ليندا حوشية وتجربة العمل الإنساني في دعم الأطفال والأسر نفسيا في قرية بالقدس الشرقية

الفلسطينية ليندا أحمد حوشيه بدأت العمل في مجال العون الإنساني كأخصائية نفسية في مركز لعلاج وتأهيل ضحايا التعذيب في القدس الشرقية. ورغم أنها أكملت حتى الآن سنة واحدة فقط من العمل لكنّ تجربة ليندا قادتها إلى التعامل مع حالات تتغلق بأكثر من 60 طفلا ممن احتاجوا لعونها واهتمامها التخصصي.

 

التقيناها في حوار خاص لأخبار الأمم المتحدة، بمناسبة اليوم العالمي للعمل الإنساني الذي خصصته المنظمة الأممية هذا العام لدور “المرأة في العمل الإنساني”. ويأتي هذا التخصيص اعترافا بأهمية زيادة الوعي وحشد الدعم لمن أطلق عليهن الأمين العام لقب البطلات المجهولات في الخطوط الأمامية في بعض المواقع الأكثر صعوبة في العالم.

 

وتقول الأستاذة ليندا إن اهتمامها بالعمل الإنساني كان طبيعيا لكونها “إنسانة فلسطينية من سكان القدس الشرقية”، وتواجه هي نفسها ممارسات قائمة على العنف بشكل يومي. وهو ما دفعها في مرحلة من مراحل حياتها لأن تتخصص أكثر في خدمات الصحة النفسية. تقول ليندا:

الوضع الذي عايشته بنفسي كإنسانة فلسطينية، تعرضت منازلنا للهدم من قبل قوات الاحتلال. فكنا بحاجة إلى دعم نفسي وفي حاجة إلى التدخل، إلى أن يساعدنا أي شخص ربما لتخطي هذه الصدمة. وحقيقة وجدت من يقف معي في هذه المحنة، فأردت أن أرد الجميل، أو أن أساعد الناس بالأشياء التي تعرفت عليها.”

 

“نقطة تحول حقيقي قادتني للتخصص والعمل الإنساني”

تشير ليندا إلى الدعم الذي تلقته في ظل الأزمة التي تعرضت لها أسرتها المقربة من مؤسسات مدنية في فلسطين تعنى بمثل هذه التدخلات، وتتدخل لوقف الأزمات التي يتعرض لها السكان جراء ما يواجهونه:

“عندما تعرضت منازلنا للهدم من قبل قوات الاحتلال، وقد كانت 11 منزلا في عائلتنا المقربة، وجدنا هناك مساعدة كبيرة من قبل المؤسسات الحقوقية ومؤسسات الضمير.”

 

وتضيف ليندا أن هذا الاهتمام ساعدها وعائلتها على تخطي تلك المرحلة، ومثلت هذه النقطة تحولا حقيقيا في حياتها، ودفعت بها إلى مجال العمل الإنساني.

 

الثقافة المجتمعية عن تخصصنا النفسي هي من التحديات

وتقول ليندا أحمد حوشيه إنها لم تواجه صعوبات في تقبل المجتمع لها كامرأة متخصصة في الصحة النفسية، وحين تزور الأطفال والعائلات التي معها في أوقات النهار تكون الأم هي الموجودة في البيت وليس الرجل، وتجد أنهم “يرحبون أكثر بوجود امرأة” متخصصة.  غير أن الإشكال الأكبر الذي واجهته، كما أشارت، هو “النظرة والثقافة المجتمعية التي تجهل معنى الأخصائي النفسي” ووصمة المجتمع في التعامل معها أو معه، “فعندما يتحدث الواحد عن حاجته لأخصائي أو طبيب نفسي تجد أن الناس تجفل قليلا”، حسب تعبيرها.

 

لكن بعد التدخلات التي قام بها مركز العلاج الصحي لضحايا التعذيب اختلف الوضع في عمل ليندا ورأت تقبلا من الناس، بل “وأصبح هناك طلب على خدمات العلاج النفسي بشكل متكرر ومستمر”.

 

لربما كان أكثر ما يدعم ويرسخ من إقدام العاملات الإنسانيات مثل المتخصصة النفسية ليندا حوشيه، هو ما يتلقونه من تقدير من الذين نذرت عملها لخدمتهم.

 

من قصة ليندا التي شاركتها مكتب الشؤون الإنسانية على موقع خاص نذرته لتجربة الناشطات في العمل الإنساني، يقول أحد الأطفال الذين عملت معهم الأخصائية النفسية: “بالنسبة لي، كانت ليندا مثل ملاك أرسل من السماء. لقد ساعدتني في التغلب على مخاوفي وأفكاري المظلمة”.

قد يعجبك ايضا