فتق السعودية أكبر من أن يُرتق
أعلنت شركة فيسبوك انها اغلقت 350 حسابا مزيفا مرتبطا بالسعودية والإمارات ومصر، كانت تعمل للترويج لسياسات هذه الدول ، ومهاجمة من وصفتهم بخصومها.
وكشفت فيسبوك إن السعودية انفقت أكثر من 100 ألف دولار، على هذه الحسابات التي عملت بعضها بشكل أساسي كصفحات للحكومة والجيش السعوديين.
اعلان فيسبوك، فضح جيش “الذباب الالكتروني” السعودي بقيادة الوزير في الديوان الملكي السعودي سعود القحطاني، المعروف بـ”وزير الذباب”، الذي يدير مجموعات من الهكر والمبرمجين، مهمتهم صناعة راي عام يؤيد سياسات ولي العهد السعودي محمد بن سلمان.
من المبكر القول ان قرار فيسبوك يمكن ان ينقذ الراي العام العربي والاسلامي وحتى العالمي، من الطنين المزعج للذباب الالكتروني السعودي الذي يصم الآذان في الفضاء الافتراضي، لما تمتلكه السعودية من عناصر قوة، لطالما شكلت غطاء للسياسة الكارثية السعودية، ومن بينها المال وتماهيها الكامل مع سياسات الكيان الاسرائيلي.
من السذاجة التقليل من تاثير ما قام به وزير الذباب السعودي وجنوده، خلال الاعوام القليلة الماضية، فقد نحج في بث سمومه في الراي العام العربي والعالمي، الا ان المهمة اوكلت لهذا الوزير وجيشه هي مهمة في غاية الصعوبة، فكان المطلوب منه ان يرتق فتقا اكبر من كل ما في خزينة ولي امره محمد بن سلمان من اموال، كما ان الفتق الموجود في جسد النظام السعودي، هو تشوه خلقي بالدرجة الاولى.
لقد طلبت القيادة السعودية من الذباب الالكتروني السعودي وقائده سعود القحطاني، ان يقنعوا الراي العام العربي ، بان الاسود ابيض والابيض اسود، أي محاربة كل البديهيات والمعقولات، وهي مهمة مستحيلة بلا شك، الا ان زعيم الذباب تقبلها بكل رحابة صدر، لحبه الشديد لولي امره وتفانيه في خدمته.
يمكننا ان نشير وبعجالة الى بعض جوانب هذه المهمة المستحيلة لقائد الذباب السعودي:
-تلميع صورة نظام ال سعود، الذي يعيش خارج التاريخ، لا دستور ، لا برلمان، لا انتخابات، لا تداول للسلطة، لا حرية راي، لا حقوق انسان، لا حقوق مرأة، لا احزاب.
-بيع القضية الفلسطينية ومحوها من عقل ووجدان الانسان العربي والمسلم؟
-شيطنة كل فصائل المقاومة في المنطقة، ومعاداتها، بدءا بحزب الله ومرورا بالجهاد الاسلامي وانتهاء بحماس.
-معاداة محور المقاومة، وعلى راسها ايران، وتبرير سياسات السعودية المنخرطة بشكل كامل مع السياسة الامريكية الاسرائيلية المعادية لهذا المحور.
-الدفاع عن “اسرائيل” ورفع لواء التطبيع معها ، وتقديمها ليس ككيان طبيعي يعيش في منطقتنا يمكن العيش معه، بل على انها حليف ضد ايران وحزب الله وحماس والجهاد الاسلامي وكل محور المقاومة.
-الدفاع عن العدوان والحرب الكارثية التي يشنها ولي امره عل الشعب اليمني المظلوم منذ اكثر من خمس سنوات، والتي اسفرت عن اسوأ كارثة انسانية يشهدها تاريخ العالم المعاصر.
-تبرير حلب ترامب للسعودية، واذلاله لملوك وامراء ال سعود.
-الدفاع عن سياسات السعودية المناهضة لتطلعات الشعوب العربية بالتحرر والاستقلال، ودعمها للانظمة الدكتاتورية والمستبدة.
-الدفاع عن التدخل السعودي في سوريا وليبيا والسودان واليمن وباقي دول المنطقة، لمصلحة المشروع الامريكي الصهيوني.
-الدفاع عن سياسة بث الفرقة الطائفية والفتن المذهبية التي يتفنن بها النظام السعودي في المنطقة والعالم.
– الدفاع عن اساليب القرون الوسطى التي يستخدمها النظام السعودي ضد المعارضين والمعارضات داخل السعودية وخارجها، كالاعدامات الجماعية على خلفيات مذهبية، والتصفيات الجسدية الفظيعة كما حدث مع الصحفي السعودي جمال خاشقجي.
– الدفاع عن دعم كل الاحزاب اليمينية والعنصرية المتطرفة والمعادية للاسلام والمسلمين في الغرب وفي امريكا.
-الدفاع عن صناعة السعودية للقاعدة وجميع التنظيمات الوهابية التكفيرية التي شوهت صورة الاسلام والمسلمين في العالم.
هذه كانت بعض جوانب المهمة التي انيطت لوزير الذباب الالكتروني السعودي سعود القحطاني، وهي بالتاكيد مهمة مستحيلة، ولن تحقق اهدفها ابدا، حتى لو اشترت السعودية الفضاء الافتراضي باكمله ، لانها تتناقض مع المسلمات والبديهيات التي يتفق عليها جميع البشر.
ماجد حاتمي / العالم