وكلاؤهم يتنازعون.. السعوديون والاماراتيون يشاهدون
كسر نائب مدير شرطة دبي السابق ضاحي خلفان تعهده بعدم التدخل والكتابة في الشأن اليمني عندما قام بمهاجمة عبد ربه منصور هادي الذي يتزعم مشروعا سياسيا وعسكريا للعودة الى السلطة في صنعاء بدعم من حكومة الرياض.
ويبدو ان الخلاف بين الامارات وحكومة هادي لم يعد من الموضوعات السرية التي تحاول ابو ظبي اخفاءه عن انظار الاعلام العالمي وبات واضحا ان ضاحي خلفان حصل على الضوء الاخضر من حكومته للقيام بمثل هذا الهجوم غير المسبوق.
وفي سلسلة تغريدات على حسابه الشخصي في تويتر، قال خلفان، إن هادي متفندقٌ اي انه يسكن الفنادق، وهو لا يصلح لحكم اليمن باعتبار أنه مرفوضٌ من قبل الجنوبيين والشماليين، داعيا الى اجراء انتخابات تنهي الحرب ، واضاف خلفان ان هادي يعلم أنه سيخسر الانتخابات في حال اجرائها، مطالبا السعودية بعدم دعم هادي.
تغريدات خلفان لاتعد المؤشر الوحيد على تدهور العلاقة بين انصار هادي والحكومة الاماراتية فهي تأتي ضمن موجة كبيرة من التصريحات والتصريحات المضادة بين قياديين يمنيين تابعين للرياض والاماراتيين.
حرب تصريحات بين الامارات وانصار هادي
وآخرها كانت التغريدة التي نشرها عضو هيئة رئاسة مجلس النواب التابع لحكومة هادي المستقيلة “عبد العزيز جباري” عبر حسابه في تويتر والتي قال فيها:
ان تغريدات اشقائنا في الإمارات غريبة عجيبة يتحدثون عن اليمن وكأنها جزء من أملاكهم البعض يحلف بانه سيقسم اليمن.
وأوضح جباري قائلاً ان شتم قياداتنا ورجالات الدولة، ماهكذا ياأخوة العقيدة والدم والمصير المشترك، استنجدنا بكم من اجل تعينونا لاأن تزيدوا جراحنا.
المراقبون اعتبروا ان الخلاف الناشب بين الرئيس المستقيل عبد ربه منصور هادي والامارات يبرز للعلن الاختلاف الكبير بين المشروعين السعودي – الاماراتي من اجل الاستيلاء على اليمن.
فمع الوجهة التي ذهبت اليها الامارات من خلال دعم الجماعات الانفصالية في اليمن هي في الواقع تكشف عن تباين مشروعها مع السعودية التي تريد اليمن كله خاضعا لارادتها.
فالامارات ربما توصلت الى نتيجة مهمة وهي عبثية الحرب التي تديرها السعودية في اليمن، وعدم قدرة قوى تحالف العدوان على تغيير الوضع في العاصمة صنعاء.
فشل المشروع السعودي في اليمن
وفشل المشروع السعودي في اليمن يجب ان يتوافق بنظر الامارات مع الاطاحة بالاجهزة المنفذة لهذا المشروع وعلى رأسها جماعة هادي التي ستجد نفسها واقفة في ساحة من الفراغ السياسي والامني بسبب عجزها عن تحقيق النصر في اية بقعة من بقاع اليمن.
المحللون يؤكدون وقوع التصادم الحتمي بين المشروعين الاماراتي والسعودي، وكما هو حاصل في الواقع فأن المشروع الاماراتي لايجد مكانا له الا من خلال حذف المشروع السعودي والسيطرة على كافة المدن والمواقع والمعسكرات التي تسيطر عليها جماعة هادي في الجنوب اليمني.
بينما يرى محللون آخرون ان وجود مشروعين اماراتي وسعودي للازمة في اليمن انما هو كلام جرائد، لان التحالف السعودي الاماراتي يفوق قضية اليمن، وان المشتركات السعودية – الاماراتية كبيرة للغاية وان الطرفين لن ينفصلا ابدا وان القضية هي مجرد تبادل ادوار.
تبادل ادوار بين السعودية والامارات
ولكي تبدو فيها الامارات داعمة لانفصال الجنوب بينما تكون السعودية داعمة لوحدته حتى تشتعل ساحة الصراع ويحقق هذا الامر مخرجا للسعودية لسحب قواتها من اليمن وتفرض في نفس الوقت على هذا البلد الانقسام والتشدد لكي لاينهض من جديد في مواجهة السعودية.
ويستدل هؤلاء على هذا التحليل بالتاكيد ان السعودية تستطيع ان تضغط على الامارات لرفع يدها عن عدن وعن الجماعات الانفصالية التي ستموت بمجرد ان ترفع الامارات عنها الدعم المالي والسلاحي فلماذا لاتفعل؟.
وكيف تستطيع السعودية ان تدعو الى قيادة عبد ربه منصور هادي لليمن بينما تحاول الامارات الاطاحة به وسحب كل المعسكرات التي كانت تحت سلطته وكذلك البلدات والمدن واهمها مدينة عدن.
لقد اطاحت الامارات عبر عملائها بمدينة عدن التي اتخذها هادي معقلا لانصاره، فهل ستتممكن السعودية من استعادتها وتنصيب هادي رئيسا عليها؟
المراقبون يستبعدون التدخل السعودي لاستعادة عدن، وان المدن والمناطق الجنوبية تتجه الى المزيد من الاشتعال والانقسام.