اشتراك المواد الصوتية دورية لحفظ السلام في جنوب السودان تتفقد أحوال السكان وتستمع إلى شواغل السكان بمن فيهم النساء
تتوقف دورية لحفظ السلام يقودها قائد قوة بعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان (أونميس) للتكلم مع المجتمعات المحلية على طول الطريق وسماع قصص مباشرة عن التهديدات التي تواجهها وتفهم بشكل أفضل ما يمكن أن تفعله البعثة للمساعدة في وقف العنف.
وقافلة حفظة السلام التي انطلقت من مجمع الأمم المتحدة في الصباح الباكر، توجهت جنوبا من جوبا نحو مدينة يي المضطربة. ولكن الرحلة الممتدة على مسافة 155 كيلومترًا لا تزال تشكل تحديا خلال موسم الأمطار نظرًا لتأثير هطول الأمطار الغزيرة على الطرق المليئة بالطين.
قام المهندسون العاملون في البعثة بتجديد الطريق الرئيسية التي تسلكها الامدادات، بشكل كبير، لضمان قدرة الأشخاص والبضائع على الانتقال بأمان بين الأراضي الزراعية في منطقة وسط الاستوائية والمجتمعات المحتاجة.
ارتفاع وتيرة الكمائن والقتل يثير القلق
ومما يثير القلق بشكل أكبر، الارتفاع الأخير في وتيرة الكمائن وقتل الركاب المدنيين على أيدي الجماعات المسلحة. آثار وبقايا الهجمات تتناثر على جانب الطريق، بما في ذلك السيارات التي نُهبت وأحرقت. في بعض الحالات، لا يبقى إلا القليل من الأدلة على الجرائم المرتكبة التي يصفها الحاكم المحلي، إيمانويل أنتوني عادل: بأنها “بربرية” داعيا إلى إنهاء العنف:
“دعهم يستجيبوا لنداء السلام، لا سيما حماية السكان المدنيين. لا يمكنك استهداف السكان المدنيين الأكثر ضعفا، بما في ذلك شخص -رجل أو امرأة- يمضي/تمضي بحياته/ها ليكسب/تكسب لقمة العيش، ويذهب/تذهب إلى السوق، لا يمكنك أن تستهدف هؤلاء المدنيين. أعتقد أن هذا هو أقل ما يمكن أن تفعله أي منظمة. إنه بالنسبة لنا عمل جبان، لأن الحركة التي يكون لها هدف، لن تستهدف عادة المدنيين. ومع ذلك، فقد اتفقنا في الاجتماع مع بعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان على أننا سنعمل جميعا مرة أخرى لاستعادة الأمل حتى يشعر المدنيون بالأمان ويمكنهم ممارسة أعمالهم على طول الطرق والمدن والقرى الرئيسية في الولاية.”
ويثني الفريق شايليش تنيكار، قائد قوة بعثة أونميس أن هذه أرض مباركة، موضحا أنها “أرض وفيرة بوجود قدر هائل من إمكانات النمو والتطور، ولكن للأسف بسبب الصراع، لا يزال الناس تعساء. الشيء الإيجابي هو أنهم سيعودون. نرى حركة تدريجية تعود إلى القرى، لكن منازل كثيرة في عدد كبير من القرى لا تزال فارغة وغير مأهولة. على مدى فترة من الزمن، نأمل في أن نتمكن من بناء بيئة أمنية تشجع الناس على العودة إلى هذه الأرض الجميلة لمواصلة عملهم المعتاد وبناء حياتهم مرة أخرى.”
النساء تطالب بالسلام وبتوفير مدارس لأطفالهن
ويقدر المفوض المحلي أن 7000 لاجئ قد عادوا مؤخرا من جمهورية الكونغو الديمقراطية المجاورة وأوغندا. عاد الكثيرون إلى ديارهم ليجدوا أن مزارعهم وأكواخهم قد نُهبت أو دمرت مما أجبرهم على العيش مع أقاربهم أو الاعتماد على المساعدات الإنسانية للبقاء على قيد الحياة، كما ذكر ستيفن ستيوارد، مفوض مقاطعة لينيا:
“نحن دائمًا نستقبل الأشخاص ونحث الشركاء الحكوميين والمنظمات الدولية والمنظمات المحلية على المجيء وتقييم الوضع وتقديم الدعم لأن هذا وقت حرج للغاية. نحن بحاجة إلى أن يشعر الناس بالسلام الذي تم توقيعه.”
وبينما شهدت البلاد انخفاضا كبيرا في العنف السياسي في جميع أنحاء جنوب السودان منذ توقيع اتفاق السلام في أيلول/سبتمبر الماضي، استمرت الاشتباكات المتقطعة في المناطق المحيطة بيي، مما تسبب في معاناة هائلة للسكان المحليين.
جويس كيدن، ممثلة جمعية نساء لينيا:
“نحن بحاجة إلى أن يسود هذا السلام، خاصة وأننا نحن النساء من يعاني، ومن يحمل الأطفال ويطبخ لهم. لا يوجد مدارس للأطفال. نحن نجلس فقط بلا تركيز – كل ذلك بسبب الحرب”.
عمليات مصالحة بدعم من البعثة الأممية
حدثت سلسلة من عمليات التقارب بين العلاقات المجتمعية في جميع أنحاء المنطقة لتشجيع المصالحة وبناء السلام، العديد منها كان بدعم من بعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان.
ماذا تخبئ الأيام المقبلة؟ يقول الفريق شايليش تنيكار، قائد قوة بعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان:
“نحن على ثقة أنه في الأيام المقبلة، سيحلّ السلام، وسيحدث تقدم. إنه مطلب الناس وتدعم بعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان هذا الطلب تمامًا وسنفعل كل ما هو ممكن لضمان توفير بيئة آمنة ومأمونة للناس للعودة وتحقيق السلام.”