تفكيك شفرة غامضة لصواريخ استهدف سوقا تجارية في سوريا

كشفت مصادر محلية في محافظة إدلب معلومات عن الجهة التي استهدفت سوقا تجاريا في مدينة معرة النعمان بريف إدلب الجنوبي.

 

وأكدت المصادر لوكالة “سبوتنيك” أن إخطارا وصل من قيادة “هيئة تحرير الشام”، يطالب تنظيم “الخوذ البيضاء” التابع له، برفع الجاهزية في مدينة معرة النعمان، وذلك قبيل حوالي 20 دقيقة من انهمار القصف الصاروخي على المدينة.

وأوضحت المصادر أن مسلحي تنظيم “هيئة تحرير الشام” (جبهة النصرة) هم من قاموا أمس باستهدف السوق التجاري في مدينة معرة النعمان بريف إدلب الجنوبي، عبر استخدام صواريخ شديدة الانفجار تم إطلاقها من مزارع بلدة كفرومة القريبة التي تعد أحد المعاقل القريبة للتنظيم في محيط معرة النعمان.

وأشارت المصادر إلى أن القصف الصاروخي يحقق لتنظيم “جبهة النصرة” الإرهابي، عدة أهداف، إذ تستطيع اتهام الجيش السوري أو الطيران الحربي الروسي باستهداف المدنيين من جهة، كما أنه يتيح للجبهة الانتقام الذي طال انتظاره بحق أهالي معرة النعمان الذين لطالما منعوا “جبهة النصرة” من الدخول إلى مدينتهم وخاضوا معها عشرات الاشتباكات المسلحة بالأسلحة المتنوعة، إضافة إلى دق اسفين بين الدولة السورية و”الضامن الروسي” من جهة وبين أهالي معرة النعمان من جهة ثانية، وخاصة بعد تصريحات محافظ حلب حسين دياب التي أكد فيها منذ أيام أن: “طريق دمشق حلب الدولي الذي يمر بالقرب من معرة النعمان سيتم فتحه قريباً”.

ولفتت المصادر إلى أن تصريح المحافظ ذياب ينم عن وجود تفاهم مع أهالي معرة النعمان يرعاه الجانب الروسي بشأن إعادة فتح الطريق المغلق منذ سنوات.

وبينت المصادر أن أعنف الاشتباكات المستمرة بين أهالي المدينة ومسلحين محليين منافسين ل”جبهة النصرة”، جرت نهاية شهر نيسان/ أبريل الماضي، حيث شهدت المدينة انتفاضة شاملة تصدت لقوة مسلحة ضخمة تضم 15 سيارة دفع رباعي دخلت إلى قرية (فرون) التابعة لمدينة المعرة بهدف إلقاء القبض على أحد سكانها السوريين المطلوبين للهيئة، وما أن قاموا باعتقال الشاب حتى اندلعت اشتباكات عنيفة بمختلف صنوف الأسلحة مع مسلحي الهيئة، قتل خلالها العشرات من الطرفين، وأصيب المئات، كما تم إحراق العدد الأكبر من العربات التي نفذت العملية داخل المدينة، كما تمكن الأهالي من محاصرة مجموعة من القوة التي دخلت إلى القرية، قبل أن تعاود الهيئة إرسال قوة ضخمة لاستعادتهم من داخل قرية “فرون”.

وأكدت المصادر أن الخلافات المتصاعدة بين مسلحي “هيئة تحرير الشام” وأهالي “معرة النعمان” مستمرة منذ محاولة الهيئة بداية العام الحالي دخول المدينة والسيطرة عليها بالقوة واجتثاث بعض المسلحين المحليين منها، تمهيدا لإلحاقها بحكومة (الإنقاذ) التي شكلتها جبهة النصرة في إدلب، إلا أن السكان ناهضوا هذا الخيار بقوة، أذعنوا بتسليم السلاح الثقيل والاحتفاظ بالمسلحين كشرطة محلية بالأسلحة الخفيفة، ومنذ ذلك الحين لم تهدأ الاشتباكات المتقطعة بين الطرفين لأسباب مختلفة.

وكانت وزارة الدفاع الروسية، نفت أمس الاثنين، تصريحات تنظيم “الخوذ البيضاء” حول قصف القوات الجوية الروسية لسوق في سوريا، واصفة هذه التصريحات بالمزيفة.

وجاء في بيان الوزارة الروسية “أن التصريحات التي أدلى بها تنظيم “الخوذ البيضاء” الممول من الولايات المتحدة وبريطانيا، حول مهاجمة السوق في معرة النعمان [محافظة إدلب] بطائرات تابعة لقوات الفضاء الروسية الجوية، مزيفة”.

وأكد البيان أن “القوات الجوية الروسية، لم تقم بأي مهام في هذه المنطقة من الجمهورية العربية السورية”.

وكان الرئيس السوري بشار الأسد أكد في مقابلة مع صحيفة “ميل أون صنداي” البريطانية شهر أكتوبر/ تشرين الأول الماضي أن بريطانيا قدمت دعما علنيا لمنظمة “الخوذ البيضاء”، التي تشكل فرعا لتنظيمي “القاعدة” و”النصرة” الإرهابيين، في مختلف المناطق السورية”، مضيفا “أن بريطانيا وفرنسا، والولايات المتحدة الأمريكية، تتبع وتتبنى السياسة نفسها.”

قد يعجبك ايضا