في اليوم العالمي للعمل الإنساني.. من العراق إلى اليمن وغزة، دعوات بإنهاء النزاعات واحترام العاملين في المجال الإنساني
اليوم، وفي الذكرى السنوية العاشرة لليوم العالمي للعمل الإنساني، تكرِّم الأمم المتحدة مساهمة ما يقرب من ربع مليون موظفة إغاثة ممن يُقدّمن المساعدة الإنسانية إلى المحتاجين. هذا العام، أطلقت الأمم المتحدة وشركاؤها حملة #WomenHumanitarians العالمية لتكريم النساء اللواتي يعملن في مجال إنقاذ الأرواح وتخفيف المعاناة الإنسانية.
يكتسي اليوم العالمي للعمل الإنساني في العراق أهمية خاصة، حيث تم تحديده في ذكرى الهجوم الذي وقع في 19 آب/ أغسطس 2003 على فندق القناة في بغداد، في العراق والذي أسفر عن مقتل 22 شخصا، بمن فيهم الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في العراق.
قد رأيت بنفسي التضحيات التي يتعين على المنظمات الإنسانية والمجتمعات تقديمها من أجل مساعدة المتضررين من الأزمات في بعض أكثر الأماكن خطورة في العالم — مارتا رويدس، منسقة الشؤون الإنسانية في العراق
وأشار بيان صادر عن منسقة الشؤون الإنسانية في العراق، إلى مقتل أو إصابة أو احتجاز أو اختطاف أو حتى منع أكثر من 4،500 شخص من العاملين في المجال الإنساني بأي طريقة أخرى من القيام بعملهم، على مدار الأعوام الستة عشر الماضية. أكثر من 90 في المائة من جميع الهجمات في مختلف أنحاء العالم كانت على موظفين محليين. وفي عام 2009، حدّدت الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم 19 آب/ أغسطس يوماً عالمياً للعمل الإنساني.
وفي البيان قالت السيدة مارتا رويدس، منسقة الشؤون الإنسانية في العراق: “بصفتي عضوًا في القيادة النسائية العُليا للأمم المتحدة حيث عملت في عدد من سياقات الطوارئ، فإن إحياء ذكرى اليوم يُعدُ أمراً مهماً بالنسبة لي شخصيا. لقد رأيت بنفسي التضحيات التي يتعين على المنظمات الإنسانية والمجتمعات تقديمها من أجل مساعدة المتضررين من الأزمات في بعض أكثر الأماكن خطورة في العالم”.
تُشكِّل العاملات في المجال الإنساني أكثر من 40 في المائة من إجمالي موظفي الإغاثة في جميع أنحاء العالم. بشكل غير رسمي، فإن الأرقام أعلى من ذلك بكثير، لأن النساء غالبًا ما يكنَّ البطلات المجهولات في الخطوط الأمامية لأصعب وأخطر الأماكن في العالم. وبوصفهن عضوات من المجتمعات المحلية المتضررة، فإنهنَّ ينشطنَ في كل جانب من جوانب الاستجابة الإنسانية، من إدارة الكوارث إلى إيصال إمدادات الطوارئ؛ ومن توزيع المواد الغذائية إلى توفير الرعاية الطبية.
ليز غراندي: لا لحل لمأساة اليمنيين سوى إنهاء النزاع
بمناسبة اليوم العالمي للعمل الإنساني، جدد العاملون في المجال الإنساني في جميع أنحاء اليمن دعوتهم إلى جميع أطراف النزاع لإنهاء النزاع في اليمن، مؤكدين أن “الحل الوحيد لهذه المأساة الرهيبة التي لا معنى لها هو إنهاء النزاع”.
نيابة عن جميع العاملين الإنسانيين، قالت منسقة الشؤون الإنسانية في اليمن ليز غراندي إن “هذا هو السبب في أننا نستغل اليوم العالمي للعمل الإنساني لنطلب من الجميع إلقاء أسلحتهم، والعمل من أجل السلام، ومنح العاملين في المجال الإنساني وصولا فوريا وآمنا ودون عوائق إلى الأشخاص الذين يحتاجون إلى مساعدتنا”.
على الرغم من أننا نعمل في واحدة من أصعب البيئات في العالم، يصل العاملون في المجال الإنساني إلى ملايين الأشخاص الذين لن يعيشوا بدوننا. إذ يتلقى كل شهر حوالي 12.5 مليون شخص مساعدات منقذة للحياة — ليز غراندي، منسقة الشؤون الإنسانية في اليمن
وبينما يشيد العالم بجهود العاملين في المجال الإنساني، في 19 آب / أغسطس من كل عام، قالت غراندي:
“في جميع أنحاء اليمن، يبذل العاملون في المجال الإنساني في جميع أنحاء اليمن كل ما في وسعهم لمساعدة الناس على النجاة من حرب دامت طويلا وأودت بحياة الكثير من الناس ودمرت الكثير من المنازل والمدارس والمستشفيات والمزارع والشركات في جميع أنحاء البلاد”.
وتابعت مؤكدة، “على الرغم من أننا نعمل في واحدة من أصعب البيئات في العالم، يصل العاملون في المجال الإنساني إلى ملايين الأشخاص الذين لن يعيشوا بدوننا. إذ يتلقى كل شهر حوالي 12.5 مليون شخص مساعدات منقذة للحياة”.
ووفق بيانات مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، فإن الأزمة الإنسانية في اليمن هي الأكبر في العالم، مع ما يقرب من 80% من سكان البلاد، أو أكثر من 24 مليون شخص، بحاجة إلى شكل من أشكال المساعدة الإنسانية والحماية.
وتتطلب خطة الاستجابة الإنسانية لليمن لهذا العام 4.2 مليار دولار لمساعدة أكثر من 20 مليون يمني، بمن فيهم 10 ملايين شخص يعتمدون كليا على المساعدات الإنسانية لتلبية احتياجاتهم الأساسية كل شهر. ولكن حتى الآن، تلقت الخطة 34% فقط من التمويل المنشود. ولذا ناشدت الوكالات الإنسانية الجهات المانحة الوفاء بوعدها تمويل العملية، لتوفير الدعم والمساعدة للمحتاجين في أسرع وقت ممكن.
ماكغولدريك يكرّم عمل النساء العاملات في المجال الإنساني في الأرض الفلسطينية المحتلة
ويعد اليوم العالمي للعمل الإنساني حدثا سنويا لإحياء ذكرى العاملين في المجال الإنساني الذين قتلوا وجرحوا أثناء عملهم، وتكريما لأولئك الذين يعملون بلا كلل لإنقاذ الأرواح. كل يوم، يقف أكثر من نصف مليون من العاملين في المجال الإنساني في جميع أنحاء العالم على الخطوط الأمامية في النزاعات والكوارث، ويواجهون المخاطر والصعوبات من أجل تقديم المساعدة للأشخاص الأكثر هشاشة في الأزمات.
تقود النساء في جميع أنحاء فلسطين العمل الإنساني الحيوي. لكنهن ما زلن يعانين من نقص التمثيل ويواجهن عقبات مستمرة في القيام بعملهن بسبب نوعهن الاجتماعي — جيمي ماكغولدريك، منسق الشؤون الإنسانية في الأرض الفليسطينية المحتلة
وبحسب بيان صادر عن مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية في الأرض الفلسطينية المحتلة، اجتمع الشركاء العاملون في مجال الإغاثة اليوم الاثنين في مدينة غزة مع الجهات المانحة والزملاء الدبلوماسيين لتكريم النساء العاملات في المجال الإنساني.
ونقلا عن البيان، قال السيد جيمي ماكغولدريك، منسق الشؤون الإنسانية، الذي ترأس الاحتفال بهذا الحدث: “تقود النساء في جميع أنحاء فلسطين العمل الإنساني الحيوي. لكنهن ما زلن يعانين من نقص التمثيل ويواجهن عقبات مستمرة في القيام بعملهن بسبب نوعهن الاجتماعي. لذلك اليوم نحن لا نفتخر فقط بمساهمتهن، بل نلتزم ببذل المزيد لدعم عملهن”.
ويشير البيان إلى أن أبحاث تظهر أن إشراك النساء في العمل الإنساني يزيد من وصول ونوعية عمليات الإغاثة ويضمن أن تكون الاستجابة أكثر شمولية. في هذا المجال وعلى وجه الخصوص، يمكن للنساء العاملات في العمل الإنساني في كثير من الأحيان الوصول إلى الأشخاص والأماكن التي لا يستطيع الرجال الوصول إليها وتوفير المعلومات الحيوية والدعم والخدمات للنساء والفتيات اللواتي لا يمكن لهن الحصول عليها.
اليوم في غزة، زار المشاركون أكشاك المنظمات الإنسانية النسائية الأساسية المشاركة في هذا اليوم للتعرف على عملها، واشتروا المنتجات التي تنتجها هذه المنظمات، بما فيها الأغذية ومنتجات الحرف اليدوية. وقد تضمن حفل الاستقبال معرض صور يظهر النساء العاملات في المجال الإنساني في جميع أنحاء الأرض الفلسطينية المحتلة، حسب ما ورد في البيان.