نيكولاس هيسوم: لحظة حاسمة لحكم مدني في السودان، ولحل مشكلات طويلة الأمد

قال المستشار الخاص للأمين العام نيكولاس هيسوم إن السودان يعيش “لحظة مثيرة وربما حاسمة للغاية” بالنسبة لمستقبل انتقاله إلى الحكم المدني، وإنه إذا ما مضت الأمور بشكل جيد بخصوص الاتفاق بين أطراف المفاوضات الحالية فإن ذلك “يبشر بالخير بالنسبة لأفريقيا بأكملها”.

 

وأضاف السيد هيسوم في مقابلة خاصة لأخبار الأمم المتحدة أن لدى الشعب السوداني الفرصة “ليس فقط لاستبدال حكومة البشير والمجلس العسكري الحالي بسلطة مدنية” ولكن أيضا الفرصة لمحاولة حل تلك المشكلات طويلة الأمد في أطراف السودان– مثل دارفور وجنوب كردفان النيل الأزرق ” – وإيجاد حل شامل لها.

 

غير أن المسؤول الأممي الرفيع حذر من أنه في حال ضاعت هذه الفرصة فمن المحتمل أن تنزلق البلاد إلى حرب أهلية، مؤكدا أن المخاطر كبيرة، لكن “الجائزة” قريبة لمتناول اليد بشكل مغرٍ، حسب تعبيره. وأشار السيد هيسوم إلى أن دولة السودان تتشارك حدودا جغرافية مع العديد من الدول الأفريقية، إضافة إلى موقعها في وسط القرن الأفريقي، وهو إقليم متقلب الأوضاع. ويقول السيد هيسوم إنه “إذا ما مضت الأمور بشكل جيد بالنسبة للسودان، فإن ذلك يبشر بالخير بالنسبة لأفريقيا بأكملها”. وأضاف المستشار الأممي الخاص: “ضعوا في حسبانكم أيضا أن لدينا مثلا الصومال من ناحية، ونزاعا في سيناء من ناحية أخرى، ولدينا جمهورية أفريقيا الوسطى، وكذلك جنوب السودان، وإثيوبيا التي تمر بمرحلة تحديات هي الأخرى. هي إذا منطقة تعيش على الحافة بصورة ما. فإذا نجحنا في معالجة الأزمة السودانية بشكل “مربح” لو جاز التعبير، فسيكون لذلك دور إيجابي في تحقيق الاستقرار للمنطقة ككل.”

وشدد السيد هيسوم على أن الأمم المتحدة تدعم بقوة عملية الوساطة التي يقوم بها الاتحاد الأفريقي مؤكدا دعم الأمين العام أنطونيو غوتيريش للشروط التي حددها الاتحاد الأفريقي لانتقال السلطة في السودان إلى حكومة بقيادة مدنية، وقال: “لقد طلب مني على وجه التحديد دعم مبادرة الاتحاد الأفريقي، أي بعبارة أخرى، ألا أشرع في عملية للأمم المتحدة موازية، بل أن دعم عملية الاتحاد الأفريقي، وأعتقد أن ذلك يؤسس نموذجا جديدا للتعاون في مثل هذه القضايا”.

ووصف المستشار الأممي الخاص المعني بالسودان الإنجاز الحالي فيما يتعلق بالتوصل إلى اتفاق بأنه “اختراق بقيادة السودان” وأنه “تقدم كبير كان للمجتمع الدولي يد فيه، إذ قام بالضغط على الأطراف”. من ناحية أخرى أشار السيد هيسوم إلى حدوث درجة كبيرة من التدويل للصراع السوداني، وأنه كان هناك الكثير من الملاحظات على تدخل دول الخليج، “دعما لهذا الجانب أو ذاك” حسب تعبيره.

وفي إشارة إلى الاتفاق بين الطرفين حول بناء حكومة تدير العملية الانتقالية، قال السيد هيسوم إنه ما زالت هناك اختلافات حول تفسير بنود الاتفاق، وأضاف أن “القضايا المتنازع عليها حول تفسيرات بنود الاتفاق تظل حاسمة في صياغة العلاقة بين الجيش والمدنيين حول هياكل الحكم”. كما أكد ضرورة التركيز على ما هو المطلوب لتنفيذ الاتفاقية. وسيكون هذا التنفيذ صعبا وسيحتاج إلى دعم دولي، حسب قوله.

 

ولفت المسؤول الأممي الانتباه أيضا إلى ما يعانيه السودان من أزمة اقتصادية عميقة، وقال إن “أي حكومة جديدة ستضطر مباشرة إلى مواجهة مشاكل اقتصادية خطيرة للغاية، وتحتاج بالطبع إلى دعم دولي”.

 

وأعرب المستشار الخاص للأمين العام حول السودان نيكولاس هيسوم في نهاية اللقاء عن تفاؤل حذر مشيرا إلى خبرته في النزاعات السابقة التي عادة ما تشهد “نوعا من التقدم والتراجع في حظوظ الوصول إلى أي حلول طويلة الأجل”. وهو ما شهده في حالة السودان خلال الشهرين أو الثلاثة الأخيرة، حسب المستشار الأممي، الذي أضاف بأننا “نرى المسار التصاعدي البطيء يتحقق”.

قد يعجبك ايضا