سوق قطابر .. ساحة إعدام جماعي أخرى (صور)
في الأصل هي سوق شعبية، يرتادها المدنيون من القرى في ايام معلومة اسبوعيا للبيع والشراء. لكن التحالف بقيادة السعودية والإمارات، وكعادته منذ أربع سنوات وأربعة اشهر على بدء حربه المتواصلة، أحالها إلى ساحة إعدامات جماعية، جديدة.
كالعادة أيضاً، تتواصل الادانات المباشرة وعلى استحياء، لجريمة التحالف بقيادة السعودية والإمارات، الجديدة في اليمن، بوصفها “جريمة حرب كاملة الأركان” وفق القانون الدولي الإنساني والقانون الدولي الجنائي والتشريعات الدولية لقواعد الحرب.
إدانات تظل مجردة من الأفعال، فاستهداف الطيران الحربي للتحالف سوقا شعبية، ليس الأول من نوعه طوال الأربع سنوات وأربعة أشهر من عمر حربه المتواصلة على اليمن، وسبقها استهدافه عشرات الأسواق الشعبية في اليمن وآلاف الضحايا.
محصلة ضحايا جريمة قصف طيران التحالف “سوق آل ثابت” في مديرية قطابر بمحافظة صعدة، تخطت سقف الأربعين قتيلا وجريحا مدنيا نصفهم أطفال، وفق ما أعلنه، مساء الاثنين، مدير هيئة المستشفى الجمهوري في محافظة صعدة.
المتأمل لقوائم أسماء وأعمار الضحايا، القتلى والجرحى، يكاد يرى هول المصيبة التي خلفتها المجزرة الجريمة الجديدة للتحالف، ويسمع أصوات عويل الأمهات الثكالى والأطفال اليتامى والنساء الأرامل، فقد حصدت المجزرة، ذكور أسر بأكملها.
بعض الأسر فقدت ما بين 5 إلى أربعة من أفرادها، هم غالبا أب وابناؤه وأبناء عمومتهم، وأقل الأسر فقدت اثنين بجانب جرحى أخرين، فقط لأنهم خرجوا لبيع محاصيلهم أو للتسوق، حين قرر التحالف، تنفيذ اعدامات جماعية جديدة لليمنيين.
يُظهر التحالف بتكرار استهدافه الأسواق الشعبية، كما هي حال استهدافه تجمعات حفلات الزفاف ومجالس العزاء ومخيمات النازحين وغيرها من المرافق المدنية؛ إصرارا على أن يحيل هذه الأسواق والتجمعات إلى ساحات إعدام وإبادة جماعية.
لم تعد تشفع كما لا تبرر، أي عذر أو ذريعة أو تذرع بأي “أخطاء” أو “معلومات مغلوطة” أو “أحداثيات غير دقيقة”، فهذه السوق كغيرها، معلم معروف للجميع منذ عقود، ومُسقطة على خرائط جوجل إرث للجمهورية اليمنية، ولا شيء يدعو لاستهدافه عدا رغبة القتل.
أكثر من 80 ألف قتيل مدني جلهم أطفال ونساء، ومئات الآلاف من الجرحى ونحو 3 ملايين نازح شردهم طيران التحالف بقصفه منازلهم وقراهم ومدنهم، ونحو 20 مليون يمني أفقرهم التحالف وقادهم إلى المجاعة، وفق تقارير منظمات الأمم المتحدة.
والأنكى، من هذا، أن التحالف بقيادة السعودية والإمارات، ومن يوالونهم، لا زالوا يصرون على ترديد ما غدا سمجا ومستهجنا للمراقب في الداخل والخارج، من حديث عن أن “التحالف جاء بدافع إنساني لحماية اليمنيين وضمان سلامتهم وما يزال” !!.