أولوية عاجلة للاحتياجات الإنسانية، مع تواصل ضربات الإعصار “دوريان” للبهاما

موسم الأعاصير الهادئ في المحيط الأطلسي تغير فجأة “بشكل دراماتيكي ومأساوي” مع اشتداد حدة الإعصار “الأقوى على الإطلاق في منطقة جزر البهاما” حسبما قالت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية. ووفقا لتقييمات أولية، أعلنت وكالات الأمم المتحدة منح الأولوية العاجلة للاحتياجات المطلوبة لمعالجة التأثيرات الإنسانية لإعصار دوريان.

 

وفي إحاطة للصحفيين في جنيف يوم أمس الثلاثاء، قال يانس لاركيه من مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة إن التقييم الأولي في جزر البهاما يشير إلى حدوث أضرار بالغة ضربت سقوف المنازل وعطلت خطوط الكهرباء، بالإضافة إلى بعض الطرق التي صار الوصول إليها متعذرا.  وأضاف: “كما سمعنا، فقد ضرب الإعصار جزر أباكو بعدد سكانها البالغ  أكثر من 17 ألف شخص، ونحن نشعر بالقلق فيما يخص سلامتهم جميعا. والإعصار الآن في جزر البهاما الكبرى التي يبلغ عدد سكانها حوالي 51 ألف شخص، يشغلنا مصيرهم كلهم”.

 

أولوية الاحتياجات والمساعدات الإنسانية

ونقل بيان مكتب الشؤون الإنسانية عن الوكالة الوطنية لإدارة الطوارئ في جزر البهاما تقارير عن حدوث فيضانات هائلة، حيث تم إرسال قوة الدفاع التابعة للجزر لإنقاذ الناس في شرق البهاما الكبرى. وكان رئيس وزراء جزر البهاما قد أكد مقتل خمسة أشخاص نتيجة لإعصار دوريان.

 

وحسبما أورد بيان مكتب الشؤون الإنسانية فإن حوالي 76000 شخص قد يصبحون عرضة لخطر الرياح المدمرة التي يسببها الإعصار، وأن التأثير المتوقع سيتضمن نقص المياه كأولوية ضرورية بسبب حالة نظم إمدادها واحتمالية حدوث تسرب كبير للمياه المالحة نتيجة للعواصف والفيضانات. ومن المتوقع أيضا أن تتأثر بشكل كبير قطاعات الاتصالات والطاقة والنقل وأن تشمل الحاجات الإنسانية الغذاء والمأوى وغيرهما.

 

كما أكد المتحدث باسم الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر رصدها للأضرار الناجمة عن الرياح العاتية الشديدة، وقال إن أكثر من 13 ألف  منزل قد تعرضت لأضرار بالغة أو دمرت. وأضاف ماثيو كوكران “فيما يتعلق بالاحتياجات، نعتقد أن جزيرة أباكو بها أكثر الفئات ضعفا. هناك مجتمع كبير من الهايتيين في الجزيرة، وسيحتاج في اعتقادنا إلى قدر كبير من المساعدة للتعافي من هذه العاصفة وإعادة البناء بعدها”.

 

من ناحية أخرى أعلن المتحدث باسم برنامج الأغذية العالمي إيرفيه فيروسيل، أن الوكالة الكاريبية لإدارة الكوارث قامت بنشر فريقين لتقييم الاحتياجات السريعة في جزر البهاما يشارك فيهما البرنامج التابع للأمم المتحدة، بالإضافة إلى منظمة الصحة للبلدان الأمريكية، ومكتب تنسيق الشؤون الإنسانية، وغيرهم.

 

وقد أوفد البرنامج، حسب المتحدث، أربعة موظفين متخصصين يعملون الآن على الأرض لتقديم الدعم في مجالات الأمن الغذائي والاتصالات في حالات الطوارئ واللوجستيات بالإضافة إلى متخصص في الطائرات بدون طيار لتقييم الأوضاع. وسيدعم هذان الفريقان حكومة جزر البهاما، بعد إصدار إذنها، في تقييم الأضرار الناجمة عن الإعصار وتحديد الاحتياجات بسرعة، وستستمر المهمة التقييمية لمدة ثلاثة أيام، في كل جزيرة متأثرة.

 

وحسب رصد المركز القومي للأعاصير، فإن مركز الإعصار شديد الخطورة سيواصل ضرب جزيرة غراند باهاما خلال هذا اليوم (الثلاثاء) ليتجه بعدها ناحية الساحل الشرقي لولاية فلوريدا الأميركية، ثم قريبا جدا من سواحل ولايتي جورجيا وساوث كارولينا مساء الأربعاء والخميس، ومن ساحل ولاية نورث كارولينا في وقت متأخر من يوم الخميس.

قد يعجبك ايضا