أكثر من 9 آلاف حالة إصابة بداء الكلب ووفاة 50 حالة في سبعة أشهر
تشكل الكلاب الضالة خطرا على حياة الناس سيما الأطفال ، وهو ما تم ملاحظته خلال الفترة الأخيرة بتوافد الكثير ممن تعرضوا لعضات الكلاب إلى المستشفيات، بينهم عدد ممن أصيبوا بداء الكلب.
ووفقا لتقرير صادر عن وزارة الصحة العامة والسكان فقد بلغت عدد الأشخاص الذين تعرضوا لعضات الكلاب منذ بداية السنة حتى مطلع أغسطس 2019م تسعة آلاف و498 حالة وصلت إلى المرافق الصحية قضى منها 50 حالة.
واعتبر التقرير هذا الرقم كبير مقارنة بالأعوام السابقة .. مبينا أن محافظة إب وذمار وأمانة العاصمة على رأس المحافظات الأكثر تعرضا لهذا الداء نتيجة إنتشار الكلاب في المحافظات الثلاث .
وأشار التقرير إلى أن هذه الأرقام ليست أرقام دقيقة .. وقال ” التقدير الحقيقي لهذه الحالات يتجاوز هذا الرقم بأربعة أضعاف لعدة أسباب أهمها جهل سكان المنطقة الريفية بخطورة التعرض لعضات الكلاب فضلا عن بعدهم لمرافق تقديم الخدمة.
وأرجع التقرير تزايد الإصابة بهذا الداء إلى الحالة الاقتصادية الناتجة عن الحصار الاقتصادي وإيقاف الرواتب ووعورة الطرق، ما يحول دون وصولهم إلى المرافق الصحية وطلبهم للخدمة وعدم وجود سجل بيانات دقيق عن الحالات المصابة وأماكن تواجدها .
كما أرجع التقرير أسباب تزايد الإصابة بهذا الداء إلى عدم التبليغ عنها سواء بوصول المصاب إلى المرفق الصحي أو رصدها من قبل الجهات المعنية، بالإضافة إلى المعتقدات الخاطئة لدى بعض أفراد المجتمع في بداية ظهور أعراض المرض المتمثل بالتغيرات حيث يعزوها البعض للمس والسحر فتتوفى الحالات دون أن تسجل أنها حالات داء كلب.
وحسب التقرير، يعد داء الكلب من الأمراض الوبائية القاتلة التي تنتقل من الكلب المصاب بالمرض المسعور إلى الشخص الذي يتلقى عضة من هذا الكلب، وقد يتوفى الشخص في غضون أيام إذا لم يتلق العلاج في الوقت المناسب.
وفيما يخص الوضع الدوائي لهذا المرض من “لقاح، مصل، أنتي تيتانوس، كتس فحص رؤوس الكلاب”.. أوضح التقرير أن الاحتياج التقديري للوزارة لعام 2019م يبلغ 50 ألف جرعة لقاح و12 ألف فيالة مصل و12 ألف أمبولة أنتي تيتانس و30 كتس صبغة لفحص رؤوس الكلاب.
وأشار التقرير إلى أنه لم يصل إلى مخازن الوزارة عام 2018م من قبل منظمة الصحة العالمية سوى ستة آلاف لقاح وخمسة آلاف مصل وهذه لا تمثل سوى 12 بالمائة من الاحتياج الفعلي ،حيث نفدت هذه الكمية من الوزارة.
وذكر التقرير أن هذه الأدوية لا تتوفر في السوق التجارية نتيجة ظروف نقلها الخاصة التي تحتاج لتبريد وسرعة في النقل، وهذا ما أعاقه إغلاق مطار صنعاء من قبل تحالف العدوان على اليمن منذ أكثر من أربعة أعوام مما سبب سقوط وفيات كثيرة نتيجة هذا المرض.
وبهذا الصدد تنفذ وزارة الصحة ممثلة بالمركز الوطني للتثقيف والإعلام الصحي والسكاني حملة توعوية عبر وسائل الإعلام المسموعة والمرئية وعبر مواقع التواصل الاجتماعي.
حيث يقول مدير المركز الدكتور يوسف الحاضري أن القضاء على داء الكلب يتطلب حملة واسعة بمشاركة كافة القطاعات الحكومية والمنظمات والجهود الشعبية للتخلص من الكلاب المشتبه إصابتها بداء الكلب وبصورة مستمرة.
وأكد أهمية استشعار المجتمع بالوعي عن كيفية التعامل السليم مع عضات الكلاب .. مشيراً إلى أن الإسعافات الأولية تقي المصاب من خطورة الإصابة بهذا الداء بنسبة كبيرة.
ولفت الدكتور الحاضري إلى أن داء الكلب مرض فيروس معدي يصيب الجهاز العصبي ويؤدي إلى الوفاة وينتقل للإنسان عبر عضات الكلاب والقطط .. مبينا أن أعراض داء الكلب تتمثل بصداع وحمى وتوعك والشعور بألم ووخز وحكة شديدة مكان العضة والإحساس بالخوف والخوف من الماء والضوء وصعوبة في البلع وهذيان وتشنجات وشلل جزئي أو تدريجي في الجهاز التنفسي .
وبين أن مرض داء الكلب يستمر من يومين إلى ستة أيام ثم الوفاة .. مشير إلى أن الإسعافات الأولية للمصاب بعضة كلب تتمثل بغسل الجرح بالماء الجاري والصابون لمدة خمسة عشر دقيقة ومعالجة الشخص المصاب بعضة الكلب بالإسعافات الأولية في أقرب مرفق صحي وإعطاء اللقاح الواقي في أسرع وقت ممكن عقب التعرض لعضة الكلب المشتبه إصابته بداء الكلب.
وأكد تجنب خياطة الجروح الناتجة عن العضة وإعطاء المصاب جرعة من لقاح الكزاز التيتانس .. مبينا أنه في حال تعرض أي شخص لعظة كلب يجب عدم قتل الكلب إذا كان مملوك ومراقبته على الأقل عشرة أيام وفي حال موت الكلب يجب التوجه لأقرب مركز مكافحة لإستكمال جرعات لقاح داء الكلب.
ولفت مدير المركز الوطني للتثقيف الصحي إلى أن الوقاية من التعرض لعضات الكلاب تتمثل بعدم التحرش بالكلاب أو الاحتكاك بها والتخلص من الكلاب الشاردة وعدم رمي القمامة أمام المنازل أو في الحارات تفاديا لتجمع الكلاب الضالة.
وذكر أنه في حال وجود كلاب يشتبه إصابتها بالسعار يجب إبلاغ الجهة المختصة ومنع الأطفال من اللعب مع الكلاب حرصا على سلامتهم .. داعيا الجهات المختصة العمل على التخلص من هذه الكلاب والحد من انتشارها حرصاً على سلامة الناس وحفاظا على حياتهم.