ماهو سبب الانتفاضات الشعبية ضد الامارات في اليمن؟
بعد دخول القوات الاماراتية قبل اكثر من اربعة اعوام الى اليمن لدعم القوات السعودية المعتدية شهدت المناطق التي دخلتها القوات الاماراتية الغازية احتجاجات شعبية واسعة ضد تدخلها ومليشياتها التي قتلت وجرحت وشردت الالاف من ابناء اليمن العزل ودمرت منشات هذا البلد الحيوية.
تظاهر امس الاول الثلاثاء، العشرات من أبناء مديرية المعافر جنوبي محافظة تعز، للتنديد بما تقوم به كتائب أبي العباس المدعومة من الإمارات، ضد المواطنين في منطقة البيرين.
ورفع المتظاهرون لافتات عبرت عن سخطهم واستيائهم من النقاط العشوائية التابعة “لأبي العباس” التي تقوم بتعنيف أبناء منطقة الكلائبة في البيرين، بمديرية المعافر.
وقالت مصادر محلية في المعافر لوكالة الصحافة اليمنية ان كتائب أبي العباس تحاصر قرى منطقة الكلائبة بالمدافع وكافة الأسلحة الثقيلة والمتوسطة، وتتوعد باقتحام القرى.
يأتي ذلك بعد فشل مساعي السلطة المحلية بمديرية المعافر، في تجنيب المديرية الفوضى وإصرار كتائب أبي العباس على تحويل المديرية إلى ساحة حرب لمعاركها العبثية، بحسب مصادر محلية.
وتستخدم الإمارات هذه الكتائب التي يقودها السلفي فارع، المكني بـ”أبي العباس”، من أجل السيطرة على عدد من المؤسسات الحكومية في محافظة تعز التي تقع جنوب العاصمة صنعاء.
وقد أطلق مغردون حملة على مواقع التواصل الاجتماعي للمطالبة بطرد دولة الإمارات من اليمن بالتزامن مع التصعيد الإماراتي ضد الحكومة المستقيلة في محافظتي سقطرى وشبوة، اللتين شهدتا مواجهات مباشرة بشكل متقطع بين قوات عبد ربه منصور هادي والميليشيات الموالية للإمارات.
وفي الاونة الاخيرة شهدت جزيرة سقطرى اشتباكات بين قوات الحكومة المستقيلة وميليشيا الحزام الامني المدعومة من أبوظبي لدى محاولة الميليشيا السيطرة على بوابة ميناء حولاف بعد اقتحامه قبل أن تتمكن قوات هادي من استعادة السيطرة عليه بعد ذلك بساعات.
أما في شبوة فقد قامت ميليشيا النخبة الشبوانية الموالية لأبوظبي باستحداث نقاط ومواقع تمركزت فيها داخل المدينة، كما نشرت مدرعات دون إذن أو تنسيق مع اللجنة الأمنية بالمحافظة. وصدت كذلك قوات الأمن هجوما لتلك الجماعات التي حاولت السيطرة على مطار عتق.
وتصاعدت الأصوات اليمنية لا سيما من مسؤولين من حكومة هادي رفضاً لسياسات أبوظبي في اليمن واستمرار محاولاتها تقويض الحكومة المستقيلة المدعومة من السعودية عبر الميليشيات التي تمولها الإمارات في عدد من المحافظات اليمنية ، لا سيما وان هذه المحاولات الانقلابية جاءت تزامنا مع زيارة هادي إلى أبوظبي.
وبعد ساعات من إعلان محافظ سقطرى رمزي محروس عن إحباط هجوم عناصر “الحزام الأمني” على ميناء الجزيرة ، شهدت سقطرى مسيرة لأنصار “الانتقالي”، رفع خلالها المشاركون شعارات معادية لمحروس ولوزير الثروة السمكية فهد كفاين (أحد أبناء المحافظة)، بعد أن كان الاثنان تعرضا للاعتداء والرشق بالحجارة أمام بوابة المجمّع الحكومي في منطقة قلنسية.
ويعدّ التصعيد في سقطرى بهدف السيطرة على الميناء الوحيد في الجزيرة الاستراتيجية الواقعة في ملتقى البحر العربي والمحيط الهندي، الثاني من نوعه، إذ سبق أن سعت أبو ظبي للاستحواذ على مطار وميناء سقطرى بالقوة العسكرية أثناء تواجد رئيس الحكومة اليمنية السابق أحمد عبيد بن دغر في الجزيرة، أواخر إبريل/نيسان ومطلع مايو/أيار 2018.
وهي الخطوة التي مثّلت في حينه شرارة تدويل أزمة اليمن مع الإمارات، عبر رسالة بعثتها حكومة هادي المستقيلة إلى مجلس الأمن الدولي، واشتكت فيها من تصرفات الإمارات، وسعيها لاحتلال ميناء ومطار سقطرى، دونما أي مبرر مقبول للتواجد العسكري لهذه الدولة في جزيرة يمنية أبعد ما تكون عن المحافظات التي تشهد معارك مع حركة انصار الله ويقول التحالف إنه يشارك فيها بطلب من الحكومة.
وعلى الرغم من إعلان السلطات المحلية في سقطرى دحر مهاجمي الميناء ، لا يزال الوضع متوتراً ومرشحاً لعودة التصعيد في أي لحظة، لا سيما مع استمرار تحركات العناصر الموالية لأبو ظبي، والتي تسعى لاستكمال فرض السيطرة الإماراتية في واحدة من أهم المناطق الاستراتيجية اليمنية، بعد أن تعاظم نفوذ الإمارات فيها إلى حدّ كبير خلال الأعوام الأخيرة.
إلى ذلك، كان لافتاً تزامن التصعيد في سقطرى مع تصعيد موازٍ في محافظة شبوة، حيث دشنت ما يعرف بـ”قوات النخبة الشبوانية”، الموالية للإمارات، حملة للسيطرة على مدينة عتق، مركز المحافظة، وخاضت اشتباكات مع قوات حكومة هادي، قبل أن تتقدّم في المدينة، التي لا يزال الوضع المتفجّر حولها مستمراً.
وقالت مصادر محلية في شبوة، إن القوات الموالية للإمارات هاجمت مطار مدينة عتق، في إطار محاولتها إتمام السيطرة على المدينة. ووفقاً للمصادر، فقد أقدمت قوات “النخبة الشبوانية” على محاصرة مطار عتق لمطالبة أفراد الأمن والجيش الحكوميين بتسليم المطار المتوقف عن العمل، قبل أن تنجح قوات الحكومة المستقيلة بصدّ محاولات هذه القوات باقتحام المطار.
وتعدّ شبوة من أهم المحافظات النفطية اليمنية، والتي أنشأت الإمارات فيها “قوات النخبة الشبوانية”، ومكنتها من السيطرة على العديد من المناطق تحت مسمى مكافحة “الإرهاب”، لكنها واجهت رفضاً محلياً وحكومياً أعاق بسط نفوذها في العديد من المناطق، وهو ما دفعها إلى التصعيد عسكرياً ضدّ قوات الأمن وجيش هادي، في هذه المحافظة.
من زاوية أخرى، يبدو لافتاً أنّ التصعيد العسكري الإماراتي في اليمن جاء بالتزامن مع اختتام رئيس الوزراء في الحكومة اليمنية المستقيلة معين عبد الملك أول زيارة له إلى أبو ظبي، وهي الزيارة التي جاءت بعد أن تردّد منصور هادي شهوراً بالموافقة على دعوة إماراتية في هذا الخصوص.
و كان عبد الغني جميل، ما يسمى بوزير “الدولة” في حكومة هادي وصف الوجود الإماراتي في جزيرة سقطرى بـ “الاحتلال متكامل الأركان” داعيا هادي إلى اتخاذ قرار حاسم حياله، ومكاشفة اليمنيين بما يدور بالجزيرة الواقعة جنوبي البلاد.
من جهته، عاد رئيس الحكومة اليمنية السابق، أحمد بن دغر، إلى واجهة المعارضة لسياسات أبوظبي، في وقت برز سابقا ندا أمام تحركاتها في أكثر من محافظة.
وتابع رئيس وزراء اليمن السابق: “يدعم هؤلاء مخطط التقسيم، دون تفكير أو اعتبار لمصالح ومشاعر الشعب اليمني وحقه في الحفاظ على وحدته وسيادته على أرضه، متجاهلين في الوقت ذاته مصالح الأمة وأمنها، مُعتبرا هذا سلوكا تدميريا لا يقبله غالبية اليمنيين، ولن يقبله جل العرب”.
من جانبه، جدد نائب رئيس البرلمان في حكومة هادي، عبدالعزيز جباري، انتقاداته لأداء دول التحالف العدواني في بلاده. وقال إن التحالف بقيادة السعودية جاء لليمن من أجل “مصالحه”، وليس من أجل دعمنا.
وشكك جباري، الذي استقال من منصبيه نائبا لرئيس الوزراء وزير الخدمة عام 2018، بما يقال عن سيطرة التحالف السعودي على أجزاء واسعة من اليمن: “يقولون إنه تمت السيطرة على 80 بالمئة من اليمن، لكننا لا نستطيع العودة لديارنا، ولا حتى إقامة جلسة لمجلس النواب”.
فيما أطلق ناشطون يمنيون حملة على منصات التواصل الاجتماعي، تطالب بإنهاء مشاركة الإمارات في التحالف، بعد دعمها العلني للانقلاب الذي قادته مليشيات انفصالية سلحتها ودربتها على السلطات الحكومية في سقطرى وشبوة.
وعبر وسم “#طرد_الإمارات_مطلب_شعبي”، اتهم المغردون الإمارات، بنشر الفوضى وتعزيز انتشار القوات الموالية لها في المحافظات الجنوبية لاستكمال سيطرتها على المؤسسات في اليمن.