غريفيثس متفاءل بالتقدم المحرز في اليمن لكنه يشدد على أهمية معالجة التحديات المتبقية وتسهيل العمليات الإنسانية

بالرغم من أن اليمن يواجه “لحظة حاسمة”، أعرب المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى اليمن، مارتن غريفيثس، عن تفاؤله في أن “الحرب في البلاد تقترب من نهايتها”، داعيا إلى التفكير في الحقائق والفرص التي تحدد الآن احتمالات القيام بخطوة نحو السلام”.

 

غريفيثس الذي كان يتحدث أمام مجلس الأمن الدولي عبر دائرة تلفزيونية مغلقة من عمان، حدد ثلاث نقاط للسير نحو السلام في اليمن:

أولا – إعادة نشر بعض قوات التحالف في أجزاء من اليمن. 

غريفشس ذكر أن كبار مسؤولي الائتلاف أكدوا أن هذا العمل يهدف إلى وضع “السلام أولا” في صلب جهودهم لاستعادة السلام والاستقرار في اليمن، مضيفا أن هذا تذكير بالرأي الذي تم التعبير عنه بالفعل وهو أن السلام سيأتي على خلفية الوعود التي تم التعهد بها في ستوكهولم والتي أصبحت الآن وعودا مصانة في اليمن.

 

ثانيا – الحديدة التي تعتبر مركزية وكبوابة للعملية السياسية. 

حقق الطرفان اليمينان نجاحا ملحوظا في اجتماع عقد بقيادة الجنرال مايكل لوليسغارد على متن سفينة تابعة للأمم المتحدة، في البحر الأحمر، في الآونة الاخيرة. واتفق الطرفان اللذان اجتمعا على مدار يومين على التفاصيل التشغيلية لجميع عمليات إعادة التوزيع المتوخاة في محادثات ستوكهولم. واعتبر المبعوث الأممي هذا الاتفاق “إنجازا مهما وعلامة مشجعة على التقدم”. لكنه أشار إلى بعض العقبات بما فيها الاتفاق على نشر قوات الأمن المحلية وكذلك الاهتمام بقضايا الإيرادات والحكم، معربا عن أمله في أن يسمح التقدم في الحديدة بالتركيز أخيرا على العملية السياسية قبل نهاية هذا الصيف، لأن اليمن “ليس لديه وقت يضيعه”، بحسب تعبير المبعوث الخاص.

 

ثالثا – في تعز هناك تقدم محدود في فتح المدينة على الحياة المدنية ووصول المساعدات الإنسانية.

في هذا الصدد، أمل مارتن غريفيثس في فتح معبر إنساني، وأوضح أنه يخطط لاستكشاف هذه الفرص مع لجنة تعز وكيف يمكن الاستفادة منها لمدينة تتوق إلى الأمن والسلام والاستقرار أكثر من أي شيء آخر، معربا عن أمله في أن تستفيد مدينة تعز من دعم المبادرات المجتمعية التي يقودها المجتمع المحلي لسد فجوات الحرب. كما أشار إلى أن المجموعات النسائية تتمتع بتاريخ متميز في هذا النشاط في تعز، متمنيا أن يستفيد الجميع من خبرات النساء في هذا المجال.

 

مارتن غريفيثس، المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى اليمن، يخاطب مجلس الأمن عبر دائرة تلفزيونية مغلفة.

التحديات مستمرة…

في إحاطته إلى مجلس الأمن الدولي قال المبعوث الخاص إنه تشرف بمقابلة الوزراء وكبار المسؤولين العاملين في اليمن، وإنه شعر بالاطمئنان تجاه الرغبة المجمع عليها لرؤية تقدم نحو حل سياسي- ورؤيته بسرعة- قائلا إن “إجماع المجتمع الدولي يعكس إجماع مجلس الأمن”.

 

غير أنه أضاف أنه لا تزال هناك تحديات في اليمن، بما فيها:

  • إعلان الأسبوع الماضي في صنعاء عن فرض أحكام بالإعدام على 30 سجينا، قد هال المجتمع الدولي، بحسب غريفيثس الذي أكد على معارضة الأمم المتحدة لعقوبة الإعدام في جميع الظروف، مشيرا إلى أن هؤلاء السجناء المدانين كانوا مدرجين في قوائم الأمم المتحدة على أنه سيتم الإفراج عنهم.

  • المشهد السياسي والأمني في اليمن مقلق- سواء على الخطوط الأمامية أو في مناطق أخرى – حيث أصبح مجزأ بشكل متزايد. وفي هذا السياق أشار غريفيثس إلى أن استمرار الحرب سيزيد من خطر حدوث مزيد من التوترات التي سيصعب رأبها كلما طالت الحرب

  • استمرار العمليات العسكرية على عدة خطوط أمامية أخرى وعلى حدود اليمن مع المملكة العربية السعودية، على الرغم من استمرار وقف إطلاق النار في الحديدة على نطاق واسع. “أشعر بالقلق بشكل خاص من الهجمات المستمرة من قبل أنصار الله على البنية التحتية المدنية في المملكة العربية السعودية”، شدد غريفيثس.

ودون القيام بأي إشارات محددة، لفت غريفيثس الانتباه إلى مخاطر أن يتم “جر اليمن إلى حرب إقليمية”، بعد أسابيع من التوتر في ممرات الشحن الرئيسية في الخليج. وقال “يجب على الأحزاب اليمنية أن تكف عن أي أعمال تأخذ اليمن في هذا الاتجاه. نحن بحاجة إلى منع هذا لتخفيف التوترات الإقليمية وإنقاذ الأرواح. يجب أن نرى تراجعا في العنف الآن”.

 

مارك لوكوك، وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ، وديفيد بيسلي، المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي في جلسة مجلس الأمن حول اليمن.

ديفيد بيزلي: اتفاق على الاستئناف الكامل للمعونة الغذائية في متناول اليد

من جانبه، صرح ديفيد بيزلي، المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي لأعضاء المجلس، بأن الاتفاق على الاستئناف الكامل للمعونات الغذائية إلى بعض المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون في اليمن “في متناول اليد”، وذلك عقب قرارهم المؤلم بتعليق بعض المساعدات الشهر الماضي.

 

وقال ديفيد بيسلي إن التعليق – الذي كان بسبب تحويل بعض القادة الحوثيين المستمر لإمدادات الطوارئ الغذائية عن المستفيدين المدنيين المستهدفين – بدأ في جميع أنحاء العاصمة، ولكن على الرغم من ذلك، ارتفع العدد الإجمالي للأشخاص الذين تم الوصول إليهم من 10.6 إلى 11.3 مليون “، ونحن مستمرون في تويسع نشاطنا”، بحسب تعبيره.

 

وقال “آمل في أن نتمكن من تسخير هذا الزخم الإيجابي لحل هذه القضايا العالقة في الأيام إن لم يكن في الساعات المقبلة. هذا ما يستحقه الشعب اليمني وما طالبنا به.” وفيما دعا قادة اليمن إلى عدم تسييس عمل البرنامج المنقذ للحياة، قال إن القانون الإنساني يحمي توزيع المواد الأساسية “المحايد وغير المتحيز والمستقل”.

 

وأشار إلى أن برنامج الأغذية العالمي يحتاج إلى 1.2 مليار دولار خلال الأشهر القادمة حتى يتمكن من الوصول إلى الفئات الأكثر ضعفا، لكن التمويل الحالي يبلغ أقل من نصف هذا المبلغ.

 

وفيما دعا المانحين إلى مواصلة دعهم السخي، أشار بقلق إلى أن البرنامج يصل “إلى النقطة التي لن يؤدي فيها أي مبلغ من المال في العالم إلى تخفيف معاناة الشعب اليمني”، مضيفا “أننا نقترب بسرعة من هذا الأمد”.

 

لوكوك: لم يتم الالتفات إلى دعوات مجلس الأمن

مطالب مجلس الأمن إلى الأطراف المتحاربة في اليمن والقاضية باحترام القانون الدولي الإنساني وإتاحة الوصول دون عوائق إلى المدنيين وتوفير المزيد من التمويل لتقديم  الخدمات المنقذة للحياة، “لم يتم الاستجابة” إليها، بحسب وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية، مارك لوكوك.

 

وقال لوكوك لأعضاء المجلس، يواصل الجانبان القتال عبر 30 خطا أماميا نشطا في جميع أنحاء البلاد، مشيرا إلى أن دعوته المستمرة منذ أشهر إلى وقف إطلاق النار على مستوى البلاد أصبحت أكثر إلحاحا الآن من أي وقت مضى.

 

وحول خطة الاستجابة الإنسانية لليمن التي تعهد المانحون بتقديم مبلغ 2.6 مليار دولار في شباط/فبراير لصالحها، قال لوكوك إنه على الرغم من أن غالبية المانحين دفعوا أكثر من 75 في المائة من تعهداتهم، إلا أنه لا يزال هناك طريق طويل لنقطعه، حيث وصلت المدفوعات الآن إلى 34 في المائة فقط من المبلغ الموعود. “إن أولئك الذين قدموا أكبر تعهدات – جيران اليمن في الائتلاف – لم يدفعوا حتى الآن سوى نسبة متواضعة مما وعدوا به.” وقال من عواقب عدم الحصول على التمويل، ضرورة إجراء تخفيضات في الجهود الإنسانية الأممية.

 

وأوضح أن “الوكالات الإنسانية بدأت بتعليق بعض حملات التطعيم المنتظمة التي تستهدف 13 مليون شخص، بمن فيهم 200,000 رضيع. كما توقف العمل في 30 مركز تغذية جديد في المناطق التي تشهد أسوأ مستويات الجوع. ومستشهدا بمزيد من الأمثلة، قال وكيل الأمين العام إن ما يصل إلى 60 مركزا حاليا قد يغلق في الأسابيع المقبلة، مما يعرض ما لا يقل عن 7000 طفل يعانون من سوء التغذية إلى خطر الموت الفوري”.

 

وفي الشهرين المقبلين، تتوقع وكالات الأمم المتحدة إغلاق 21 برنامجا رئيسيا آخر. ومشيرا إلى أن المعركة ضد الكوليرا تتراجع بعد أن انخفضت حالات المرض القاتل بأكثر من نصف العام الماضي، قال لوكلوك إن “تلك المكاسب ضاعت الآن”.

قد يعجبك ايضا