من موزامبيق، غوتيريش يدعو المجتمع الدولي إلى الوفاء بتعهداته تجاه البلاد التي عانت مؤخرا من إعصارين مدمرين

وصل أمين عام الأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، إلى موزامبيق، اليوم الخميس، في زيارة تستمر يومين، سيعاين خلالها الأضرار الناجمة عن الإعصارين المدمرين اللذين عصفا بالبلاد في وقت سابق من هذا العام.

 

والتقى الأمين العام اليوم برئيس البلاد فيليب نيوسي، كما استمع إلى آخر الأخبار من ممثلي وكالات الأمم المتحدة في الميدان، قبيل جولته الميدانية على بعض المناطق المتضررة من الكوارث الطبيعية التي سيقوم بها يوم غد.

 

وفي حديثه للصحافة عقب لقائه برئيس البلاد، قال الأمين العام إنه يزور موزامبيق تضامنا مع شعبها في أعقاب الدمار الذي خلفه إعصاري كينيث وإيداي. وأضاف أن “البلاد بالكاد تساهم في ظاهرة الاحتباس الحراري لكن سكانها في الخطوط الأمامية لتغير المناخ”.

تأثرت مقاطعة ماكوميا، الواقعة في كابو ديلجادو بموزامبيق، بشدة جراء إعصار كينيث الذي وقع في 25 نيسان/أبريل 2019.

وأشار إلى أن الأمم المتحدة وضعت موزامبيق على جدول أولوياتها المطلقة منذ اللحظة التي تعرضت فيها البلاد لإعصارين كبيرين في آذار/مارس ونيسان/أبريل.

 

وفيما هنأ الأمين العام حكومة موزامبيق وشعبها على الاستجابة غير العادية لهذه الكوارث الطبيعية، ناشد الوفاء السريع بالتعهدات المقدمة في مؤتمر المانحين الذي استضافته مدينة بيرا في أيار/مايو الماضي.

 

وبعد إحاطة قدمها فريق الأمم المتحدة القطري حول الوضع في البلاد، سيجتمع الأمين العام مع ممثلي المنظمات غير الحكومية المشاركة في مكافحة التمييز ضد المهق. وفي المساء، يستضيف رئيس البلاد الأمينَ العام في مأدبة رسمية.

 

وسيتوجه غوتيريش صباح الغد إلى بيرا، بشمال البلاد، لتقييم جهود الإنعاش في المناطق التي تأثرت بإعصاري كينيث وإيداي.

 

“لم يتبق شيء من مورد رزقنا لنعود إليه”

عندما بدأت الرياح تهب عبر موزامبيق في ليلة 14 آذار/مارس، وبلغت السرعة القصوى 195 كيلومترا في الساعة، كان سقف القصدير هو أول شيء ينفجر في منزل عائلة موتيزوس.

 

داخل المنزل الساحلي الصغير، المصنوع من قطع البلاستيك والكرتون والطوب، لوريندا موتيزوس البالغة من العمر 62 عاما مع ولديها الراشدين تريزا وإرنستو، وطفل تيريزا البالغ من العمر عاما واحدا والمراهقين اللذين تبنتهما العائلة منذ سنوات، تعانقوا وتجمعوا بالقرب من بعضهم البعض.

 

وفي حديث مع موفد أخبار الأمم المتحدة إلى موزامبيق، ألكساندر سواريس، قالت لوريندا:

“في لحظة سريعة، كان صالون الحلاقة الذي تملكه تيريزا، والمتاخم لمنزلهم، قد طار ببساطة”. 

بعد لحظات، تضرر متجر إرنيستو، حيث دمر الإعصار آلة النسخ والكمبيوتر الذي استثمر في شرائهما، بالإضافة إلى مدخراته الغالية التي تمكّن من جمعها فيما كان يعمل كحلاق.

 

كانت الأسرة تأمل في أن يحيد الإعصار عن مصدر رزقهم المتبقي والمتمثل بمزرعتين صغيرتين تزرع فيهما لوريندا الأرز. ولكن في الصباح، اكتشفوا أن المزرعتين -أو ما يعرف باللغة المحلية بال “ماشامبا”- قد دُمرتا أيضا.

 

فيما أدركت عائلة موتيزوس أن مورد رزقهم قد اختفى، خلُصت أسر أخرى كثيرة إلى نفس النتيجة. لقد خلفت الأعاصير المميتة وراءها حطاما مكان المحال التجارية.

تلميذ ينظر من نافذة فصله الدراسي في بيرا، التي تأثرت بإعصاري إيداي وكينيث بموزامبيق.

ووفقا للأمم المتحدة، أثر إعصار إيداي على 1.85 مليون شخص في مقاطعات إنهامبان ومانيكا وتيتي وزامبيزيا وسوفالا. في مدينة بيرا الساحلية المحمومة على وجه الخصوص،  تضرر 90 ٪ من مجمل البنية التحتية.

أموال مؤتمر تعهدات غير كافية

بعد ستة أسابيع فقط، بينما كان الناس يكافحون من أجل التعافي، ضربت عاصفة ثانية مدمرة – إعصار كينيث- مقاطعتي كابو ديلغادو ونامبولا الشماليتين، مما أثر على أكثر من 400,000 شخص.

 

ثم أعقب كلا الإعصارين أسابيع من الأمطار الغزيرة. وكان أحد العاملين في المجال الإنساني قد وصف المنطقة التي غمرتها الفيضانات بأنها “محيط داخلي” تبلغ مساحته مساحة لوكسمبورغ – طوله حوالي 125 كم وعرضه حوالي 25 كم.

بعد إعصاري إيداي وكينيث في موزامبيق، يتابع تلاميذ دورسهم في فصول دراسية مدمرة وبدون سقف.

في شهر أيار/مايو الماضي، استضافت البلاد مؤتمرا للمانحين، على أمل جمع 3.2 مليار دولار لتسهيل إعادة إعمار المناطق المتضررة. تعهد المانحون الدوليون بمبلغ 1.2 مليار دولار فقط.

 

في ذلك الوقت، صرح الأمين العام للأمم المتحدة أن “هذه هي اللحظة المناسبة لترجمة تضامننا مع دولة متأثرة بواحدة من أسوأ الكوارث المرتبطة بالطقس في التاريخ الأفريقي”. بالنسبة للأمين العام، فإن هذه الكارثة الطبيعية تذكير بالضرورة الملحة للتصدي لتغير المناخ.

قد يعجبك ايضا