية تسببت في زيادة حادة في مستويات الجوع في العالم؛ كما أشارت المفوضة السامية أيضا إلى أن درجات الحرارة الأكثر ارتفاعا ستسهم على الأرجح في حدوث 250 ألف حالة وفاة إضافية كل عام، في الفترة ما بين عامي 2030 و 2050، “بسبب سوء التغذية والملاريا والإسهال والإجهاد الحراري”.
وعلى ضوء ذلك قالت السيدة باشيليت إن “العالم لم يشهد أبدا أي تهديد لحقوق الإنسان بهذا الاتساع” والحجم. وشددت المسؤولة الأممية أمام الدول الأعضاء على أن اقتصادات جميع الأمم، والنسيج المؤسسي والسياسي والاجتماعي والثقافي لكل دولة، وحقوق جميع شعوبكم، وأجيالكم القادمة” سيطالها التأثير.
وحثت المفوضة السامية الدول الأعضاء على أن تساهم في “أقوى سياسات ممكنة لمنع تغير المناخ”. كما دعت الأمم إلى أن تعزز من “مرونة وحقوق” مواطنيها عند تنفيذ هذه السياسات، في أكثر من 20 إشارة أوردتها في كلمتها عن حقوق الشعوب الأصلية والأقليات.
حالات خاصة حول العالم تتطلب اهتمام المجلس حقوق الإنسان
وسلطت المفوضة السامية الضوء، في مخاطبتها للدورة الـ42 لمجلس حقوق الإنسان التي غطت قضايا واسعة النطاق، على العديد من حالات حقوق الإنسان الخاصة بكل بلد والتي “تتطلب اهتمام المجلس”، حسب قولها.
وأشارت باشيليت إلى تقارير عن حظر التجول وقطع التيار الكهربائي في كشمير، والقيود المفروضة فيها على التجمعات السياسية واعتقال الناشطين. كما ناشدت باكستان، والهند على وجه الخصوص، ضمان حصول الناس على الخدمات الأساسية. كما ناشدت السلطات الهندية “ضمان الإجراءات القانونية” لحفظ حقوق 1.9 مليون شخص وحمايتهم من انعدام الجنسية، في إشارة إلى التعداد السكاني الأخير.
أيضا، وصفت السيدة باشيليت تبادل السجناء بين روسيا وأوكرانيا بأنه “لحظة انفراج” بعد صراع دام لأكثر من خمس سنوات في المناطق الشرقية المتاخمة لروسيا. ورحبت بالاتفاق بين البلدين لإطلاق سراح السجناء، وأضافت “أشجع بقوة جميع الأطراف على البناء على هذا الزخم ووضع حد للنزاع في شرق أوكرانيا”.
أيضا كررت مسؤولة الأمم المتحدة مناشدتها للمتظاهرين في هونغ كونغ التحاور “سلميا وبطريقة بناءة” مع السلطات في البلاد، وفي الوقت نفسه، حثت قوات الأمن على “الرد على أي عنف بضبط النفس” كما شجعت الرئيسة التنفيذية في هونغ كونغ على “متابعة مبادرتها لإقامة حوار مع المحتجين.
وعن جنوب أفريقيا، أشارت باشيليت إلى الحوادث الرهيبة الأخيرة للعنف والتي أدت إلى مقتل 10 أجانب على الأقل “نتيجة لتنامي ظاهرة كراهية الأجانب”. وقالت السيدة باشيليت إن لجميع الناس في جنوب إفريقيا – مواطنين وأجانب – الحق في التمتع بحقوق الإنسان الأساسية بموجب الدستور والقانون الدولي لحقوق الإنسان”، كما رحبت بإدانة الرئيس سيريل رامافوسا للعنف.
وفيما يتعلق بالسودان، حيث نُصّبت حكومة جديدة يوم الأحد الماضي، هي الأولى منذ إقالة الرئيس السابق عمر البشير من منصبه في أبريل/ نيسان وصفت السيدة باشيليت التطور الجديد بأنها “مدعاة للاحتفال الكبير”.