مدارس تعز في قبضة “الإصلاح”.. معتقلات مرعبة تُخفي قسرياً مسؤولين ونشطاء وخصوم
من مدينة العلم والثقافة والتنوير إلى معتقل كبير لكل من يناوئ حزب الإصلاح.. هكذا تم تحويل مدارسها وهكذا يريدونها أن تكون وأن تبقى.
مدينة تعز، المدينة الأسيرة بيد مليشيات حزب الإصلاح، المدججة بالأسلحة، تحت مسمى اللجنة الأمنية المشتركة، التي تضم قوات من ما يسمى الشرطة العسكرية واللواء 22 ميكا، ومجندين أمنيين، أصبحت اليوم تضم مئات المعتقلين الذين يقبعون خلف قضبان سجون اللجنة الأمنية بتهم كيدية يتعرضون للتعذيب والانتهاكات ، وفقا لمصادر حقوقية، أكدت أيضا أن اغلب المعتقلين هم من كتائب “أبو العباس” المدعومة إماراتيا، والتي خاضت مواجهات عنيفة مع مليشيات الإصلاح خلال شهر مايو الماضي، وفي فترات متقطعة خلال العام الفائت ومطلع العام الجاري، إلى جانب العشرات من الناصريين والمؤتمريين والمناوئين لسياسية الإصلاح في مدينة تعز.
المصادر أوضحت أن اللجنة الأمنية المشتركة التابعة للإصلاحين شنت خلال الأشهر الماضية حملة اعتقالات واسعة بحق سياسيين وإعلاميين ونشطاء، اغلبهم موالون لتحالف العدوان، منهم مدير أوقاف تعز الذي تم اعتقاله نتيجة اعتراضه على نهب مسلحي الإصلاح أراضي الدولة، وتم الزج به بتهم كيدية.
كما قامت ما يسمى باللجنة الأمنية باعتقال الناشط يوسف الحياني احد مناصري قوات تحالف العدوان، حيث تم اعتقاله بتهم كيدية، نتيجة اعتراضه على تهجير النساء والأطفال في المدينة القديمة.
بدورها كشفت لجنة متابعة المخفيين قسرياً عن 43 شخصاً تعرضوا للاختطاف والإخفاء القسري منذ 2016 وحتى العام الجاري 2019 في محافظة تعز على أيدي ما يسمى باللجنة الأمنية المشتركة.
وذكرت اللجنة أن 13 من المخفيين تم الكشف عن مصيرهم من قبل ما تسمى الاستخبارات العسكرية إضافة إلى الإفراج عن 3 فقط عن إجمالي المخفيين قسرياً في سجون الإصلاح في تعز.
وحسب اللجنة فإن 21 مخفيا من إجمالي عدد المشمولين بالكشف تم إخفاؤهم قسريا في 2016 و 11 مخفيا خلال 2017 و 7 في العام 2018 و 2 في 2019.
اللجنة تطرقت إلى الكثير من القصص التي يعيشها المعتقلون في سجون الإصلاح، في مدينة تعز والتي تحمل الكثير من الألم والقهر والذل، مشيرة إلى أن مسلحي حزب الإصلاح، حولوا بعض المدارس في تعز إلى معتقلات، أبرز تلك المدارس، مدرسة “باكثير” الواقعة في الشماسي شرقي المدينة.
ونقلت اللجنة عن المعتقلين قولهم: إن ما كانت فصولا دراسية باتت تستقبل عشرات المعتقلين الذين لا يعرف أكثرهم أسباب اعتقاله، فضلا عن شكاويهم من سوء المعاملة والتعذيب والانتهاكات اليومية، خصوصا في ساعات الليل أثناء قيام عناصر الإصلاح بعملية التحقيق مع المعتقلين، الذين يعودون إلى زنازينهم محمولين على أسرةٍ أو على الأكتاف، والبعض بالكاد يستطيع أن يمشي أن حالفه الحظ ولم يتعرض للصعق الكهربائي أو للضرب المبرح بالهراوات.
وحسب اللجنة، فإن بعض السجناء الذين صدرت بحقهم أحكام قضائية بالإفراج، بعد أن تبين أن لا تهمة لاعتقالهم، لم يُطلق سراحهم بعد، ما يعني أن عملية الاعتقال عبث في عبث، على حد تعبيرها.