بعد مناقشات مغلقة في مجلس الأمن حول جامو وكشمير، الصين تحث الهند وباكستان على خفض التوترات
عقد مجلس الأمن الدولي جلسة مشاورات غير رسمية حول الوضع في كشمير وجامو، يوم الجمعة، لأول مرة منذ عام 1965. وخلال الجلسة استمع المجلس بعناية شديدة إلى الإحاطات والتقارير المقدمة من الأمانة العامة، بما في ذلك إحاطة من فريق المراقبين العسكريين في الميدان.
وعلى الرغم من أن الاجتماع عُقد خلف أبواب مغلقة بالمقر الدائم بنيويورك، تحدث المندوب الصيني الدائم لدى الأمم المتحدة، تشانغ جون، للصحفيين بعد الاجتماع، داعيا كلا من الهند وباكستان إلى “الامتناع عن اتخاذ أي إجراء من جانب واحد قد يزيد من تفاقم” ما هو بالفعل وضع “متوتر وخطير للغاية”.
كان للجزء الذي تديره الهند من المنطقة ذات الأغلبية المسلمة، والمعروف باسم جامو وكشمير، مكانة خاصة ضمن الدستور قبل أن تلغيها الحكومة الهندية في 5 آب/أغسطس الماضي، واضعة المنطقة تحت سيطرة مركزية أكثر تشددًا.
الأمر الذي وصفته باكستان بأنه انتهاك للقانون الدولي.
وحافظت الأمم المتحدة لفترة طويلة على وجود مؤسسي في المنطقة المتنازع عليها، والتي يطالب بها كلا البلدين بكاملها، مع مناطق خاضعة لإدارة منفصلة، مقسومة على ما يسمى خط السيطرة.
ويراقب فريق المراقبين العسكريين التابع للأمم المتحدة في الهند وباكستان (UNMOGIP) أي انتهاكات لوقف إطلاق النار ويبلغ عنها.
وكان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيرش قد أصدر بيانا قبل بضعة أيام موجها نداء إلى الأطراف المعنية دعاها فيه إلى “ممارسة أقصى درجات ضبط النفس“.
وقال البيان “إن موقف الأمم المتحدة من هذه المنطقة يحكمه الميثاق وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة”. وذكر الأمين العام أيضا باتفاق عام 1972 بشأن العلاقات الثنائية بين الهند وباكستان والمعروف أيضًا باسم اتفاق سيملا، والذي ينص على أن الوضع النهائي لجامو وكشمير سيتم تسويه بالوسائل السلمية”، وفقا لميثاق الأمم المتحدة.
وقال المندوب الصيني إن أعضاء المجلس “عبروا عن قلقهم البالغ” بشأن الوضع الحالي في جامو وكشمير، مضيفا أن حل قضية كشمير يجب أن يتم بشكل صحيح من خلال الوسائل السلمية، وفقًا لميثاق الأمم المتحدة وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة والاتفاقات الثنائية. “
السفيرة الباكستانية: هذه الجلسة سمحت بإسماع صوت كشمير المحتلة
وكانت باكستان قد طالبت مجلس الأمن بعقد جلسة حول هذه القضية في رسالة خطية أودعتها يوم 13 آب/أغسطس. وفيما بعد دعت الصين، أحد الأعضاء دائمي العضوية، إلى عقد هذه الجلسة أيضا.
وفي حديثها للصحفيين خارج القاعة، قالت المندوبة الباكستانية الدائمة لدى الأمم المتحدة، مليحة لودي، إن الاجتماع سمح “بإسماع صوت شعب كشمير المحتلة” في أعلى منتدى دبلوماسي في العالم”، مضيفة أن حقيقة عقد الاجتماع، هي شهادة على أن هذا نزاع دولي”.
وقالت إنه “فيما يتعلق ببلدي، فنحن على استعداد للتسوية السلمية لولاية جامو وكشمير. أعتقد أن اجتماع اليوم يبطل مزاعم الهند بأن جامو وكشمير مسألة داخلية للهند. اليوم العالم كله يناقش قضية الولاية المحتلة والوضع هناك”.
السفير الهندي: جميع القضايا بين الهند وباكستان سيتم حلها بشكل ثنائي وسلمي
وبعد دقائق، توجه المندوب الدائم للهند لدى الأمم المتحدة، سيد أكبر الدين، إلى المنصة مخاطبا الصحفيين وقال إن “موقفنا الوطني كان ولا يزال، أن الأمور المتعلقة بالمادة 370 من الدستور الهندي، هي مسألة داخلية هندية بالكامل، مضيفا أن القرارات التي اتخذتها مؤخرًا حكومة الهند وهيئاتنا التشريعية تهدف إلى ضمان تعزيز الحكم الرشيد، وتعزيز التنمية الاجتماعية والاقتصادية لشعبنا في جامو وكشمير ولاداخ”.
وقال إن السكرتير الأول لجامو وكشمير قد أعلن عن تدابير من شأنها أن تعيد المنطقة نحو حالة “طبيعية”، مشددا على أن الهند “لا تزال ملتزمة بضمان أن يظل الوضع هناك هادئا وسلميًا. نحن ملتزمون بجميع الاتفاقيات التي وقعنا عليها بشأن هذه المسألة”.