السعودية والإمارات.. مصالح متباينة وراء قناع التحالف
أثار استيلاء قوات “الحزام الأمني” المدعومة من الإمارات في 10 أغسطس على القصر الرئاسي ومؤسسات حكومية ومواقع عسكرية بعدن جنوبي اليمن، خلافات واضحة بين الرياض وابوظبي وخلق أجواء من التوتر الأمني واشتباكات دامية بين القوات الحليفة للإمارات والقوات الحليفة للسعودية راح ضحيتها العشرات.
ويؤكد مراقبون للشأن اليمني ان ما يحصل في عدن، يعتبر مؤشرا واضحا على الانقسام بين السعودية والإمارات، وان توترات عدن هي في الحقيقة حرب إماراتية سعودية تجري بغطاء يمني.
ويبدو أن ما كان خفياً من خلاف سعودي إماراتي في اليمن بدأ يطفو على السطح مع حالة التصعيد العسكري الذي رفضته حكومة الهارب عبد ربه هادي ورأت أنه يقوض جهود التهدئة، مطالبة بإيقاف الدعم الإماراتي لقوات المجلس الانتقالي الذي يرى البعض أن تحركاته الأخيرة تأتي في سياق مشروع تحالف العدوان الهادف الى تقسيم وتجزئة اليمن.
وفي هذا السياق لفت المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث في كلمة له خلال جلسة خاصة لمجلس الأمن حول الوضع في اليمن إلى ان “ما شهدناه في عدن أدى إلى اثارة عدد من التساؤلات حول مصير اليمن”، معتبرا أن “تقسيم اليمن تحول إلى تهديد حقيقي وهذا ما يتطلب منا مضاعفة جهودنا فلا وقت نضيعه”.
ولا تبدو السياسات السعودية والإماراتية متفقة في استراتيجياتها بعيدة المدى لمستقبل اليمن كما أن ثمة مصالح متباينة وراء مشاركة السعودية والإمارات في العدوان على الیمن مع محاولتهما الظهور كقوتين متحالفتين رغم أن السعودية تدعم في الظاهر حكومة هادي التي هي على النقيض من المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتيا في الموقف من وحدة اليمن.
في خطابها الرسمي المعلن، تحاول الإمارات أن تنأى بنفسها بعيدا عن المجلس الانتقالي الجنوبي متبنية خطاب التهدئة وضرورة الحوار بين الأطراف المتنازعة لكنها تحاول الابتعاد تدريجيا عن السياسات السعودية فيما يتعلق بالحرب في اليمن، والانسحاب من اليمن أحد المؤشرات على ذلك فضلا عن دعمها للمجلس الانتقالي.
حتى الآن ليس هناك أي مؤشرات على إمكانية إجراء مباحثات مفيدة بين حكومة هادي والمجلس الانتقالي الجنوبي تستضيفها جدة تلبية لدعوة مشتركة من أبو ظبي والرياض في 11 أغسطس/آب تضمنت أيضا وقفا فوريا لإطلاق النار، مع رفض القوات المدعومة امارتياً الانسحاب من المواقع التي سيطرت عليها.
كما لا توجد معطيات يمكن الاستناد إليها بعدم تجدد الاشتباكات أو أن كلا من المجلس الانتقالي الجنوبي والحكومة المستقيلة سينجحان في حل خلافاتهما سلميا في المدى المنظور